Site icon هاشتاغ

الحكومة شركة إنتاج آخر مسلسلاتها «إهانة الشعب»؟!

هاشتاغ سوريا- رأي وسام كنعان
ضجّت لبضع ساعات صفحات السوريين الافتراضية بالحركة الصبيانية المراهقة، التي حصلت تحت جسر الرئيس، قبل بضعة أيّام، لمجموعة شباب يتبارون «بتخميس« سياراتهم الحديثة، غير مكترثين بقطع طريق سريع، أمام مرأى الناس، وعلى عينك يا تاجر! السلوك مهين بدون أدنى شك! والخبر الذي تم تداوله عن توقيف أحد سائقي هذه السيارات، وإذاعة البحث بأسماء المتبقين، يعتبر بمثابة استرداد شيء بسيط من هيبة كل سوري شاهد هذا الفيديو، أو عاين الموقف على أرض الواقع وامتعض! لكن فعلياً الإهانة التي تلقيناها كمواطنين نعتقد أننا مازلنا صالحين، ليست سوى نقطة بسيطة، في بحر الإهانات الذي نتلقّاه يومياً، لعلّ أهمها أن يتم تداول هذا الخبر بجرعات نقدية ساطعة، على صفحات تجّار حرب، ومحدثي نعمة، ودخلاء وقحين على عالم الصحافة! وربما الإهانة الأفظع هي إطلالة بسّام طعمة وزير النفط السوري الوازنة، عبر الإعلام الرسمي المدجج بالمصداقية، و والمسوّر بالأناقة، والموسوم بالعفوية والصدق المتقّد! يومها قال بالفم الملآن مع المذيعة أليسار معلا بأنه لن يكون هناك رفع دعم عن المحروقات، ولن يزيد سعر البنزين؟! سألته معلا على طريقة «من سيربح المليون» والإعلامي المخضرم جورج قرداحي جواب نهائي: فأكد عليها بثقة مطلقة، وقال باعتداد العارف بقدراته، والقارئ الماهر لاستراتيجيات وزارته، نعم جواب نهائي! لكن الإجابة كانت خاطئة. هكذا، اكتسى الاستديو بالضوء الأحمر، وخفقت القلوب على إيقاع موسيقى تصويرية توحي بالخطر، ثم ارتفع سعر البنزين ضعفاً كاملاً، وكان يجب أن يغادر المتسابق إلى غير رجعة، لكن المفارقة أن طعمة استمرّ بالبرنامج، رغما عن أسرة الإعداد وفريق الإخراج والجمهور معاً! كأنه يريد أن يصل للسؤال الأخير، ويكسب المليون بأسلوبية جمهور نادي الفتوة السوري الذي كان يهتف بصوت واحد أيّام زمان «بالزور بالقوة الدوري للفتوة» لم تهتزّ ثقة معاليه بنفسه، ولم يغادر مكتبه. ولا حتى خطر ببال مكتبه الإعلامي، أن يصوغ له اعتذار يحفظ به ماء وجهه، ويداري كرامتنا المسفوكة على إسفلت مهترئ بات معدّ للطوابير! أما الإعلام الرسمي فدعك منه، لأنه في عهد عماد سارة صار أكثر حذراً من أن يخوض بشيئ، أي شيئ! طالما أن الحكمة الأثيرة في المؤسسة الإعلامية الرسمية تقول: «نمشي الحيط الحيط وندعو الله بالسترة» عبارة بليغة يجب تثبيتها في ساحة الأمويين، أمام مهابة البناء المجلجل! فطالما أن واجهة التلفزيون السوري والصحف الرسمية ووزارة الإعلام وموقف الميكرو «وكالة سانا» من زجاج، فكيف لأرعن ومتهوّر وغير مكترث بمستقبل هذه المؤسسات، أن يرمي غيره بحجر! هكذا، لم نسمع حسّ أحد! صمت مطبق، وإذلال لم يسبقه ذلّ! وما زلنا نزأر لقطع الطريق، من قبل مجموعة صبية لاحقتهم الأجهزة الأمنية! طيّب، ماذا عن بقية الحرامية ومضللي الرأي العام، ماذا عن الساهرين ليل نهار في سبيل تكريس كلّ أزمة تمرها هذه البلاد المكلومة، من أجل إثراء جيوبهم المفجوعة!
الخلاص بسيطة لعلها تقول : أزمة الغاز التي تلّوح في الأفق ليست إهانة، وساعات التقنين الكهربائية المتزايدة بنهم وجشع أيضاً ليست إهانة! التزاحم على رغيف الخبز مجرّد مزحة! الفقر المدقع منام سيمرّ، التسوّل والبحث عن الفتات في حاويات القمامة، مجرّد بروفة لمسلسل فانتازيا! الإهانة أن يقطع الطريق بضعة مراهقين فنزمجر من الغضب، كأن طريقنا يا حسرتي مفتوح ومعبد بالورد!

Exit mobile version