هاشتاغ_ إيفين دوبا
بلا مؤتمر ختامي، اختتمت اللجنة الدستورية أعمال الجولة السابعة في جنيف، الجمعة، وهذه المرة دون عبارة “خيبة أمل” للمبعوث الأممي إلى سورية، غير بيدرسون، والتي كانت مرافقة لأغلب بياناته الختامية للاجتماعات السابقة.
وبـ”هدوء” وعبر بيان مقتضب، نشره موقع الأمم المتحدة، قال بيدرسون: “إن الوفود كان من المتوقع أن تقدم في اليوم الخامس، تماشياً مع الاتفاقية، مراجعات لتعكس محتوى المناقشات خلال الأيام الأربعة الماضية”، مشيراً إلى تقديم جميع الوفود على الأقل بعض التنقيحات على بعض النصوص المقدمة، ومبيناً أن “بعض هذه التعديلات تشير إلى محاولة لعكس مضمون المناقشات وتضييق الخلافات، ولم يتضمن البعض الآخر أي تغييرات.”
وأضاف: “سأفعل كل ما بوسعي لتقريب وجهات النظر بين الأعضاء من خلال بذل المساعي الحميدة، وسوف أتواصل مع المجتمعين لتحقيق ذلك”.
ورغم غياب أي تبرير من الأطراف المجتمعة لعدم وجود بيان ختامي لجولات المحادثات، كما يحصل، عادةً، تحدثت وسائل إعلامية، بأنّ إلغاء البيان الختامي، يعود لأنّ أطراف اللجنة لم يتوصلوا إلى صيغة توافقية للمبادئ المقدّمة، وهو ما لم تثبته أو تنفيه الأطراف المجتمعة.
في هذا الوقت، قالت ميس كريدي، إنّه من المبكر الحديث عن نتائج سريعة للجولة الأخيرة؛ إذ توجد أمام المجتمعين “عملية طويلة للتخلص من كل أشكال التدخل الخارجي ورأب الصدع”.
ولم تخفِ كريدي، ضمن تصريحات خاصة لـ”هاشتاغ” وجود شقاق وطني، خلال الاجتماعات، وهذا “الأساس الذي يحتاج إلى سبل مواجهة مختلفة وعمليات حوار وإصرار من قبل الوطنيين لرفض الشقاق”، حسب قولها.
ورغم ذلك، تؤكد كريدي أنّ أجواء المباحثات كانت هادئة، والملاحظ خلال هذه الجولة ” وجود قابلية للسمع من الطرف الآخر”، في حين أن “الأطروحات كانت على طرفي نقيض”.
ومع هذا، تشير كريدي إلى أنّ حديث بيدرسون كان إيجابي حول حصول تقدّم في المفاوضات، وإن كان بطيئاً، كما يقول، مضيفةً:”أعتقد أنّه لا بدّ من مراعاة هواجس طويلة لأزمة امتدت لأكثر من عقد من الزمن، ليبقى الانقسام الوطني مرفوضاً بأي شكل من الأشكال”.
وحول الخطوات اللاحقة للجولة السابعة من اجتماعات اللجنة الدستورية بجنيف، قالت كريدي: “نحن دائماً منفتحين على الحوار السوري_ السوري وهو ما أكدناه وفعلناه، فالقضايا الوطنية ليس عليها مساومة، أمّا الانفتاح على الحوار فهو شيء إيجابي، بالنهاية من يتمسك بثوابته ليس لديه أيّ قلق من أيّ نوع من الحوار”.
وختمت:” الموضوع الوطني محسوم عندنا، وليس هناك أي قضايا قابلة للمساومة”.
وكان أعضاء الوفود، ناقشوا خلال الأيام الأربعة الأولى من جلسات الجولة السابعة من محادثات جنيف، مشاريع نصوص دستورية حول أربعة مبادئ دستورية وهي: “أسس الحكم، وهوية الدولة، ورموز الدولة، وهيكل ووظائف السلطات العامة”.
وشارك في اجتماعات اللجنة الدستورية السورية في جنيف أعضاء “المجموعة المصغرة” المسؤولة عن صياغة الدستور المكونة من 45 شخصاً، منهم 15 يمثلون الحكومة السورية، و15 يمثلون المعارضة، و15 من منظمات المجتمع المدني.
ويوم الخميس، أشار بيدرسون خلال حديثه في مجلس الأمن، إلى أن هناك خلافات كثيرة، لكنه لم يستبعد إمكانية التوصل إلى نقاط مشتركة في حال توفر الإرادة للقيام بذلك، داعياً كلّ الوفود إلى بذل جهود جادة من أجل البدء في تقريب وجهات النظر.
وأكد غير بيدرسون أنه ليس بوسع أي مجموعة في سورية أن تحسم نتيجة هذه الأزمة، واصفاً الحل العسكري بأنه “وهم”، ومشيراً إلى أنّ ذلك “أصبح واضحاً وضوح الشمس.”
وكان بيدرسون أعلن في وقت سابق أنّ الدورات المقبلة من اجتماعات اللجنة الدستورية من الممكن أن تعقد خلال شهري أيار وحزيران المقبلين.