هاشتاغ – خاص
في وسط الازدحام الخانق والذي يتفاقم يوماً بعد يوم تقف سيارات التكاسي “بعنفوان” في جميع المواقف العامة في دمشق.
سطوة سيارات الأجرة جاء بعد أن فشلت جميع محاولات المعنيين عن النقل في التخفيف من وطأة الازدحام خلال السنوات الماضية، إذ لا علاج حتى الآن لأزمة المواصلات والتخفيف من الازدحام القاتل, كمنع وسائط النقل العامة ولاسيما السرافيس من التسرب عن خطوطها وفسح المجال أمام السيارات الصفراء.
وأمام هذا الواقع يتبادر إلى الذهن السؤال التالي:
كيف ينظر سائقوا السيارات الصفراء إلى أزمة المواصلات الحاصلة, وهل يسعدهم أن يدوم عجز المعنيين عن النقل في إيجاد حلول؟
أرحم من التكسي
يقول سائق التكسي أحمد لـ”هاشتاغ” إن أزمة النقل الحاصلة لم تكن “وجه خير” عليه، مبرراً ذلك الأمر بقوله زبون التكسي “هو ذاته” سواء أكان ازدحاماً أم لم يكن، مؤكداً بأن الازدحام الحاصل لا يدفع المواطنين ذوي الدخل المحدود لركوب التكاسي تحت أي ظرف وذلك بسبب عجزهم عن دفع أجار الطلب للسائق ، ليضيف أحمد : أقل طلب تكسي هذه الأيام “بيكسر الظهر” ولا يرضى أي سائق «بضرب المرش» بأقل من 4 آلاف ليرة.
مبرراً الأرقام الفلكية التي يطلبها سائقو التكاسي هذه الأيام بأنها لا تزال غير مربحة فهناك تكاليف مرتفعة يدفعونها من تكاليف إصلاح وتكاليف شراء البنزين بالسعر الحر من السوق السوداء.
إضافة إلى أن اقتناء سيارة تكسي هذه الأيام لم يعد بالأمر السهل إذ بات شراؤها يحتاج لمبالغ كبيرة جداً، مدللاً على سيارته “السابا” والتي أصبح سعرها يفوق ال35 مليون ليرة
في استطلاع آراء سائقي «التكسي سرفيس» والذين ينقلون الركاب بشكل جماعي, أكدوا بأن عملهم كان بمثابة دواء شافيا للكثير من المواطنين الذين يعجزون عن إيجاد مقعد فارغ في السرافيس وسط الازدحام الكبير، مشيرين إلى أن تسعيرتهم التي يأخذونها من الركاب أرحم بكثير من سائقي التكاسي الذين ينقلون الركاب بشكل منفرد.
التحضر لرمضان
عضو المكتب التنفيذي لقطاع النقل والمواصلات في محافظة دمشق مازن الدباس بين أن عدد تكاسي الأجرة في دمشق انخفض من 34 ألف إلى 23 ألف سيارة بعد الحرب.
وقال إن مراقبة تطبيق التعرفة التي تحددها المحافظة هو من اختصاص مديريات التجارة وحماية المستهلك وكذلك إدارة المرور.
وعن الازدحام الشديد على وسائط النقل الجماعي الذي نشهده هذه الأيام، قال الدباس: إن السبب ليس كما يشاع على لسان الكثير من سائقي السرافيس بأن هناك تقنينا حاصلا في مخصصاتهم من مادة المازوت، مؤكداً بأن جميع سائقي السرافيس الذين يعملون على خطوط المدينة يحصلون على مخصصاتهم بشكل كامل, إذ يحصل سائقوا السرافيس سعة 12 راكبا على 30 ليتراً يومياً، في حين تزود السرافيس سعة 20 راكباً ب 40 ليتراً يومياً.
ورأى الدباس بأن أزمة النقل الحاصلة سببها تحضير المواطنين لشهر رمضان, فأصبح هناك ضغط على وسائل النقل ، لافتاً إلى أن تركيب أجهزة تتبع لحركة وسائط النقل GPS» لمعرفة مدى استهلاكها لمخصصاتها من مادة المازوت هو من اختصاص وزارة النفط وليس لديهم أية معلومات عن جاهزية هذا المشروع ومدى إمكانية تطبيقه والإطار الزمني لذلك.