Site icon هاشتاغ

الجزيرة السورية تَئن من العطش … مدد يا صالحين!

هاشتاغ سوريا- أسامة مصلح
هنالك في شرق شمال سوريا ، يتجاور طرفي الصراع الأزلي. كردستان العراق وتركيا. أكراد و أتراك. على مقربة من هناك تقع النقطة المهمشة من الوطن، أي محافظة الحسكة، ليست المدينة التي يعتقد بعض الجاهلين أن شعبها مازالوا يعيشون في خيم، ويقتنون الجمال ويفترشون الصحراء “الشول أو الفلا” باللكنة الشرقية، بل إنها بلد الخيرات، والقمح والقطن ،المورد الرئيسي للبترول في سوريا. البلد الذي نقش على رقعة خارطته نهر الخابور الهادر من مدينة رأس العين شمالًا، مرورا بالحسكة، مكملا دربه باتجاه الجنوب، حيث يتحد مع نهر الفرات قرب مدينة دير الزور شرق سورية.
أهل الجزيرة السورية، وما لا تعرفه الغالبية عن هذه المنطقة المتواضعة التي تضم عدة أطياف من المجتمع السوري. منها أهل العشائر، أصحاب الكرم والضيافة. هؤلاء الذين يتسيد مشهدهم اليومي الود. بينما يجاورهم في الأرض شريحة المسالمين، ولو من دين مغاير، سيتقبلون الجميع بمنطق القلب الأبيض، أما 《أكراد》 الحسكة من الغيورين على أرضهم. أهل الجبل واليد الممدودة للخير دوما. لنصل إلى 《المردلية》هؤلاء هم الفئة التي تعطي الروح الجميلة، والمرحة لأهل المحافظة، فالمردليين يضيفون للهجة الجزراوية خصوصيتها.. هؤلاء هم أهالي الحسكة البسطاء الذي تجمعهم اليوم معاناة انقطاع المياه منذ ٣٠ يوماً وأكثر ، حيث لجأ بعض السكان إلى شراء خزانات مياه غير الصالحة للشرب عوضاً عن هذا الضرر، لكن مؤخراً وبسبب ندرة المياه، راحت أسهم هذه الخزانات نحو الإرتفاع وزاد سعرها بشكل مرهق، فأضطر المواطنون إلى حفر آبار سطحية لسد ثغرات من ناحية الغسيل، أما عن مياه الشرب فلم يجدوا لها حلا بديلا حتى الآن .
وتعود أسباب أزمة المياه في المنطقة لتوقف محطة الضخ في بلدة علوك ، في منطقة رأس العين بريف الحسكة الغربي، وهي المحطة الرئيسية التي تغذي المنطقة وتضمّ نحو 30 بئراً، قرابة نصفها فقط صالحة للعمل.
مليون إنسان اعتادوا عدم المطالبة بأبسط حقوقهم وبالرغم من شح المياه وانقطاع شبه كلي للكهرباء مازلنا نشاهد جيشا من المتملقين لحفنة مسؤولين أينما ذهبوا!

Exit mobile version