الأربعاء, يناير 15, 2025
- إعلان -spot_img

الأكثر قراءة

الرئيسيةسورياالشقيقة الوفية: لماذا غردت الجزائر خارج سرب الإجماع العربي فيما يخص العلاقة...

الشقيقة الوفية: لماذا غردت الجزائر خارج سرب الإجماع العربي فيما يخص العلاقة مع سورية؟

قبيل القمة العربية المقرر عقدها في الجزائر في آذار /مارس القادم، تستمر الجزائر بالمطالبة بعودة سورية إلى مقعدها الشاغر في الجامعة العربية، مؤكدة أن موقفها مبدئي وواضح وحاسم تجاه دمشق.
موقع “عربي بوست” المقرب من قطر، الدولة العربية الوحيدة التي ما زالت ترفض عودة سورية إلى الجامعة العربية، نشر مقالاً تحدث فيه عن العلاقة السورية – الجزائرية، والدوافع التي جعلت الجزائر تخرج عن الإجماع العربي بما يتعلق بالموقف من سورية.
يقول الموقع إن الجزائر إلى جانب العراق فقط، كانا البلدين الوحيدين الرافضين لتجميد عضوية سورية في جامعة الدول العربية، وذلك بعد اندلاع الأزمة السورية في 2011.
ويذكّر الموقع بما قاله وزير الخارجية الجزائري السابق صبري بوقدوم، السنة الماضية، من “أن المكان الطبيعي لسورية هو الجامعة العربية ولا يمكن مواصلة تجميد عضويتها”، مشيراً إلى أن خليفته رمطان لعمامرة سار على نفس النهج، إذ أكد قبل أيام أنه سيكون من المناسب عودة سورية للجامعة العربية خلال القمة القادمة التي ستحتضنها الجزائر شهر آذار/مارس القادم 2021.
كما كان الرئيس الجزائري عبدالمجيد تبون حاسماً في مسألة عودة دمشق لمقعدها في البيت العربي، إذ قال في حوار تلفزيوني السنة الماضية إن “بلاده وفية لمبادئها الدبلوماسية، ولا تقبل أن يُمسّ أي شعب عربي أو دولة عربية بسوء، وسورية من الدول المؤسسة للجامعة العربية ويجب أن تعود إليها في أقرب وقت ممكن”.
ويتساءل الموقع: ماذا تريد الجزائر من سورية، ليكشف عن مصادر مطلعة أن الجزائر تنسق مع عدة دول عربية لتمكين سورية من العودة إلى مقعدها في الجامعة العربية.
ووفق المصادر ذاتها، فإن الخارجية الجزائرية تعمل رفقة العراق ولبنان والإمارات على إقناع بعض الدول التي ما تزال متشددة وتحاول عرقلة عودة دمشق لمحيطها العربي.
وأضاف المصدر أنها تبرر سعيها لإعادة سورية لجامعة الدول العربية كونها “ترغب في أن تكون قمة شهر آذار/مارس 2022 جامعة وموحّدة للصف العربي”.
ويذكر أن الجزائر كانت قد أشادت بزيارة وزير الخارجية الإماراتي عبدالله بن زايد إلى دمشق معتبرة إياها خطوة في الطريق الصحيح.
يلفت “عربي بوست” إلى أن الجزائر كانت من أبرز الدول العربية التي أبدت عداءها الصريح لثورات الربيع العربي منذ 2011، إذ نظرت إليها كتهديد وجودي، لا سيما أن شرارتها الأولى كانت على حدودها من جارتيها تونس ثم ليبيا.
وظلّت متحفظة تجاه الأنظمة التي تمخضت عن الربيع العربي، سواء في تونس أو ليبيا أو مصر، كما كانت سباقة لدعم النظام المصري الجديد بعد إسقاط الرئيس الراحل محمد مرسي، بعد تجميد عضوية القاهرة في الاتحاد الإفريقي.
وكانت الجزائر أول دولة زارها الرئيس المصري الجديد عبد الفتاح السيسي بعد توليه السلطة لطلب الدعم من أجل رفع التجميد عن القاهرة في المنظمة القارية وهو ما تم فعلاً بعدها بأسابيع قليلة.
وبحسب الموقع، ترى الجزائر أن سورية ضحية لثورات الربيع العربي وتآمر خارجي يسعى لتفتيت المنطقة وفق مخططات ما يسمى بالشرق الأوسط الجديد.
وينقل الموقع عن المحلل السياسي محمد دخوش أن “العقل السياسي الجزائري كان يرى في الحراك التفككي أو ما يسمى بـ”الربيع العربي” تهديداً خطراً على الجزائر وحلفائها في المنطقة ومن بينهم سورية، لذلك لم يتخل عنها منذ البداية، وهو يقاتل اليوم من أجل عودتها إلى الجامعة العربية”.
ويضيف المتحدث أن “الوقت أثبت أن الجزائر كانت على حق، بدليل الزحف الخليجي على سورية، والذي بدأته الإمارات مؤخراً لإعادة العلاقات الدبلوماسية وتصحيح أخطاء الماضي”، على حد تعبيره.
الرئيس الجزائري عبد المجيد تبون قال في حوار تلفزيوني مع قناة الجزيرة قبل أسابيع، إن هناك من كان يصرح بأنه سيتفرغ للجزائر بعد أن يتم إسقاط سورية.
ويرى الرئيس الجزائري أن سورية تعرضت لمؤامرة من أجل إسقاطها وتفتيتها لأنها دولة قوية ومحورية في المنطقة.
وتبيّن تصريحات تبون أن الجزائر كانت تأخذ هذه التصريحات على محمل الجد، فلم تكن تتوانى في الدفاع عن سورية في المحافل الدولية، كما لم تغلق سفارة دمشق في الجزائر ولم تسحب سفيرها من هناك على غرار الكثير من الدولة العربية.
أستاذ العلاقات الدولية محمد دخوش يعتقد أن الجزائر كانت تدافع عن نفسها بدفاعها عن سورية، خاصة أنها كانت ستكون المستهدفة لا محالة بعد سقوط دمشق.
ويشير مراقبون للموقف الجزائري، إلى أن المواقف والتحالفات الدولية للجزائر ودمشق متشابهة إلى حد التطابق.
فالبلدان تربطهما علاقات قوية مع روسيا والصين اقتصادياً وعسكرياً، كما يرفضان أغلب سياسات الغرب في المنطقة.
وتعد سورية والجزائر من بين دول محور “الممانعة” الرافض للتدخل الأجنبي في المنطقة، والمدافع عن حق الشعب الفلسطيني في بناء دولته على أرضه.
ومن الطبيعي أن تدافع الجزائر عن عودة سورية إلى الجامعة العربية لدعم مواقفها واقتراحاتها وخلق توازن داخل الجامعة وتحجيم الهيمنة الخليجية عليها.
ويعتقد المحلل السياسي الدكتور محمد دخوش أن “الجزائر حافظت طيلة السنوات الماضية على علاقات جيدة مع سورية وحلفائها على غرار إيران، وهي الآن تجني ثمار رهانها على ذلك، لا سيما بعد أن عادت دمشق بقوة للسيطرة على أغلب البلاد”.
أما أستاذ العلاقات الدولية توفيق بوقعدة فيرجع إصرار الجزائر على عودة دمشق للجامعة العربية إلى العلاقات التاريخية الثنائية بين البلدين قبل الاستقلال لاسيما أنهما كانتا مستعمرتين من طرف الاحتلال الفرنسي.
مقالات ذات صلة