الخميس, ديسمبر 12, 2024
- إعلان -spot_img

الأكثر قراءة

الرئيسيةالواجهة الرئيسية"الشوإسمو" .. على ظهورنا محمول

“الشوإسمو” .. على ظهورنا محمول

هاشتاغ-ديانا جبور

كالعيس في البيداء يقتلها الظمأ والماء فوق ظهورها محمول ..

أَعلى درب هذه الكائنات يسير السوريون ..؟

إجابتي بلا.. صحيح أن همومهم كبيرة وكثيرة .. لكن هذه الهموم لن تحولهم إلى هوام.

نقطة على السطر وقصص ما قبل هذه النقطة عديدة ومنها دفعهم لاستجداء حقوقهم التي استأمنوا المؤسسات الحكومية عليها..

اشتغلوا وكسبوا رزقهم وآمنوا ببلدهم فآثروا تحويل جنى عمرهم إلى وطنهم رغم حداثة عهد مؤسساته المصرفية بداية هذا القرن بالخدمات والتسهيلات، بمقابل عراقة بقية مؤسسات الدولة كافة بالتعقيدات الإجرائية والروتين والثبوتيات والأوراق ..

ثم اشتعلت الحرب في سورية وبدأت التحذيرات لمن كان يحول رواتبه وعقوده من العملة الصعبة إلى الداخل السوري أن غيروا أماكن الإيداع من داخل سورية إلى خارجها.. لكن قلة قليلة هي التي أصغت لهذه التحذيرات، أما الأغلبية فاحتفظت بشقى العمر في مصارف الداخل، خاصة وأن سحوبات المودعين إن احتاجوا إليها كانت تنجز ولو بالحد الأدنى من اليسر والسلاسة..

لاحقاً بات يُحرّم على صاحب أي حساب بال”شوإسمو” في سورية أن يسحب منه أي مبلغ سواء أكان يحتاجه للسفر أو لتسجيل فلذات كبده في جامعة او لعلاج أحد والديه.. تصوروا أن رجلا تغرب عن أهله عشرين عاما ليكفيهم ذل السؤال وعندما مرض أحدهم وقف يتفرج عليه وهو يذوي أمامه لا يستطيع تسديد تكاليف العلاج .. وإن أصرّ فما عليه إلا أن يشتري المبلغ من السوق السوداء ليتحول إن ألقي عليه القبض، وبغمضة عين من وطني إلى مجرم يقوض اقتصاد البلد .. حسابه مليء لكنه مدفوع للمضاربة في السوق السوداء، و فوق ذلك وضع نفسه موضع الشبهات حتى يؤمن احتياجاته خارج القطر.

لن يتهاوى الاقتصاد الوطني ولن يحلق سعر الصرف إن أتيح للمواطن أن يسحب من رصيده الشخصي ما يلبي حاجته ويحفظ كرامته، وليتم الأمر بناء على ثبوتيات صارمة : بطاقة سفر أو تسجيل في جامعة أو إدخال إلى مشفى .

إن التحفظ على مدخرات الأفراد بحجة دعم الاقتصاد هو تقويض لعلاقة الثقة والإيثار التي تحكم المواطن بمؤسساته، وهذه العلاقة هي التي تحمي الاقتصاد ، وإن تقوضت لهي خسارة لا تقدر بثمن، مع أن لها انعكاسات رقمية.. فلا مواطن من بعد هذا الاستحواذ أو القنص سيغذي رصيداً بسنتيم ..

المسؤول أغلق الحنفية فرد المواطن بتحويل تدفق التيار إلى مسرب آخر.

هل نبالغ إن قلنا إن قرارات المؤسسات الاقتصادية محكومة بذهنية الدكنجي الذي يمسك دفتر ديون فردية عليه أن يحصّلها آخر الشهر، عوضا عن عقل استراتيجي يوازن بين الأرباح والخسائر على المدى الطويل؟.

أن يملك السوريون المال على ظهورهم ثم يتسولونه لن يحولهم إلى عيس .. بالعكس؛ تضييق، وقد يلجئهم هذا التضييق إلى ابتكارات صادمة، طالما أن الحاجة أم الاختراع.

أخيرا؛ أنا لا أتحدث عن تصفير الحساب وإغلاقه.. فقط سحب ما يكفي للعلاج أو الدراسة أو يغطي المبلغ المسموح بإخراجه عند السفر .

لتصلك أحدث الأخبار يمكنك متابعة قناتنا على التلغرام
مقالات ذات صلة