هاشتاغ سوريا- وسام كنعان
في نهاية العام الماضي قدّم المعلّم الأميركي مارتن سكورسيزي تحفة سينمائية لابد أنها ستظلّ خالدة لوقت طويل، وهي فيلم «الإيرلندي» (كتب السيناريو ستيفن ذيليين ولعب بطولته روبرت دي نيرو وآلبتشينو) الملحمة التي تبني قوامها من خلال عمليّة تنقيب ضمن عوالم الجريمة، وبحث مضن في كواليسها الخلفية، ويجيب على واحد من أكبر أكبر الألغاز في التاريخ الأميركي وهو: اختفاء زعيم اتّحاد العمال ورئيس جمعية سائقي الشاحنات في الولايات المتّحدة الأميركية جيمي هوفّا .
ربما تكون كلّ مقومات الفيلم كانت بكفّة، والثورة التي حققها على مستوى التصميم الشكلي وتصغير الممثلين كان بكفّة أخرى. قاد الحالة البصرية الأرجنتيني بابلو هيلمان لتحقق إدهاشاً غير مسبوق على هذا الصعيد! كلّ ما سبق سيجعل صنّاع الفن في العالم أمام تجربة نموذجية، فيما يخص تصغير أعمار الممثلين، لا يمكن الشغل على هذا التفصيل دون التفكير بهذه التجربة.
وإن كان لا يمكن لعاقل المقارنة بين ما يحدث في هوليود، وما تقدّمه بلادنا على مستوى الدراما، لكن أيضاً من الصعب تجاهل العملية التقنية بهذا الفيلم، حتى و إن كنا نشاهد مسلسلا سوريا، لكنّه يزدحم بالنجوم، وتقف وراءه جهة إنتاجية كبيرة مثل قناة mbc وهو يقدّم صيغة بدائية لتقديم الممثلين في مراحل عمرية أصغر من أعمارهم الحقيقية.
الحديث هنا عن مسلسل «سوق الحرير» (كتابة حنان المهرجي وإخراج بسّام ومؤمن الملّا) يظهر في الحلقات التأسيسية للحكاية كلّ من النجوم: سلّوم حدّاد وبسّام كوسا وكاريس بشّار وندين تحسين بيك وآخرون، في أعمار أصغر بكثير من أعمارهم الحقيقية، لكّن بصورة هزيلة وسطحية تثير السخرية! كلّ ما فعلته المؤثرات هو صبغة شعر باللون الأشقر أو الأسود، وتقديم حالة شكلية مربكة للعمل، تترك انطباعاً سلبياً، وتخلق مسافة مع المتلقي! علماً بأن صوغ الجاذبية في موسم التنافس، يبدأ من الشكل والحالة البصرية وحبكة حدّث مشّوق يحتفظ بالمتابع.
بعيداً الجوهر الحكائي للمسلسل، وماذا سيقّدم لنا من متعة خلال حلقاته.
إذ لابد بأن الحكم مازال مبكراً على سوية المسلسل، لكّن كان من الضروري أمام هذه الإمكانيات التقنية المتواضعة، أن يستعين المخرج بممثلين شباب يناسبون المرحلة العمرية للشخصيات، وبعد تمرير الزمن يمكن لنجوم المسلسل تولّي أدوراهم! أما في الحديث عن أعمال أقّل شأناً يبدو الأمر في أماكن متهاوية الانحدار! نتابع حالة شبيهة في مسلسل «يوما ما» (مجموعة كتّاب وإخراج عمّار تميم) تنطق القصة بطريقة تتطابق مع معطيات المسلسل المكسيكي الشهير «كاساندرا» وهروب طفلة من بيت أهلها ولجوئها للغجر في حدث صار قبل حوالي 25 عاماً.
وسط حالة مزرية للظهور الشكلاني للممثلين، بعد تصغيرهم على طريقة الميزانيات المتواضعة، أي مجرّد صبغ الشعر باللون الأسود، لتكون النتيجة وصفة خالصة ل «تطفيش» المشاهد.