هاشتاغ- يارا صقر
يعرف الخوف على أنه رد فعل حيوي تتخذه عند الشعور بخطر جسدي أو عاطفي. وكان لهذا الشعور دور محوري في العصور القديمة حينما كان الإنسان يواجه الحيوانات المُفترسة، وكان الموت يُحيطه بانتظام.
اليوم لا يخشى الناس من الأشياء ذاتها التي كان يخشى منها أسلافهم، لكن على الرغم من اختلاف المخاطر.
فإن رد الفعل الشديد حول الخوف لدى الإنسان المُعاصر هو رد الفعل نفسه الذي كان يتخذه الإنسان البدائي.
تقول الاختصاصية التربوية و النفسية رامه حمود لهاشتاغ، إنه يوجد نوعين من الخوف.
النوع الأول:
الخوف الناجم عن شيء حقيقي موجود في الواقع، مثل الخوف الناتج عن الحرب التي تدور في أرض فلسطين.
النوع الثاني:
الخوف الناجم عن شيء غير واقعي وغير حقيقي، مثل الخوف من الإصابة بمرض ما في المستقبل.
وهذا النوع من الخوف، يعد بمثابة وهم، وهو الخوف الذي قد يتطور إلى أنواع من الخوف والفوبيا المرضية.
وتقول حمود عن المشاعر المرافقة للخوف الناجم عن الحروب والدمار، بأنها مشاعر تتأرجح بين الأمل والقلق، وهذه المشاعر تنعكس على سلوكيات الأفراد، فتارة يشعرون بالراحة، وتارة ينتابهم القلق والتوتر.
وتتابع حمود، أن المشاعر المرافقة للخوف الناجم عن الحروب، هي مشاعر غير واضحة، مذبذبة وغير مستقرة، وهذا ما يجعل الفرد بحاجة إلى دعم نفسي دائم بدوام الحرب.
أمّا عن درجة التأثّر بهذه المواقف، يمكننا القول بأنّ الأشخاص الذين يعانون من اضطرابات القلق المعمم، هم الأكثر تأثراً بمواقف الحروب، يليهم الأشخاص المصابين بأمراض مزمنة مثل القلب والشكري والضغط.بحسب الإختصاصية.
وتوضح حمود، أنّ الأفراد الذين عانوا من ويلات الحرب سابقاً، وتعرضوا لمثل هذه المواقف قد يكونوا هم الأقل تأثّراً، نظراً لاكتسابهم الخبرات اللازمة للتعامل مع مثل هذه المواقف.
وتتابع، هذا ما يفسّر حالة الخوف الذي يعاني منه الأفراد الموجودين خارج حدود فلسطين على عكس الأفراد الموجودين في الداخل.
التأثر بمشاهد القصف والدماء
يمكننا القول أنَّ حصانة النفسية تختلف من شخص لآخر
فهناك أشخاص حصانتهن جيدة وهشاشتهم النفسية منخفضة، فمتابعة أخبار أو مشاهد قصف أو فيديوهات مليئة بالدماء والأشلاء، لاتحمل تأثيرات سيئة عليهم، على عكس الأشخاص ذوي الحصانة النفسية الضعيفة، إذ تؤثّر المتابعة الدائمة والتعرّض الدائم للأخبار بشكل سلبي على مثل هذه الفئة، ممّا قد يعرضهم للإصابة باضطراب نفسي شديد وربما يتحول لاحقاً إلى مرض صحي مزمن. بحسب الإختصاصية.
كيف نحمي أنفسنا من التأثيرات النفسية؟
توصي حمود، بعدم إجبار الذات على التفاعل مع أي من الأخبار، خاصة الأشخاص ذوي الهشاشة النفسية
وترى حمود وجوب التوجه إلى العمل؛ إذ يعد أحد أهم الأساليب الناجعة في حماية الذات من التأثر النفسي الأليم بالأحداث.
وتلفت إلى محاولة رسم وتفعيل حدود السيطرة بعد معرفتها، فالأحداث الحاصلة الآن تعتبر من خارج دائرة سيطرة الإنسان فالحل الأنسب هو عدم الضغط على الذات، بتحميلها ما لاتقوى عليها.
لذلك وبشكل مبسط بإمكاننا تجاهل التهويل، والضغط الموجود ببعض الفيديوهات المدروسة بشكل كبير لتمارس الضغط على أصحاب الحصانة النفسية الضعيفة.