Site icon هاشتاغ

التقارب السوري التركي.. تحولات سياسية على الأرض ومخاوف كردية من التبعات

التقارب السوري التركي.. تحولات سياسية على الأرض ومخاوف كردية من التبعات

التقارب السوري التركي.. تحولات سياسية على الأرض ومخاوف كردية من التبعات

هاشتاغ – حسن عيسى

جاء إعلان التقارب بين دمشق وأنقرة كعاصفةٍ هزت الأوساط السياسية، مثيرةً ردود فعل متباينة ومحمّلة بآمال ومخاوف على حد سواء، فعلى الرغم من كونه ليس بالخبر الجديد فإن التصريحات المتعلقة بهذا الشأن تجعله اليوم أقرب من أي وقتٍ مضى.

هذا التقارب، الذي قد يبدو للوهلة الأولى خطوةً نحو استعادة الاستقرار المفقود منذ ما يزيد على ثلاثة عشر عاماً، يحمل في طياته أسئلةً عميقة عن مستقبل سوريا وسيادتها ووحدتها الترابية.

ومن بين الأصوات المدوية في هذا السياق، خرج بيان “الإدارة الذاتية لشمال وشرق سوريا”، الذي عد التقارب خرقاً للسيادة وتكريساً للتقسيم، مثيراً بذلك جدلاً حاداً حول تداعيات هذه التحولات السياسية على الأرض.

وتأتي هذه الانتقادات في ظل احتمالية تأثير هذا التقارب في مستقبل مناطق “الإدارة الذاتية”، وخصوصاً في ظل الوجود العسكري التركي في الشمال السوري.

بيان واقعي!

الرئيس المشترك لمكتب العلاقات العامة في حزب الاتحاد الديمقراطي الكردي، سيهانوك ديبو، قدم رؤيته عن هذا التقارب في تصريحات تُظهِر قلق “الإدارة الذاتية” من تداعياته.

ويؤكد ديبو في حديثه لـ “هاشتاغ” أن “الإدارة الذاتية” تدعم كل اتفاق ديمقراطي يعزز سيادة واستقلالية الجغرافيا السورية، لكنه رأى أن أي اتفاق مع تركيا من دون انسحابها من الأراضي التي احتلتها منذ بداية الأزمة يعني قبول تقسيم سوريا وتكريس الوضع الراهن.

وأضاف: “نأمل أن يتم النظر بمنطق وواقعية إلى بيان الإدارة الذاتية وتصريحاتنا، من دون تحريف أو تشويه”.

وأوضح ديبو أن “الإدارة الذاتية” قدمت ملاحظات عن الأضرار التي قد تنتج عن أي اتفاق مع تركيا من دون انسحابها الكامل من سوريا، مشيراً إلى أن الظروف الحالية لا تسمح بنجاح هذا التقارب، معتبراً أن مثل هذا الاتفاق يخدم أجندات خارجية ولا يصب في مصلحة السوريين.

وأشار إلى أن الحل الأمثل هو التعامل مع القضية الكردية بوصفها قضية وطنية وديمقراطية، وحلها دستورياً وفق العهود الدولية التي تضمن وحدة وسيادة سوريا، لكنه انتقد تركيا بشدة، متهماً إياها بمعاداة الكرد وعرقلة أي دور لهم في سوريا والمنطقة.

تهديد للمشروع الانفصالي!

من جهة أخرى، قدم الباحث في الشأن السياسي السوري الدكتور كمال الجفا وجهة نظر مغايرة، محملاً قوات سوريا الديمقراطية “قسد” مسؤولية الأوضاع الراهنة في شمالي وشرقي سوريا.

ويرى الجفا في حديثه لـ “هاشتاغ” أن “قسد” استفادت من الأزمة السورية لتأسيس مشروع انفصالي بفضل الدعم الأمريكي، وهذا خلق حالة من التوتر في تلك المناطق.

الجفا أوضح أن “قسد” اعتمدت استراتيجية توزيع الأدوار مع الدولة السورية، روسيا، والولايات المتحدة الأمريكية، لكسب الوقت لمشروعها، مبيناً أن التقارب السوري التركي يهدد هذا المشروع “الانفصالي”، وقد يؤدي إلى تنسيق عالي المستوى بين البلدين لإفشاله.

وأضاف الجفا أن التقارب السوري التركي يمثل خطوة نحو استعادة الأراضي السورية التي تسيطر عليها تركيا وعودة اللاجئين، معتبراً أن انتقادات “الإدارة الذاتية” لهذا التقارب غير مبررة وتُظهِر رغبتها في الحفاظ على الوضع الراهن.

وأشار إلى أن المكون العشائري في شرق الفرات، الذي يشكل نحو 80% من السكان، يتحمل جزءاً من المسؤولية بسبب تبعيته لـ “قسد”، لكنه يرى أن التقارب قد يعيد دور العشائر بوصفها قوة داعمة للدولة السورية.

كما توقع الجفا أن تدعم الولايات المتحدة الأمريكية _الداعم الرئيسي لـ “قسد”_ هذا التقارب، ولم يستبعد وجود دعم عسكري عربي أو روسي لإعادة الاستقرار لباقي الأراضي السورية.

وأكد أن حلفاء سوريا يسعون لعقد اجتماع قمة حول هذا التقارب لتوجيه العمل على الأرض توجيها أسرع، من دون البدء في المستويات الأدنى.

Exit mobile version