هاشتاغ- رهام كوكش
مع تفاقم أزمة البلاد الاقتصادية يخشى الكثير من السوريين قدوم فصل الشتاء حيث لامادة المازوت متوفرة ولا الكهرباء تفي بالغرض للتدفئة.
وفي سبيل الحصول على الدفء باتت بدائل التدفئة محط اهتمام الكثير من المواطنين وخاصة الفقراء منهم، لنرى في كل عام بديل جديد يغزو الأسواق.
يقول “صلاح. م” الذي يقطن بمنطقة صحنايا إنه قرر التوجه للاعتماد على الحطب وتأمينه قبل فصل الشتاء، بناء على تجربته العام الماضي التي لم يحصل فيها سوى على 50 ليتر من المازوت.
وبين الرجل الستيني أن تكلفة الحطب لن تكون قليلة لكن المادة تبقى متوفرة وهذا يعود عليه بـ “راحة البال” خلال الشتاء”، على حد تعبيره.
وسجل سعر الحطب رقما قياسيا مع اقتراب فصل الشتاء، حيث بلغ سعر طن الحطب (ليمون _ سنديان _ صنوبر) 3 ملايين و300 ألف، في حين تراوح سعر المدفأة بين الـ800 والمليون ليرة سورية.
“لا أستطيع تحمل أعباء التدفئة” بهذه العبارة شرح محمد وهو موظف حكومي معاناته لهاشتاغ، وقال “ال٥٠ لتر مازوت لاتكفي لسد حاجتنا في الشتاء”، لافتا إلى أن مادة المازوت متوفرة في السوق السوداء بسعر يتراوح بين ١٥٠٠ و١٦٠٠ لكن في ظل الضائقة المعيشية يعجز عن تأمينه بهذا السعر”.
وبين أن “هناك فئات محدودة جداً من المقتدرين مالياً يقبلون على شرائه”.
وللحصول على بعض الدفء خلال البرد القارس تعتمد الأسر الفقيرة على الأغطية الصوفية والمشروبات الساخنة مثل الزنجبيل والليمون أو القرفة.
أما في المناطق الأكثر برودة مثل بلودان والزبداني، فتمنى عدد من الأهالي لو تتم زيادة مخصصاتهم من المازوت والإسراع بتسليمهم كمياتهم بحكم أن الشتاء “يبدأ أبكر” في تلك المناطق.
وفي أيلول / سبتمبر الفائت أعلنت وزارة النفط عن بدء التسجيل للحصول على مازوت التدفئة، وذلك للدفعة الأولى بمقدار ٥٠ لتراً لكل عائلة. بينما نسبة كبيرة من العائلات بدمشق لم تحصل على مخصصاتها من مادة المازوت العام الماضي ولا حتى الحالي.
وصرح مصدر مسؤول في محافظة دمشق أن نسبة التوزيع بدمشق إلى الآن لا تتجاوز الـ10 بالمئة من إجمالي أعداد المسجلين علماً أن عدد البطاقات الذكية في العاصمة يتجاوز النصف مليون بطاقة.
وأضاف أن هناك أولوية لغير الحاصلين على المادة خلال موسم الشتاء الماضي، واصفاً التوزيع بـ”الخجول”. بحسب الوطن.
وتذهب بعض العائلات إلى الاعتماد على التيار الكهربائي للتدفئة، بعد فقدانهم الأمل في الحصول على محروقات تكفيهم خلال فصل الشتاء، إلا أن ساعات التقنين المتزايدة بشكل دوري، تشكل تحديا أمام العائلات التي تسعى لتأمين احتياجات التدفئة مع بدء انخفاض درجات الحرارة.
وتراوح سعر مدافئ الكهرباء بين المليون ومليونين ليرة سورية تبعا لعدد الشمعات والتوربين والماركة المسجلة.
فيما بلغ سعر المدافئ التي تعمل على الأمبيرات والأنفيرتير 220 ألف ليرة سورية.
الوقود الحيوي صديق للبيئة
تصدرت الواجهة العام الفائت عدة بدائل للتدفئة منها “البيليت والتمز ومدافئ الكحول”.
يقول أحد سكان ريف دمشق، إن مادة البيليت بدأت تنتشر بديلاً عن الحطب والمازوت، فهي أقل تكلفة وأكثر وفرة.
وأشار أحد أصحاب المحلات إلى أن سعر مدافئ البيليت تراوحت بين الميلون ونصف وثلاثة ملايين ليرة سورية حسب حجم المدفأة”، مبينا أن “الكيلوغرام من البيليت يحتاج إلى ساعة أو أكثر بقليل ليحترق بشكل كامل دون أن يكون هناك دخان أو رائحة مزعجة.
و”البيليت” هو وقود حيوي يتم تصنيعه من مخلفات الأشجار وبقايا المحاصيل الزراعية.
بدوره قال مصطفى أن “التمز هو أحد خياراته المتاحة للتدفئة خلال فصل الشتاء وذلك لوفرته وانخفاض سعره.
من جهته، قال صاحب أحد محال بيع الحطب في ريف دمشق لهاشتاغ أن “الإقبال على شراء التمز جيد”. مبينا أن “سعره في حالة الدوكما 2000 وفي حال القوالب 2500 ليرة”.
والمعروف أن التمز هو عبارة عن تركيبة من قشور الزيتون والبذور المطحونة مع القليل من الزيت.
أما بالنسبة لمدافئ الكحول فترى سمر أنها ليست حلا بديلا ولاتساعد المواطن السوري على درء برد الشتاء. كما أنها لن تغامر وتشتري هذه المدفأة وخاصة أن لديها أطفال”.
وتباين سعر مدفأة الكحول بين 100وال250 ألف ليرة سورية، أما سعر لتر الحكول فقدر ب 30 ألف.
مشروع بدائل التدفئة
يقول الخبير التنموي أكرم عفيف لهاشتاغ: “لنستطيع أن نطور سوريا بسرعة ونتجاوز أزماتها تم تأسيس مجموعة المشاريع الأسرية السورية.. حيث يتم البحث في كل مشروع بمدة ثلاثة أيام وصولا لأسبوعين كحد أقصى”، لافتا إلى أن “المشروع الذي يدرس تؤسس له مجموعة فرعية”.
وأضاف “تم دراسة ٣٥ مشروع ومنها مشروع بدائل التدفئة”.
وتابع هناك بديلين للتدفئة منها مواد عضوية كأوراق الشجر وفضلات المحاصيل مع مادة أخرى رابطة بالمدينة “الكرتون”. أما في الريف قد تكون روث الأبقار وتعرف باسم “الجلي”.
وأشار إلى أن “الجلي” استخدم بنسبة ٢٠% روث حيوانات و٨٠% فضلات وبقايا محاصيل مطحونة من التبن وفضلات الأشجار”. مبينا أن القالب يمكن أن يصنع يدويا وبتكاليف صفرية.
أما فيما يتعلق بالمدافئ التي تعتمد على قشور الفستق الحلبي فكانت البديل الثاني بحسب عفيف.
بدوره، قال مصمم مدفأة “الصاروخ” احمد سلوم لهاشتاغ إن “المدفأة تعتمد على أوراق وعيدان الأشجار الناعمة.. وكذلك عيدان الذرة والبامية والقطن”، مؤكدا أنها مصدر جيد للطاقة وتحقق كامل كفاءة الاحتراق”.
وأكد أن “هذه المدفأة لاتصدر رائحة ولا دخان وبالتالي فهي لاتسبب أضرارا لمستخدميها”
وعلى الرغم من أن هذه المدفأة أثبتت فعاليتها في الآونة الأخيرة إلا أن أنتشارها مازال محدودا بحسب “سلوم”.