هاشتاغ-زياد شعبو
تتغير خريطة كرة القدم العالمية بشكل متسارع وتطال بتغييراتها محيطنا العربي القريب، وتتشكل ملامح نقلة نوعية في التسويق والاحتراف والبنية التحتية على حد سواء.
أجزم بأن الغيرة التي أشعر بها تنتاب الجميع؛ يشعر بها الجمهور واللاعبون والمدربون في كرة القدم المحلية، ولا يغادرنا ذلك الإحساس بداخلنا؛ أننا نستحق الأفضل مما نحن عليه، لا بل وبغرور؛ نستحق الأفضل مما هي حال كرة القدم عند من يتفوقون علينا من جيراننا.
لكن الواقع؛ للأسف، يتراجع بنفس القدر الذي تقفز فيه اللعبة في محيطنا نحو مستويات أعلى ومعايير عالمية، فتكاد كرة القدم السورية أن تخرج حتى من تصنيف الهواة !
أكتب هنا عن تجربة سابقة، وأقول ما سبق وأن طرحته في المكاتب وأمام المسؤولين حينها؛ نحن بحاجة حقيقية لإعادة تأسيس جديدة لكرة القدم السورية وليس تطويرها فقط، لأن التطوير يحتاج أولاً لبيئة قانونية وتنظيمية متجددة، وعقلية استراتيجية، ومجموعات عمل متخصصة في الاقتصاد والإعلام والقانون، وصولاً لبنى كرة القدم الأساسية.
صحيح أن انتخابات مجلس إدارة اتحاد كرة القدم في سوريا مشابهة لأغلب الانتخابات في الاتحادات المجاورة، لكن السؤال الأساسي عن الجمعية العمومية التي يبنى على اختيارها مستقبل الكرة كل أربعة أعوام.
الرغبة في التغيير والإنجاز لابد وأن تكون متلازمة مع وجود ممثلين حقيقيين لكرة القدم، من خلفية الملاعب لا من خلفية المال والوجاهة، ومن هنا يبدأ التغيير الحقيقي في إعادة تأسيس كرة القدم السورية كأول خطوة ملزمة تضمن تواجد وتمثيل صحيح يدرك حال كرتنا، وأن يكون مهيأً لإنتاج أفكار تُنقذ وتُطور وتنطلق.
لقد فوتنا على أنفسنا فرصاً كثيرة كان من الممكن استثمارها في حينها من الجار التركي يوم كانت العلاقات أكثر من ودية، والآن تجربة العراق، وليس أخيراً التجارب الخليجية في السعودية وقطر والإمارات.
منذ بدء الحرب مازالت الوعود الرنانة التي تطلقها الاتحادات المتعاقبة هي نفسها، لكن دون نتائج؛ لا بل بنتائج سلبية تؤخر المتأخر أساساً، و تتسع فتحة البيكار لتتجاوز مساحة البيت الكروي وتطال حال الرياضة عموماً في البلاد.
نحتاج فعلا لتأسيس قانوني متجدد يطال آلية التوظيف والانتخاب والإشراف والمحاسبة والمراقبة، تتضافر فيها المؤسسات الرياضية المعنية و تتعاون فيما بينها في مرحلة التأسيس المنشودة.