هاشتاغ_باسم محمد
منذ عام تقريبا سمعت صوتاً يناديني في الحي, وعندما التفت لرؤيته فوجئت بشاب ضخم كان يعمل لدى حلاقي السابق منذ طفولته.
اختفى من حارتنا منذ أحد عشر عاما… وبعد سلام حار أخبرني محمد أنه أنهى خدمة الوطن, وعاد لكاره الذي نشأ عليه، ولأني كنت أيضا قد أنهيت لتوي خدمة الوطن قلت له أنا وأطفالي سنكون أوائل زبائنك، وتبادلنا الأرقام.
بعد مرور أيام قليلة اصطحبت أبنائي وقلت لهم اليوم لن نضطر للانتظار لساعات عند الحلاق فقد أخذت موعدا لدى صديقي حمودة.
حمودة يبلغ وزنه أكثر من ١٣٠ كغ, ما أثار القلق لدى أطفالي فقلت لهم: اجلسوا “سأضحي أنا”، وبالفعل همّ حمودة بالحلاقة لكن عندما وضع “الماكينة” على صلعتي احترت من يمسك الآخر لأني شعرت بأن وزنها ١٣٠ كيلو غراما، وأحسست أن حمودة يريد إدخالها في جمجمتي، وسمعني أطفالي أقول له “خفف إيدك يا حمودة ” فشعرت باضطرابهم وبعد مباشرته بحلاقة ذقني شعرت بأني أتعرض لعملية سلخ وسالت بعض الدماء، فقلت لأبنائي : ماما أرسلت رسالة تريدكم الآن في المنزل وقبل أن أنهي جملتي “شمعا الخيط وهربا”.
حمودة يذكرني بحكومتنا التي تريد أن تقنعنا بأن استراتيجياتها في مجال الدعم تهدف إلى إعادة توزيعه واستخدام الفوائض في دعم الشرائح الأكثر احتياجا، وعندما قلنا أن ذلك سيزيد التضخم وبالتالي عجز الموازنة وبالمحصلة تكاليف المعيشة استعملت كامل وزنها واخترقت رؤوسنا بأنها تعمل بحرفية لا تقل عن حرفية حمودة.
بالمحصلة استمريت بالحلاقة عند جاري حمودة لشعوري بالتزام أخلاقي تجاهه كمسرح من الجيش, لكن وبعد أن سألني أكثر من مرة عن أبنائي قلت له إنهم خط أحمر إياك أن تحاول الحلاقة لهم فهم ثروتي وثروة الوطن، رغم أن حق الزمالة كان يفرض علي أن أطلب منه ترك هذه المهنة لأهلها، وعدم إلقاء اللوم على المعدات والظروف الخارجية!