أكّد مدير المستشفى الوطني الجديد في الحولة، الدكتور عبد الكافي بركات أن منطقة الحولة في حمص تعاني من انتشار بالأمراض ولا تتلقى أية دعم من المنظمات الإنسانية.
وبين بركات انتشار الأمراض الجلدية وسوء التغذية لدى الأطفال، إلى جانب الأمراض الصدرية والموسمية التي تتفاقم في فصل الشتاء. ورغم هذه الأوضاع، لا تتلقى المنطقة أي دعم من المنظمات الإنسانية، ما يزيد من معاناة السكان الذين يبلغ عددهم نحو 150 ألف نسمة من سكان المدن الثلاث الكبرى والقرى التابعة لها بحسب موقع تلفزيون سوريا.
وأشار إلى وجود عوائق كبيرة، من ضعف البنية التحتية وضيق مساحة المشفى، ما يحدّ من قدرته على استيعاب الأعداد المتزايدة من المرضى. إلى نقص الإمكانيات الأساسية للعمل الطبي، بما في ذلك الأدوية، والإسعافات الأولية، والمواد التشغيلية واللوجستية.
ولفت إلى أن القطاع الصحي في الحولة شهد تدهوراً شبه كامل خلال السنوات الماضية، نتيجة قصف المشفى الوطني الأساسي وتحويله إلى ثكنة عسكرية، ما أدى إلى خروجه عن الخدمة. كما تعرّض مشفى شام، الذي أُسّس خلال فترة الحصار، لعمليات سرقة طالت أجهزته الطبية وأدويته ومستلزماته، حيث نُقلت إلى مناطق أخرى.
وأكد بركات على وجود حاجة ماسّة لتأمين أدوية الأمراض المزمنة، وأدوية الأطفال، وتفعيل قسم الإسعاف بشكل كامل، فضلاً عن البدء بإجراء العمليات الجراحية وتوفير الأوكسجين، لافتاً إلى معاناة القطاع الصحي من نقص حاد في الكوادر الطبية، من أطباء وفنيين وممرضين، إلى جانب غياب مبانٍ تستوعب الأعداد الكبيرة من المرضى.
أما ماذا يعمل من المستشفى ، بيّن بركات أنه وبرغم الصعوبات، فإن بعض العيادات تعمل بشكل تطوعي ومجاني، مثل العيادات النسائية والعظمية وعيادات الأطفال، إلا أن هذه المبادرات مهددة بالتوقف نتيجة صعوبة التنقل، وارتفاع تكاليف المعيشة، وغياب الإمكانيات في المشفى، بحسب بركات.
ودعا بركات الحكومة إلى إعادة الكوادر الطبية التي فصلها النظام المخلوع بسبب مشاركتها في الثورة، مؤكّداً أن الأولوية تتمثل في إعادة تأهيل المشفى الوطني والمراكز الصحية وتزويدها بالمستلزمات والتجهيزات الطبية الضرورية بأسرع وقت ممكن.
وجال وفداً من مديرية الصحة في حمص على المراكز الصحية في منطقة الحولة يوم الإثنين الماضي لتقييم واقع القطاع الطبي هناك، وصف عقبها معاون مدير الصحة في حمص، الدكتور عبيدة الناصر، الواقع الطبي في منطقة الحولة بأنه “سيئ جداً” ومتردٍ.
وعن الخطط الحكومية للنهوض بهذا القطاع، قال معاون مدير الصحة في حمص: “الحكومة تولي اهتماماً خاصاً بالقطاع الطبي ومن أولوياتها توجيه الدعم إليه. وفي هذا الإطار قمنا بإجراء جولة على المراكز الصحية في المنطقة للوقوف على أبرز الاحتياجات والعمل على تأمين أهمها، كما تم توجيه بإرسال شحنة إسعافية مستعجلة تتضمن أدوية وأجهزة طبية، وسيتم تعزيز المراكز بكوادر مؤهلة لضمان وجود أطباء على مدار الساعة”.
وتعد منطقة الحولة، الواقعة شمال غربي مدينة حمص، موطناً لما يقارب 100 ألف نسمة، يضاف إليهم سكان القرى والبلدات المجاورة الذين يبلغ عددهم أكثر من 50 ألف نسمة، ولسنوات طويلة، عانى سكان المنطقة من غياب المرافق الطبية المتخصصة، حيث لم تكن تتوفر سوى بعض المستوصفات الصغيرة في المدن الكبرى.