هاشتاغ_ خاص
قال مدير مؤسسة مياه الحسكة، المهندس محمود العكلة، إن محطة علوك تعمل في الوقت الراهن بحدودها الدنيا، ما يزيد المخاوف من وجود انقطاعات قادمة للمياه في المحافظة خلال فترة الصيف أسوة بالمرات السابقة.
وحسب قول العكلة ضمن تصريحات خاصة لـ”هاشتاغ” فإن الاحتلال التركي يمنع تشغيل المحطة بطاقة كبيرة، بالإضافة إلى الانقطاعات المتكررة للكهرباء، الأمر الذي يؤدي إلى ضعف التوريدات من المحطة وبالتالي انخفاض في كميات المياه الموزعة على الأهالي.
ولفت العكلة إلى أنّ إجراءات الصيانة التي تمّ تنفيذها لمحطة علوك خلال الفترة الماضية شملت آبار المياه والمضخات الأفقية، مبيناً أنّ عدد الآبار العاملة في المشروع حالياً يبلغ 24 بئراً، إضافةً إلى 5 مضخات أفقية، كانت تنتج كمية مياه يومية تتراوح بين 60 و70 ألف متر مكعب، عند بداية إصلاحها، لكن هذا الرقم تراجع كثيرا بسبب ضعف قوة التشغيل الذي تتحكم فيه قوات الاحتلال التركي.
آبار سطحية.. جافة!
في هذا الوقت، تسعى المؤسسة إلى التخفيف من حدة الأزمة الحالية والتقليل من آثارها مستقبلا في حال انقطاع المياه من محطة علوك، عبر الاتجاه إلى الآبار السطحية للاستخدامات المنزلية، حسب قول العكلة؛ حيث تم حفر ما يقارب 40 بئر ضمن منازل المواطنين في المدينة، والخطة العام الحالي تشمل حوالي 59 بئرا جديدا، غزارتها ضعيفة. لكن، هذه الخطوة ربما لن يكتب لها النجاح حسب قول مدير مؤسسة مياه الحسكة، وذلك بسبب أن المحافظة تمر بموسم جفاف، إذ تلاشت المياه في مجرى نهر الخابور الذي يمر وسط مدينة الحسكة هذا العام، وحتى خلال العام الذي قبله، وبالتالي جفت أغلب الآبار السطحية التي حفرها المواطنون.
ومع هذا تنوي المؤسسة حفر الآبار الجديدة بغزارة أعمق بغية الوصول إلى المياه الجوفية.
محطات التحلية.. ليست غزيرة!
وضمن خطط الاستعداد لانقطاعات محتملة في المياه الواصلة من محطة علوك، لفت العكلة إلى استمرار تجهيز محطات التحلية؛ إذ تمّ تقديم 4 محطات تحلية من إيران، غزارة الواحدة منها 10 متر مكعب في الساعة الواحدة، وأصبحت حسب قوله ضمن الاستثمار، إضافةً إلى 16 محطة أخرى مقدمة من منظمة اليونيسف والهلال الأحمر السوري، غزارتها أقل من السابقة، وتبلغ 1.5 متر مكعب بالساعة للمحطة الواحدة، وهذه المحطات من الممكن أن تسدّ جزءاً من النقص الحاصل في المياه بالمحافظة، وهذا الإجراء من شأنه حسب قول العكلة ضمان وصول مياه نظيفة لأهالي المحافظة في حال تمّ قطع مياه علوك، والاستغناء عن عملية توزيع المياه بالصهاريج كما حصل خلال الصيف الماضي، وتلافي موضوع التلوث الناتج عن وجود مياه غير معقمة أو نظيفة. ومع هذا، فإن الحصيلة النهائية من مجمل تلك الحلول لا تصل إلى تأمين 1500 متر مكعب من المياه للمواطنين في اليوم الواحد، وتشكل ما نسبته 2 في المئة من إجمالي الاحتياجات اليومية لأهالي الحسكة، والتي تبلغ 80 ألف متر مكعب في اليوم الواحد، ولكن “لا توجد حلول بديلة” كما يقول العكلة.
التطوع بـ”خزانات” للمتضررين
في الوقت نفسه، بيّن العكلة أن متطوعي فرع المنظمة انتهوا من تركيب 300 خزاناً سعة كل واحد منها 2 م³ في العديد من مناطق الحسكة، وذلك بدعم من اللجنة الدولية للصليب الأحمر، منظمة العمل ضد الجوع، والتركيز على إيصال المياه إلى الأحياء الجنوبية المتضررة من المدينة خلال الأحداث الأخيرة عبر إمدادها بصهاريج المياه كخطة اسعافية.
يشار إلى أنه كل فترة، تعيش مدينة الحسكة التي يقطنها أكثر من مليون إنسان، ظروف مأساوية مع انقطاع المياه عنها، ويحمل قسم من المتابعين تركيا مسؤولية قطع المياه عن المحافظة السورية بسبب سيطرة مجموعات مسلحة تابعة لها، على مدينة رأس العين، والتي تضم محطة علوك، مصدر ماء الشرب الوحيد لمدينة الحسكة وأريافها. في المقابل، يعتبر آخرون أن سبب انقطاع المياه في المرات السابقة، هو قطع ما يسمى “الإدارة الذاتيّة” الكهرباء عن رأس العين، وتل أبيض وأريافهما، وهو ما منع وصول التيار الكهربائي لمحطة مياه علوك، وبالتالي عدم قدرتها على ضخ المياه.