كشفت صحيفة “الغارديان” البريطانية، مفاجأة غير متوقعة للدول الأوروبية، تقول إن القوات الأوكرانية على وشك الانهيار في “دونيتسك”، وفي اتجاه كوبيانسك بمنطقة “خاركوف” بسبب التقدم المتسارع للقوات الروسية.
وبحسب العميد المتقاعد من وحدة الأمن الأوكراني، أوليج ستاريكوف، فإن الدفاعات الأوكرانية تنهار على خط الجبهة بأكمله بوتيرة متسارعة في الأسابيع الأخيرة، بعد سيطرة الروس على مساحات كبيرة من الأراضي الأوكرانية.
وتسبب الوضع العسكري والمخاوف من انهيار القوات الأوكرانية في “دونيتسك” و”خاركوف” في إثارة حالة من الجدل داخليا خارجيا، وطُرحت التساؤلات، أبرزها، ما السيناريوهات المتوقعة بعد انهيار الجبهات الأوكرانية، وتحديدا في المنطقتين السابقتين في أوكرانيا؟
تقدم روسي
تعليقا على ذلك، أكد الدكتور نبيل رشوان، المحلل السياسي والخبير في الشؤون الروسية، أن الأراضي الأوكرانية تتعرض الآن لأعنف هجوم من القوات الروسية، وهو ما ذكره قائد الجيش الأوكراني أولكسندر سيرسكي، وتركز روسيا في هجومها على باكروسك، التي ستمكنها من السيطرة على الطريق الرئيس المؤدي إلى دونيتسك وزاباروجيا.
وقال الخبير في الشؤون الروسية، إن الجيش الروسي أصبح على بعد خطوات من دخول بعض المدن الصغيرة من مقاطعة دونيتسك، وهناك ضغط روسي كبير على أوكرانيا، خاصة أن التقارير تتحدث عن أن الجيش الروسي بإمكانه الصمود من 6 أشهر إلى 12 شهر من الناحية العددية، بينما الجيش الأوكراني يمكنه الصمود لمدة 6 أشهر فقط، بسبب النقص الكبير من جانب الأفراد المقاتلين داخل صفوف صفوفه، وفق ما نقله موقع “إرم نيوز”.
وأشار المحلل السياسي، أن هناك تقاعسا غربيا كبيرا تجاه أوكرانيا في الفترة الأخيرة، ولم تعد الإمدادات العسكرية تذهب إلى أوكرانيا بالدرجة نفسها في السابق، بحسب تعبيره.
وأشار إلى أن هناك هدوء أعصاب غير مألوف في الداخل الأوكراني، ويبدو أن هذا مرتبط بنتائج الانتخابات الرئاسية الأمريكية.
ووصف رشوان الوضع في أوكرانيا، أنه لم يصل إلى حالة الذعر رغم التقدم الروسي، وتساءل عما إذا كان هذا الأمر مرتبطا بحالة استسلام من الجانب الأوكراني، أم أن أوكرانيا تراهن على شيء ما ينقذها في أي لحظة، مؤكدا في الوقت ذاته صعوبة التكهن بهذه الأمور في الوقت الراهن.
وكشف الخبير في الشؤون الروسية، أن روسيا سيطرت على مساحة 1200 كيلو متربع من أوكرانيا خلال شهر تشرين الأول/أكتوبر الماضي، وهي مساحة كبيرة للغاية، ولها تأثيرها السلبي على القوات الأوكرانية.
من ناحيته، قال الدكتور كريم المظفر، المحلل السياسي والخبير في الشؤون الروسية، إن الأنباء الخاصة بالانتصارات الروسية المستمرة خلال الفترة القليلة الماضية، أصبحت مصدر قلق للغرب بشكل كبير، ومظاهر هذا القلق أظهرته الزيارة المفاجئة الثامنة وغير المعلنة لوزيرة الخارجية الألمانية إلى كييف، التي قيل إنها جاءت تحمل رسالة تضامن أوروبية لنظام الرئيس الأوكراني.
وقال المظفر، إن القوات العسكرية الروسية تمكنت من تحرير منطقة كوراخوفكا في دونيتسك، وتبذل القوات الروسية كل جهد ممكن لضمان أن تجد مجموعة العدو المحلية نفسها في بيئة العمليات؛ لأن هذه المدينة تعد مهمة جدا للقوات المسلحة الأوكرانية.
وأشار المحلل السياسي إلى أن الجيش الروسي اتخذ مجموعة من الإجراءات، فمن ناحية يضغط على كوراخوفو نفسها من الشرق، ولكنه في الوقت نفسه يهاجم في مناطق أخرى، وبالتالي وبحسب الخبراء العسكريين الروس فإن الجيش الأوكراني إما أن يتراجع أو يُحاصر، وأدى هذا التقدم إلى انهيار الخط الأمامي للقوات المسلحة الأوكرانية في هذه المنطقة.
وأوضح الدكتور كريم المظفر، أن التطورات العسكرية في الميدان تؤكد أن القوات المسلحة الروسية أحكمت الحصار على القوات الأوكرانية المتوغلة في مقاطعة كورسك، وأنشأت حلقة تطويق محكمة، ويقوم الجيش الآن بضغط هذه الحلقة والقضاء على المجموعات الأوكرانية.
وأضاف، أن كل المؤشرات تدل على أن هناك انهيارات في مواقع الصد الأوكرانية بأكملها وبوتيرة متسارعة في الأسابيع الأخيرة، وذلك لأن القوات الروسية لم تعد تهاجم من جبهة واحدة، بل اختارت التصعيد على الجبهات جميعها، وخسارة أوكرانيا ثلثي أراضي دونيتسك، وسط توقعات انهيار الجبهة الجنوبية حتما، إذ تمر القوات الأوكرانية حاليا بأزمة تكتيكية في كل من كوبيانسك وتوريتسك وتشاسوفيارسك وسيليدوفسك وكراسنوارميسك وكوراخوفسك وكذلك الاتجاه الجنوبي، إذ ستعقبها أزمة عملياتية تكتيكية.
وأشار المظفر، إلى أنه أمام هذه التطورات العسكرية المتصاعدة لا يوجد أمام وزارة الدفاع الأوكرانية ووزيرها رستم عميروف، سوى إبلاغ الوفود الأمريكية بالوضع على الجبهة، والشكوى من أن القوات الأوكرانية تحتاج إلى ذخيرة وأسلحة، والحاجة إلى الذخيرة وأنظمة المدفعية والمعدات الهندسية وأنظمة دفاع جوي.