عبّر عمدة لندن صادق خان عن مخاوفه إزاء تزايد نفوذ الحركات الشعبوية في العالم الغربي، معتبراً أن صعود هذه الحركات يمثل خطراً وجودياً على الديمقراطية الليبرالية.
جاء ذلك في مقال رأي نشرته صحيفة “ذا أوبزرفر” البريطانية يوم الأحد، حيث دعا خان القوى التقدمية إلى الاتحاد لمواجهة ما وصفه بـ”التهديد الأعظم” لهذا القرن.
وقال خان: “نحن نعيش مرحلة تتزايد فيها التحديات أمام الديمقراطية الليبرالية، حيث وصلت المخاطر إلى أعلى مستوياتها. ويمثل صعود الحركات الشعبوية الرجعية تهديداً حقيقياً قد يعيد شبح الفاشية إلى الغرب”.
استغلال المخاوف والشكوك
أشار خان إلى أن الحركات الشعبوية نجحت في استغلال الأوضاع الاقتصادية المتدهورة وتراجع الثقة في المؤسسات السياسية والإعلامية لجذب المزيد من المؤيدين.
وأضاف: “الشعبويون يقدمون حلولاً سطحية وقصيرة المدى، مما يجعلهم أكثر قدرة على كسب الدعم، لكنهم في الوقت نفسه يهددون مستقبل الديمقراطية والمجتمعات الحرة”.
أمثلة من الساحة الدولية
قدم خان أمثلة على هذا التوجه في العديد من الدول الغربية، حيث أشار إلى توقعات بازدياد شعبية حزب “البديل من أجل ألمانيا” في الانتخابات الفيدرالية المبكرة المقبلة.
كما تحدث عن تصدر حزب “التجمع الوطني” استطلاعات الرأي في فرنسا، مؤكداً أن هذه الظاهرة ليست محصورة في أوروبا فقط.
وقال: “في الولايات المتحدة، نرى عودة دونالد ترامب كمثال واضح على تنامي التيارات الشعبوية التي تسعى إلى تقويض القيم الديمقراطية الليبرالية”.
واختتم خان مقاله بالدعوة إلى توحيد القوى التقدمية لمواجهة هذه التحديات الكبيرة.
وقال: “علينا أن نعمل معاً لإيجاد حلول جذرية للأزمات الاقتصادية والاجتماعية التي يستغلها الشعبويون للتأثير على المجتمعات، هذا هو التحدي الأكبر الذي سيحدد شكل مستقبل الديمقراطية في الغرب”.
رد حكومي على تصريحات خان
رفض وزير الخزانة البريطاني دارن جونز تصريحات خان، قائلاً إن الحكومة البريطانية لا تتبنى هذه المواقف.
وأوضح جونز، في مقابلة مع شبكة “بي بي سي”، أن الحكومة تركز على مواجهة التحديات الاقتصادية والاجتماعية بدلاً من الخوض في جدالات حول الشعبوية.
وتأتي تصريحات خان في ظل تاريخ طويل من الانتقادات المتبادلة مع الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترامب.
وكان ترامب قد هاجم خان سابقاً في عام 2019، قائلاً إن عمدة لندن “يؤدي وظيفته بشكل سيئ للغاية في مجال مكافحة الإرهاب”.
