تعرّض الرئيس البرازيلي السابق جايير بولسونارو لموجة انتقادات، بعد اتهامه بإدخال مجوهرات أهدتها إياه السعودية تقدر قيمتها بملايين اليورو إلى البلاد.
وصرٍح بينتو ألبوكيركي، وزير المناجم والطاقة السابق في عهد جايير بولسونارو، بأن مبعوثاً حكومياً سعودياً سلم وفده طردين في ختام زيارة رسمية إلى الرياض، لم يشارك فيها الرئيس السابق، في تشرين الأول/أكتوبر 2021، وفقاً لوكالة “فرانس برس”.
وأوضح ألبوكيركي أن هذه المجوهرات هدية للسيدة الأولى ميشيل بولسونارو، بحسب محادثة مع ضباط الجمارك، تم تسجيلها بواسطة كاميرا مراقبة.
والطرد الذي ضبط عبارة عن طقم من الماس، مع قلادة، وخاتم، وساعة، وأقراط، بقيمة إجمالية تقدر بنحو ثلاثة ملايين يورو.
والطرد الثاني كان كنايةً عن مجوهرات رجالية، ساعة وأزرار أكمام وقلم حبر بقيمة تقدير بـ 70 ألف يورو على الأق.
مصادرة الهدية
وعثرت الجمارك على أحد الطردين في حقيبة ظهر أحد مساعدي الوزير، عند وصول الوفد إلى مطار غوارولوس الدولي قرب ساو باولو، وفقاً لصحيفة “استادو دي ساو باولو” التي كشفت القضية.
وتمت مصادرة هذا الطرد الذي كان يحتوي على طقم من الماس، لأنه لم يصرح عنه مسبقاً.
في حين حاول مسؤولون كبار في حكومة بولسونارو، 8 مرات على الأقل، استعادة المجوهرات من خلال ممارسة الضغوط على سلطات الجمارك.
وجرت المحاولة الأخيرة نهاية كانون الأول/ديسمبر الماضي، قبل ثلاثة أيام من انتهاء ولاية الرئيس اليميني، عندما حاول ضابط من البحرية إقناع خدمة الجمارك باسترجاع الطقم، لكن دون جدوى.
ودخل الطرد الآخر إلى البرازيل دون أن تفحصه مصلحة الجمارك، وهو في حوزة جايير بولسونارو.
وأكد بولسونارو لشبكة “سي إن إن” البرازيل أنه لم يرتكب “أي عمل غير قانوني”.
وكان الطردان يحتويان على مجوهرات من علامة “شوبار” السويسرية الفاخرة، حيث أن المجوهرات محفوظة حالياً في خزانة بالمطار.
تحقيقات منفصلة
وفتحت الشرطة الفدرالية وسلطات الضرائب تحقيقات منفصلة، حيث يجب التصريح عن أي سلعة تزيد قيمتها عن ألف دولار للجمارك قبل دخول البلاد، بحسب القانون البرازيلي.
وبعد ذلك، يجب على مالك السلعة دفع ضريبة استيراد، بقيمة توازي نصف المبلغ الذي يزيد عن ألف دولار.
وإذا لم يتم التصريح عن السلعة يجب دفع غرامة كبيرة.
كما كان من الممكن ادخال المجوهرات إلى البرازيل بشكل قانوني دون الحاجة إلى دفع أي ضرائب، إذا تم التصريح بأنها هدايا رسمية للدولة البرازيلية.
لكن في هذه الحالة، ستضم هذه الهدايا الى المجموعة الرسمية للرئاسة، وليس للزوجين بولسونارو بصفتهما الشخصية.
لا يحق للرئيس قبول هدايا!
من جهته، اعتبر إيزاك فالكاو، رئيس الاتحاد الذي يمثل موظفي السلطات الضريبية البرازيلية “سينديفسكو”، أنه لا يحق لأعضاء الحكومة بمن فيهم رئيس الجمهورية على الإطلاق، قبول هدايا ذات قيمة كبيرة من دول أخرى بصفة شخصية.
كذلك طلبت المؤسسة المالية البرازيلية من بولسونارو تقديم ايضاحات بشأن هذه المجوهرات.
كما منعته من ارتداء أو بيع تلك التي هي في حوزته.
وأعلن فريق الدفاع عن الرئيس السابق للسلطات، الاثنين الماضي، أن موكله سيسلم المؤسسة المالية البرازيلية المجوهرات الرجالية.
في حين يتابع بولسونارو هذه القضية عن بعد من الولايات المتحدة.
لكنه ينوي العودة قريباً إلى البرازيل التي غادرها نهاية كانون الأول/ديسمبر الماضي ليلعب دور المعارضة.
وجاء ذلك قبيل عودة لويس إيناسيو لولا دا سيلفا، خلفه اليساري، إلى السلطة.
ولم يصدر أي رد فعل رسمي عن ولي العهد السعودي محمد بن سلمان ، حول تلك القضية.