هاشتاغ _ نضال الخضري
صورة الكون في بدايته الأولى التي أرسلها تلسكوب جيمس ويب تزامنت مع صدور نتائج التعليم الثانوي في سوريا.
تشابكت هذه الصورة مع تاريخ العلم والتعليم في ذاكرتي المضطربة بتقارير حول واقع التعليم في الولايات المتحدة، حيث اللجان الرئاسية للتعليم شائعة منذ تقرير ترومان عام 1947 ودوايت ايزنهاور عبر “لجنة التعليم ما بعد الثانوية” عام 1956.
وتبعهما جون ف. كينيدي الذي شكل فريق عمل التعليم عام 1960 بعد أن أطلق الاتحاد السوفيتي قمره الاصنطاعي سبوتنيك، وصولا إلى جورج دبليو بوش و”لجنة مستقبل التعليم العالي”.
وبينهما كان أخطر تقرير في فترة الرئيس رونالد ريغان عام 1983 “أمة في خطر”، وذلك تزامنا مع قفزة في الاستراتيجية العسكرية من خلال ما سُمي بـ”حرب النجوم”.
المسألة كما تظهر على الأقل بالنسبة لي ليس في الترويج السياسي، إنما في أن التعليم هو جوهر القوة وأن ما قدمه تلسكوب جيمس ويب هو نتائج عمليات نقدية لأساليب التعليم للحفاظ على القوة بالنسبة للولايات المتحدة.
وعندما تطرق مسامعي انتقادات للعملية التربوية أو لطريقة التعامل مع نظام الامتحانات؛ أتأكد أننا بصدد إيجاد صور متفرقة لأبنائنا وليس لأجيال عليها ألا تعيد التجارب المريرة، وأن تخرج على الأقل من التفكير النمطي بمشاكلنا وأزماتنا.
صور جيمس ويب ليست مجرد انعكاس لرغبات علمية فقط، وبالتأكيد فإنها تحمل رسائل القوة تجاه من تراهم واشنطن “أعداء”، وهي في نفس الوقت صورة عن مجتمعات، ليست محصورة ضمن الولايات المتحدة، تعيد إنتاج العملية التعليمية عبر حلول مبتكرة تتناسب مع طبيعة كل مجتمع.
عندما أبحث في اليوتوب مثلا يُذهلني كم الدورات العلمية باللغات الهندية، و وضعني أمام شكوك من أي علم تلقيته أو عاصرته مع الأجيال الناشئة.
بالنسبة لي فإن تصورات “جيمس ويب” هي حالة كآبة لصورة الطلاب وهم يبحثون عن مجموعهم على الانترنت، وهي أيضا وجع لأشكال التعليم التي شهدت في سوريا صراعا على المناهج قبل أعوام، في وقت كان العالم ينقلب على نفسه ضمن دائرة المعارف ليصبح العلم خارج أروقة الجامعة حالة معترف بها من قبل أكبر الشركات، وشكل من بناء العلم على قاعدة “المصادر المفتوحة” التي ظهرت في علوم البرمجة وشكلت منهجا لتطوير البرامج والعلوم.
في كل عام هناك تذكرة بأننا لسنا تقليديين فقط في رؤيتنا، بل أيضا في رسم حلول الأزمات وعلى الأخص في التعليم، ونتائج التعليم الثانوي تقدم شكلا نموذجيا سواء على مستوى انتقادنا لما يحدث أو حتى دفاع المؤسسات التربوية لاعتماد شكل خاص للامتحانات.
فالتعليم لم يعد كما ألفناه من قبل، وربما علينا النظر إلى مستقبل الأجيال من خلال ما يجري وابتكار الحلول لمستقبل أطفالنا بعيدا عن سلم العلامات ونتائج المفاضلة، وأسبقية بعض العلوم على غيرها لأن الارتقاء هو نهوض بالعلوم وليس بالمهن التي تصبح “سلما اجتماعيا”..
هناك حالات ابتكار في التعليم تحتاج منا فقط لاعتبار أن وجودنا بات مرتبطا بها وليس فقط تقسيم الطلاب داخل الكليات والمعاهد.
لتصلك أحدث الأخبار يمكنك متابعة قناتنا على التلغرام