هاشتاغ- نور قاسم
يضطر السوريون لاستخدام سيارات “سوزوكي” كوسيلة بديلة لقلة وسائط النقل الداخلي والمحروقات المخصصة لنقل الركاب على بعض الخطوط في دمشق وريفها، في ظل عدم قدرة الحكومة على إيجاد الحلول الفعلية لأزمة النقل.
وكانت الحكومة السورية قررت، كحل مؤقت إقرار عطلة طويلة خلال الأعياد، للتخفيف من الازدحامات والمواصلات والشكوى الشعبية المتواصلة منذ أشهر، من سوء المواصلات.
واليوم، مع عودة الناس إلى أشغالهم وأعمالهم، والطلاب إلى مدارسهم وجامعاتهم، عادت الصعوبات في نقل الركاب إلى الواجهة من جديد .
وسائل نقل الأغنام..
“أم أحمد” قالت ل”هاشتاغ” إنها تضطر للتنقل ب”السوزوكي” لعدم قدرتها على تكاليف التكسي أو حتى التكسي سرفيس، ولفتت إلى أن السوزوكي كوسيلة نقل مزعجة وغير مريحة ولكن “ما باليد حيلة”، ومضطرة لاعتمادها للذهاب إلى عملها يومياً.
أسماء فاخوري، التي تسكن في الغوطة الشرقية بريف دمشق قالت ل”هاشتاغ” إن المواصلات سيئة جداً، وقلة السرافيس المخدِّمة للمنطقة تؤدي إلى تفاقم الأزمة والاضطرار إلى ” السوزوكي”، بالرغم من الطقس البارد والأمطار، فالعديد من الناس، سواء من كبار السن أو الأطفال أو النساء يضطرون لهذه الوسيلة دون وجود بديل آخر مناسب لهم من الناحية المادية.
لكن السوزوكي ليست مركبة رخيصة كما تقول أسماء، ذلك أن الشخص الواحد يدفع ما بين 1500 إلى 2000 ليرة حسب طَلَب شوفير السوزوكي، مشيرةً إلى أن ذات الوسيلة التي تنقل الأغنام والحيوانات أصبحت تقل البشر أيضاً.
ولفتت فاخوري إلى أن البدائل الأُخرى هي التكسي سرفيس والفانات، ففي التكاسي الجماعية يطلب الشوفير من كل راكب ما بين 3000 إلى 4000 ليرة، أما الفانات فيطلَب من كل راكب ما بين 2500 إلى 3500 ليرة.
وبينت أن طلب التكسي يتراوح ما بين 15000 إلى 20000 ليرة، تبعا لمزاجية السائق.
الطالب الجامعي أحمد الحاج قال ل”هاشتاغ” إن ظاهرة السوزوكي لنقل الركاب منتشرة في دمشق وريفها منذ زمن وليست وليدة اللحظة نظراً لأزمة المواصلات، ففي كراج الست على سبيل المثال يُلاحَظ عدد من الخطوط التي تحتوي على “السوزوكي” لنقل الناس إلى منازلهم أو أعمالهم أو جامعاتهم ومدارسهم.
للبضائع وليس الركاب..
عضو المكتب التنفيذي لقطاع النقل والمواصلات بمحافظة دمشق عمار غانم قال في تصريح ل”هاشتاغ” إن “السوزوكي” يجب أن تُستخدَم لنقل البضائع وليس الركاب ولم يتم إعطاء التراخيص لأي سوزوكي بهدف نقل الركاب، واستخدامها لهذه الغاية مخالفة لما يجب أن تكون عليه ، وإن مهمة شرطة المرور منع هذه الظاهرة .
وأشار غانم إلى أن “الفانات” كوسائط نقل و التي حصلت على الموافقة من محافظة دمشق هي فقط في منطقة برزة ساحة الأشمر ، أما ما تبقى من خطوط فلم تتم الموافقة على عمل الفانات فيها بعد .
العديد من السوريين قالوا ل”هاشتاغ” إنه لولا وجود السوزوكي والفانات كوسائط للنقل الداخلي لكان الأمر أسوأ مما هو عليه الآن، وأنه بدلاً من اتهام أصحاب السوزوكي أو الفانات بمخالفة القوانين لعدم حصولهم على التراخيص اللازمة فعلى المعنيين في الحكومة السورية إيجاد الحلول السريعة لمشكلة النقل المستعصية .
ارتفاع تكاليف النقل على الطّلبة..
عدد من الطلاب الجامعيين بيّنوا ل”هاشتاغ” أنهم يعانون من أجور وسائط النقل لاضطرارهم في كثير من الأحيان إلى البدائل الأُخرى عن الوسائل النظامية .
“ياسين” طالب الهندسة الطبية في كلية الهمك من سكان شارع بغداد بدمشق قال ل”هاشتاغ” إنه يذهب إلى جامعته من خلال وسيلتي نقل” مهاجرين باب توما” ومن ثم “جرمانا باب توما”، لافتاً إلى أن المواصلات ميسرة إلى الساعة العاشرة صباحاً وبعد هذه التوقيت تُفتقَد السرافيس وتبدأ أزمة خانقة .
وبيّن أن تكاليف ذهابه من و إلى الجامعة تصل إلى أكثر من 40 ألف ليرة في الشهر الواحد ، هذا في حال كان محظوظاً ووجد السرافيس والباصات لتقله ذهابا وإياباً، غير أنه في أحيان كثيرة لا يذهب يومياً إلى الجامعة وإنما يختصر الدوام كلما استطاع لتقليل التكاليف على نفسه.
أما طالب الطب البشري أحمد الذي يقطن في ركن الدين الشرقي فقال ل”هاشتاغ” إنه يضطر للدوام يومياً في الجامعة بسبب مواد العملي وضرورة حضور المحاضرات في الكلية التي لا تعتبر كباقي الكليات الأدبية أو النظرية التي يمكن أن يستغني فيها الطالب عن الحضور في كثير من الأحيان، وأنه ليصل إلى جامعته يستقل السرافيس الذاهبة إلى شارع الثورة ومنه يوجد باصات “المزة سومرية”، مبيناً أنه من ركن الدين يوجد تكاسي جماعية إلى شارع الثورة والكلفة حوالي ألفي ليرة على الشخص الواحد ، وأيضاً في شارع الثورة يوجد بديل تكاسي نقل ركاب إلى المزة ويطلب الشوفير ما بين ثلاثة آلاف إلى أربعة آلاف ليرة للشخص.
وأشار إلى أنه في حال تيسرت أموره وجد كل يوم السرافيس والباصات من وإلى جامعته، واصفاً هذا الأمر بالمستحيل، فسيكلفه حوالي عشرون ألف ليرة في الشهر الواحد ، أما في حال اضطراره للوسائل البديلة كالمعتاد فسترتفع الكلفة إلى الأضعاف، أي ما بين 75 ألف إلى 100 ألف ليرة في الشهر الواحد للمواصلات فقط.
سيراً على الأقدام :
طالبة الآداب في المزة نيرمين من سكان العدوي قالت ل”هاشتاغ” إنها في فترة العطلة استراحت من المواصلات المتعبة للأعصاب قبل كل شيء، والآن مع عودة الدوام عادت المعاناة من المواصلات التي تشكل عبئاً ثقيلاً فوق المعاناة الاقتصادية السيئة الملقاة على كاهل السوريين .
ولفتت نيرمين إلى أنها اضطرت عدة مرات للذهاب إلى منزلها في العدوي من جامعتها في المزة أتستراد سيراً على الأقدام، أي حوالي ساعة من المشي، مشيرةً إلى أنه ليس في مقدور جميع الناس الركوب في الوسائل البديلة.
حالات تحرش..
الطالبة الجامعية زينب أشارت في حديثها ل”هاشتاغ” إلى حالات التحرش التي كثيراً ما تتعرض لها الفتيات في الباصات، نتيجة الازدحام داخله والاحتكاك بين الجميع، مما يسهل لأصحاب النوايا السيئة للتحرش كيفما أرادوا، وأنها في كثير من الأحيان تلجأ إلى التكسي ركاب أو الفانات لحماية نفسها من مواقف التحرش الكثيرة .