تتميز الأجندة التي أعلن عنها الحزب الجمهوري لانتخابات 2024 الرئاسية بالتغيير الجذري، وتقترب إلى حد كبير من برنامج ترامب المعلن.
فقد فوض الحزب مرشحه للرئاسة لمنع الحرب العالمية الثالثة على حد تعبير الوثيقة، وهو تعبير يختزن وراءه تغييرات سياسية مقلقة لأوروبا، على رأسها إنهاء حرب أوكرانيا عبر إيقاف الدعم لكييف.
ويعكس مضمون الوثيقة رؤية ترامب تماماً، كما أن الـ 20 وعداً التي تقدمها الأجندة للشعب الأمريكي، مكتوبة بحروف كبيرة تذكر الناخبين بصوت ترامب ونبرته في الخطابات والتغريدات حين يكتب بالأحرف الكبيرة الكلمات التي يريد التركيز عليها.
مضمون أجندة الحزب الجمهوري لعام 2024
كشفت صحيفة “واشنطن بوست” أن مضمون أجندة الحزب الجمهوري لعام 2024، “يوحي كما لو كان ترامب قد أملاه”.
وبحسب تقارير إعلامية، فإن ترامب راجع وعدل البرنامج الانتخابي للجمهوري وهو ما أحدث الفارق عن البرامج التقليدية السابقة للحزب.
من خطابات ترامب
ويلاحظ أن كثيراً من الجمل الواردة إما إعادة صياغة أو اقتباس مباشر من خطابات ترامب أو منشوراته على وسائل التواصل الاجتماعي منذ أن بدأ حملته للترشح لانتخابات الرئاسة المقبلة.
وتقول “واشنطن بوست” إن أجندة الجمهوريين تعكس كيف أعاد الرئيس السابق تشكيل الحزب الجمهوري وفق رؤيته، وصولا إلى لغة أجندته الانتخابية المكتوبة.
وكتب أحد مساعدي ترامب السابقين جزءا كبيرا من برنامج الحزب الانتخابي، والذي راجعه ترامب، وأجرى عليه تعديلات لاحقا، وفقا لأشخاص مطلعين على العملية تحدثوا للصحيفة.
20 وعد
قدمت أجندة الجمهوريين 20 وعداً يتعهد ترامب بتنفيذها بعد أن يفوز بالرئاسة لأربع سنوات مقبلة.
وتعكس هذه الوعود مواقف الرئيس السابق تجاه عدد من القضايا الحساسة والجدلية بالنسبة للأمريكيين.
سياسات دفاعية عسكرية قوية
تؤكد أجندة الجمهوريين على سياسات دفاعية وطنية قوية وعسكرية قوية، بما في ذلك تحديث الجيش عبر الاستثمار في التقنيات المتقدمة، والتأكد من أن الجيش مجهز جيدا.
بناء التحالفات
كما أنها تركز على بناء التحالفات وتعزيز الشراكات الدولية لتعزيز الاستقرار العالمي ومواجهة التهديدات.
منع الحرب العالمية الثالثة
وتشدد وعود الجهوريين على الحاجة لأن تعيد الولايات المتحدة بناء قوتها على المستوى الدولي، وذلك من خلال “منع الحرب العالمية الثالثة، واستعادة السلام في أوروبا والشرق الأوسط، وبناء درع صاروخية عظيمة تغطي الأراضي الأمريكية بالكامل، كلها مصنوعة في أمريكا”.
الهجرة والترحيل
الوعد الأول في أجندة الجمهوريين هو “إغلاق الحدود ووقف غزو المهاجرين”، وهو أهم ملف لدى ترامب، والوعد الثاني هو “تنفيذ أكبر عملية ترحيل في تاريخ أمريكا”، وكان ترامب ألمح إلى هذا الإجراء أكثر من مرة.
وتعد قضايا الهجرة والحدود من الملفات التي اتخذ فيها ترامب خلال ولايته الأولى “2017-2020” قرارت تنفيذية وإجراءات أثارت الجدل والانقسام داخل البلاد.
وأهم تلك الإجراءات، قرار تنفيذي بحظر السفر لأشخاص من دول ذات أغلبية إسلامية لمدة 90 يوما إلى الولايات المتحدة، مع بعض الاستثناءات، وتعليق إعادة توطين اللاجئين لمدة 120 يوما، وحظر اللاجئين السوريين إلى أجل غير مسمى.
وقد جعل ترامب من الهجرة محور حملته الانتخابية، وظلت لغته القاسية بشأن هذه القضية ظاهرة في أجندة انتخابات 2024.
وتدعو الأجندة إلى فرض ضوابط صارمة على الهجرة وأمن الحدود لحماية السيادة الأمريكية.
وأكدت وعود أجندة الجمهوريين لانتخابات 2024 على هدف كان ترامب متمسكاً به، وهو الانتهاء من أعمال بناء الجدار الحدودي مع المكسيك والتي بدأت في ولايته السابقة، لمنع العبور غير الشرعي إلى الأراضي الأمريكية.
مكافحة معاداة السامية
كما خصصت الأجندة الوعد الـ 18 للتأكيد على “ترحيل المتطرفين المؤيدين لحماس، وجعل جامعاتنا آمنة ووطنية مرة أخرى”.
وهذا الوعد مرتبط بالاحتجاجات الشعبية العارمة التي شهدتها الجامعات الأمريكية ضد الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة.
وتضمنت الأجندة التأكيد على مكافحة معاداة السامية، حيث “يدين الجمهوريون معاداة السامية”.
ووعد البرنامج بـ “محاسبة أولئك الذين يرتكبون أعمال العنف ضد الشعب اليهودي”.
الاقتصاد
أكدت أجندة الجمهوريين على وعود كان ترامب يكررها دائما، أبرزها “إنهاء التضخم وجعل أمريكا ميسورة التكلفة مرة أخرى”. وتعد بـ “تخفيضات ضريبية كبيرة للعمال وعدم فرض ضريبة على الإكراميات”. إضافة إلى “إلغاء تفويض السيارات الكهربائية، وخفض اللوائح المكلفة والمزعجة”.
ويركز الجمهوريون وترامب على ملفات الاقتصاد مستغلين تأثير التضخم على قرارات الناخب الأمريكي، خاصة في ظل الارتفاع المتواصل للأسعار، وخاصة السكن.
ويقول مراقبون اقتصاديون إن الانخفاض في مستويات ثقة المستهلك هو انعكاس لمشكلة التضخم، الذي جعل تكلفة المواد اليومية مثل البقالة أكثر بكثير مما كانت عليه قبل وباء كوفيد-19. وهذا الحال يجعل بايدن مسؤولا عن هذه الأعباء أمام شريحة كبيرة من الناخبين.
ويعد ترامب الناخبين بتغيير هذا الوضع عبر تغيير السياسات الاقتصادية التي تنتهجها البلاد، وضبط التضخم.
الحريات الأساسية
كما وعدت أجندة الجمهوريين بالدفاع عن دستور أميركا والحريات الأساسية في البلاد، بما في ذلك حرية التعبير، وحرية الدين، وحق حمل السلاح.
وتثير قضايا الحريات الأسياسية في الولايات المتحدة، وخاصة الحق في حمل واقتناء السلاح، جدلا في الولايات المتحدة حيث يضغط الديمقراطيون من أجل تشريعات تضبط امتلاك السلاح وحمله بعد حوادث إطلاق نار استهدفت مدارس وأماكن تسوق وتجمعات عامة أدت إلى سقوط ضحايا، فيما يعارض الجمهوريون أي نهج يمكن أن يقيد حق الأميركيين الدستوري في حمل السلاح.
قضايا التعليم
تعد أجندة الجمهوريين بـ “قطع التمويل الفيدرالي عن أي مدرسة تروج لنظرية العرق النقدية، والأيديولوجية الجندرية المتطرفة، وأي محتوى غير مناسب عرقيا وجنسيا أو سياسيا لأطفالنا”.
وتبنى ترامب دعوات النشطاء المحافظين لفرض قيود مشددة على تدريس قضايا العرق والجنس في المدارس العامة.
ويصر الجمهوريون في الأجندة على تحسين التعليم في الولايات المتحدة عبر إجراء تغييرات مهمة تهدف إلى تمكين أولياء الأمور من تحسين جودة المدارس بما يشمل السماح للعائلات باختيار أفضل الضوابط التعليمية لأطفالهم.
كما يتوجه ترامب والجمهوريون إلى القضاء على المحتوى غير المناسب في مناهج المدارس الحكومية.
الطاقة الأمريكية
يركز الجمهوريون على أن زيادة الإنتاج من جميع مصادر الطاقة يساهم في خفض التكاليف وضمان استقلال الطاقة.
ومن خلال تسليط الأجندة الانتخابية الضوء على التضخم باعتباره أحد أكبر المشكلات التي يعاني منها الأمريكيون، فإن الجمهوريين وترامب يدعون إلى تبني نهج يدعم إنتاج الطاقة المحلية كحل لخفض التكاليف.
ويرى الجمهوريون أنه يجب العمل من أجل “جعل أمريكا المنتج المهيمن للطاقة في العالم بفارق كبير”. إلى جانب “وقف الاستعانة بالمصادر الخارجية وتحويل الولايات المتحدة إلى قوة صناعية عظمى”.
الرعاية الصحية
تحدد أجندة الجمهوريين استراتيجيات لجعل الرعاية الصحية ميسورة التكلفة وحماية مزايا الضمان الاجتماعي.
كما تشدد على زيادة الشفافية والمنافسة لتقليل تكاليف الرعاية الصحية والأدوية الموصوفة.
كما يعد الجمهوريون الناخبين بحماية الرعاية الطبية والضمان الاجتماعي، وضمان بقاء هذه البرامج قادرة على سداد ديونها من دون تخفيض المزايا التي تقدمها للمواطنين.