هاشتاغ – حسن عيسى
ينتظر السوروين موسماً وافراً من الزيتون هذا العام، وسط ارتفاع في معدلات الإنتاج مقارنة مع المواسم السابقة، بالرغم من أن التوقعات هذا الموسم لا تصل لمستوى الإنتاج في سنوات ما قبل الحرب.
وكشفت مديرة مكتب الزيتون في وزارة الزراعة السورية عبير جوهر، لـ”هاشتاغ” عن أن تقديرات الإنتاج تقارب 820 ألف طن من الزيتون، مقارنةً بـ 560 ألف طن خلال الموسم الماضي.
وسيخصص 15 بالمئة من الإنتاج للمائدة أي نحو 123 ألف طن، في سيخصص القسم الأكبر للزيت الذي قُدّر إنتاجه بـ 125 ألف طن.
وبالنسبة للموعد المناسب لقطاف الزيتون، ذكرت جوهر أن الوزارة خاطبت مديريات الزراعة بالمحافظات لتحديد درجة نضج الثمار وظروفها.
وأوضحت مديرة مكتب الزيتون أنه بناءً على ذلك حدد الوقت المناسب للقطاف، الذي سيسبقه بأسبوع افتتاح المعاصر وتجريبها وإجراء الصيانة.
تقديرات
وتشير التقديرات التي كشفت عنها جوهر إلى تراجع في الإنتاج بمحافظة حلب، نتيجة الظروف المناخية التي سادت المحافظة خلال فترة الإزهار والعقد.
أما فيما يتعلق بمحافظة إدلب، التي كانت تعد أحد أكبر مصادر إنتاج الزيت والزيتون في سوريا، أوضحت جوهر أن 89 بالمئة من أراضي زراعة الزيتون فيها خارج سيطرت الدولة السورية.
وبينت جوهر أن الإنتاج الكلي لمحافظة إدلب بلغ 159 ألف طن، تحصل الحكومة السورية على نحو 33 ألف طن منه فقط، في حين تعمل تركيا والفصائل التابعة لها بتصدير الكميات الباقية إلى الأراضي التركية، إما “عبر سرقتها أو شرائها من المزارعين بأسعارٍ بخسة”.
ولفتت إلى أن التقديرات تشير إلى زيادة في الإنتاج بمحافظات الساحل نتيجة الظروف المناخية المواتية، والتي شكّلت نحو 40 بالمئة من إنتاج البلاد، وفقاً لجوهر.
صعوبات
ولفتت جوهر إلى أن أبرز الصعوبات التي تواجه موسم الإنتاج الحالي تتعلق بتأمين مستلزمات الإنتاج، من أسمدة ومبيدات ومحروقات ويد عاملة.
ولفتت إلى أن الظروف المناخية ساعدت في عدم انتشار الآفات والحشرات بشكل كبير، التي كانت دون العتبة الاقتصادية وبخاصة حشرة ذبابة ثمار الزيتون، في أغلب المناطق.
وفيما يتعلق بالأسعار، رجّحت جوهر ألا يكون هنالك تغييراً في أسعار الزيت، في ظل ارتفاع أجرة اليد العاملة وعدم توفر المحروقات لعمل المعاصر.
وأشارت جوهر إلى أن الحكومة خلال الفترة السابقة وضعت حداً لتصدير الزيت من أجل توفيره للمستهلكين بأسعار منخفضة، رغم أن الكميات المتوافرة كانت تسمح بذلك، بحسب تعبيرها.
واعتبرت أن تأثير ذلك كان بسيطاً جداً ولم يستفد منه المواطن بسبب الغلاء العام، مشيرةً إلى أن الموسم الحالي يحمل فائض عن حاجة الاستهلاك المحلي، من المفترض تصديره للخارج.
زيتون خارج السيطرة
وتتضمن المناطق الخارجة عن سيطرة الحكومة السورية أكثر من 40 مليون شجرة زيتون، موزعة على 24 مليون شجرة في حلب و14 مليون شجرة في إدلب، إضافةً لوجود 6 ملايين شجرة في طور الإثمار.
وكشف المرصد السوري لحقوق الإنسان، مؤخراً، عن سرقات يتعرّض له محصول الزيتون في تلك المناطق، وخصوصاً في مدينة عفرين التي تسيطر عليها القوات التركية والفصائل الموالية لها، والتي تعد إحدى أهم الموارد التي كانت تعتمد عليها سوريا.
وتحدث المرصد في أحدث تقاريره عن معضلات عدة يواجهها سكان تلك المناطق، منها فرض إتاوات على المزارعين بحجة الحماية، وسرقة ثمار الزيتون من قبل فصائل ما يعرف بـ “الجيش الوطني”، الأمر الذي أدى إلى خسارة الفلاحين لموردهم الأساسي في العيش.
وأشار المرصد إلى أن قيمة الإتاوات تتراوح بين 10 إلى 20 بالمئة من قيمة موسم الزيتون، لافتاً إلى أن الفصائل عيّنت مندوبين لها في المعاصر، لتحصيل الإتاوة بشكل مباشر من الفلاحين، فضلاً عن قطعه مئات أشجار الزيتون المثمرة في عفرين.
وتشير تقارير إعلامية عديدة إلى أن ما تقوم به القوات التركية، من سرقة زيت الزيتون السوري من عفرين ومناطق سيطرتها عبر معبر “الحمام” غرب جنديريس شمالاً، ومنه إلى تركيا.
وكشفت التقارير أن تركيا تعمل حالياً على إنشاء ساحة جمارك، لتكون نقطة انطلاق للشاحنات تضم طريقاً دولياً ينطلق من جنديريس ومنه إلى تركيا أيضاً.
الزيت السوري في أوروبا
وكشفت صحيفة “ذا تيليغراف” البريطانية في تقريرٍ سابق، أن الحكومة التركية تسرق زيت الزيتون من سوريا، ثم تبيعه على أنه تركي المنشأ في دول الاتحاد الأوروبي، من بينها إسبانيا، مشيرةً إلى أن أموال تلك المبيعات تستخدم في تمويل الميليشيات.
ونقلت الصحيفة عن مصادر في المنطقة أيضاً قولها، “إن زيت الزيتون السوري المنشأ يتم خلطه مع منتج تركي قبل تصديره، وتوضع عليه ملصقات مزيفة”.
في المقابل، نشرت صحيفة “بوبليكو” الإسبانية بيانات تفيد أن كميات من محصول الزيتون السوري تبلغ قيمتها حوالي 70 مليون يورو، بيعت في سوق الجملة الإسبانية، وتم تخصيص نحو 17 مليون يورو منها لتسليح ميليشيات سورية موالية لتركيا.
ويأتي ذلك بعد اعترافٍ تركي رسمي على لسان وزير الزراعة بكير باكدميرلي، بالتخطيط للحصول على زيت الزيتون من عفرين، لمنع وقوعه في أيدي القوات الكردية، على حد زعمه.
وأعلنت منظمة حقوق الإنسان في عفرين قبل سنوات، أن الفصائل المسلحة المدعومة تركياً، تستولي على زيت زيتون المدينة وتصدره إلى أوروبا وأميركا على أنه منتج تركي.
وكشفت المنظمة في بيان، أن شركة تركية مستوردة للأغذية مقرها في نيوجيرسي بالولايات المتحدة الأميركية، أدرجت زيت زيتون عفرين في القائمة الخاص بمنتجاتها على الإنترنت.
ولفتت المنظمة إلى أن هذا الزيت يباع في الكثير من المتاجر بأميركا، ويوجد على العبوات شعار علامة تجارية تم تسجيلها في محافظة هاتاي التركية.
وأشارت المنظمة إلى استياء التجار المحليين الأتراك من طرح قسم من زيت عفرين في الأسواق المحلية، الأمر الذي يؤدي إلى خفض أسعار زيت الزيتون التركي.
لتصلك أحدث الأخبار يمكنك متابعة قناتنا على التلغرام