هاشتاغ سوريا- وسام كنعان
أن يفتح مختل عقليّ بثاً مباشراً على الفايسبوك، ويقول: «أنا رئيس سوريا القادم.. جاييكن النمر ولاك» فيتابعه عدد أكبر، ممن يتابعون خطابات الرئيس الأمريكي دونالد ترامب! فإنه أمر يختصر جوهر الأمور «السوشال ميداوية» كما يجيب عن سؤال، من هو صاحب الحظوة الفعلية على السوشال الميديا؟! تماماً، كأن نسمع بأن زوجين سوريين، لا يملكان سوى ثقل الدم والسماجة، تحولا إلى نجمين أضيئ لهما برج خليفة في دبي بذريعة حشد المتابعين الخاوي من أية قيمة، أو الباحثين عن أي محتوى مفيد! هذه المعمعة والفوضى هما سمتان عامتان لعالم مواقع التواصل الاجتماعي، الذي لم يكن ينقصه على مستوى محلي سوى أن يتحول لجبهات مفتوحة بين الممثلين السوريين… ساحات حرب مسموح فيها الضرب تحت الحزام، ومباح فيها السوقية و«الشوارعية» وتقاذف الاتهامات، وترك الباب مفتوحاً على مصراعيه لحشود المتابعين الذين يحتاجون مأتم يلطمون فيه! فمرّة يكتب النجم قاسم ملحو منتقداً زميله يزن السيد دون ذكر اسمه، معتبراً بأنه «فنان مأجور، ورّط بحديث إعلامي مدفوع ليقول، آراء أكبر من كعب تجربته»!
فيصمت الأخير، لوقت ويراسله مرّات بشكل خاص، دون أن يتلقى رداً، فيقرر مجابهته على الملأ بكلام جارح يتهمه فيه بأنه: «مريض نفسي ولم يدع إلى لقاء بحياته، ومشكلته بأن أولاد دفعته في المعهد صاروا نجوماً، وهو ما يزال بمكانه»؟! ومن ثم تنفتح قريحة المتابعين بينهم حفنة «ردّاحين» أفضوا ما في جعبتهم من شتائم على حساب وجهين معروفين! بعد ذلك سينحدر المستوى أكثر… إذ سبق أن استمعنا لحوار ممثلة مغمورة على منصة متهاوية، تتطاول فيها بآراء غير مبنية على قواعد متينة، دون الاعتماد على منجز يخوّل صاحبه التصدي لهذا المقام أصلا! فيأتي الرد من ممثل وسيناريست يعتبر بمثابة مزحة في الوسط الفني، ليدافع عن تطاول زميلته على ممثلة مخضرمة مثل جيانا عيد! فيصفعه الرد على الرد لكن هذه المرّة على طريقة الردّاحات!
حسناً، ترى من أوصل هؤلاء إلى هذا المكان، الذي باتوا يتراشقون فيه الاتهامات بلغة لا تشبه في غالبيتها شيئ اسمه فن التمثيل. بكل تأكيد تلعب الظروف المحيطة مساحة في خلق توتر يسيطر على مفاصل الحياة العامة، لكن الأمر في الفضاء الافتراضي يستحق رسم حدود، يقف عندها فقط من يحترم اسمه، ويعتقد بأنه يخاطب متابعين يتوجّب عليه التعاطي معهم بمنطق الذوق المهني، وربما للحظة قد يظنّه هذا الجمهور أنه من قادة الرأي، ولو كانت هذه القاعدة مجرد ماض غابر لم يعد له وجود!