لم يسلم عالم الرياضة من الزلزال المدمر الذي ضرب شمال سوريا وجنوب شرق تركيا، الاثنين الماضي، وأودى بحياة أكثر من خمسة آلاف شخص في حصيلة تتزايد مع مرور الدقائق. حيث لقي عدة لاعبين حتفهم، وآخرون انتُشلوا من تحت الأنقاض.
أول الضحايا وأصغرهم
ومن بين أول الضحايا المعلن عن وفاتهم، لاعب كرة القدم الدولي السوري السابق نادر جوخدار عن 45 عاماً وابنه تاج الدين، إثر انهيار المبنى الذي يسكنه في مدينة جبلة الساحلية.
كما توفي لاعب فريق العروبة السوري لكرة السلة في الفئات العمرية اليافع ألبير تنكجيان مع والدته، بعد سقوط المبنى الذي يقطناه في حلب.
وبعد أكثر من 24 ساعة على الزلزال، عُثر على لاعب كرة القدم الدولي الغاني كريستيان أتسو، المحترف في نادي هاتاي سبور التركي، على قيد الحياة وسط الأنقاض.
وقالت سفيرة غانا لدى تركيا الثلاثاء: “لدي أخبار سارة. تلقيت معلومات للتو من رئيس الاتحاد الغاني أن كريستيان أتسو وجد في هاتاي”، بحسب موقع “صحيفة الخليج”.
وسجل اللاعب الذي عُرف بشكل خاص في مسيرته مع نيوكاسل الإنجليزي، الأحد، قبل ساعات من الزلزال، هدف الفوز لفريقه في الدقيقة 7 من الوقت بدل الضائع؛ من ركلة ثابتة ضد نادي قاسم باشا “1-0” ضمن منافسات الدوري التركي.
ونجا زميل أتسو في هاتاي، المغربي أيوب الكعبي، بعد أن غادر منزله عندما شعر بالزلزال ونجح في الاحتماء مع عائلته، وفق ما أفاد وكيله. وأشارت تقارير إلى أنه اختبأ في سيارته.
وكانت مقاطعة هاتاي الجنوبية بالقرب من مركز الزلزال من أكثر الأماكن تضرراً.
ضحايا ومفقودون تحت الأنقاض
وأفادت تقارير بأن 14 لاعبة من فريق هاتاي للكرة الطائرة لدى السيدات تحت الأنقاض، بعد سقوط المبنى الذي تواجدن فيه.
وقال رئيس النادي محمد إركين: “قلوبنا مكسورة. نأمل انتشال مواطنينا من تحت الأنقاض في أسرع وقت ممكن ولاعباتنا أيضاً في القريب العاجل”.
من جهة أخرى، أشارت وسائل إعلام عن وفاة ثلاثة رياضيين إيرانيين من مبتوري الأطراف وآخر كاميروني، كانوا ينافسون في تركيا.
كما أعلن نادي مالاتيا سبور التركي، عن وفاة حارس مرماه أحمد أيوب تورك أصلان، الذي كان في عداد المفقودين بعد الزلزال الذي ضرب تركيا.
وكتب مالاتيا سبور المشارك في بطولة الدرجة الثانية في تركيا، “حزينون على خسارتك! خسر حارسنا أحمد أيوب تورك أصلان حياته تحت ركام الزلزال. أرقد في سلام. لن ننساك أيها الإنسان الجميل”.
وبقي الحارس البالغ من العمر 28 عاماً تحت الأنقاض منذ يوم الاثنين، واستخرجت جثته في اليوم التالي.
ووفقاً لموقع “هابر غلوبال” التركي، تواجد لاعبون من فريق ماراسبور لكرة القدم في فندق تدمر جراء الزلزال، بالإضافة إلى فريق كرة طائرة للرجال وآخر للفتيات ما دون 14 عاماً.
وأعلن بطل أولمبياد ريو 2016 في المصارعة محمد أكغول عبر حسابه على تويتر: “في المبنى الذي يقع فيه نادي كهرمان مرعش للمصارعة، يتواجد 30 إلى 40 من رياضيينا تحت الأنقاض. من فضلكم فلنذهب إلى نادي المصارعة لمساعدة إخواننا”.
ونشر لاحقاً فيديو يظهر انتشال أشخاص أرفقه بتعليق “رفاقي من الفريق الوطني، تلاميذي أتكو وأحمد، انتشلوا من تحت الانقاض”.
وأعلن فريق إسكندرون سبور لكرة القدم أن اثنين من مدربيه لا يزالان بين المفقودين.
إيقاف نشاطات وتضامن
أعلنت السلطات السورية والتركية الاثنين، تعليق جميع النشاطات الرياضية في البلدين “حتى إشعار آخر”، قبل أن يعلن الاتحاد التركي لكرة القدم الثلاثاء عن استئناف نشاطه في 17 الشهر الحالي.
وفي سياق متصل، أعرب العديد من الأندية والاتحادات حول العالم عن تضامنهم مع ضحايا الكارثة والمتضررين، على غرار الاتحادين الدولي والأوروبي لكرة القدم، ريال مدريد وبرشلونة الإسبانيين.
كما تضامن العديد من نجوم كرة القدم مع ضحايا الزلزال ومنهم، النجم المصري لليفربول الإنكليزي محمد صلاح، والجزائري رياض محرز جناح مانشستر سيتي، ولاعب وسط ريال مدريد الكرواتي لوكا مودريتش، وقائد منتخب سوريا عمر السومة، وغيرهم.