أكد وزير الخارجية الروسي، سيرغي لافروف، أن بلاده تستنكر بشدة الضربات “الإسرائيلية” على الأراضي السورية، محذرا أن مثل هذه الإجراءات قد تؤدي لتصعيد حاد في المنطقة بأسرها.
وقال لافروف، خلال مؤتمر صحفي مشترك مع نظيره، فيصل المقداد، عقب لقاء بينهما اليوم الاثنين في موسكو: “أولينا الاهتمام الأساسي لبحث مهمات تحقيق التسوية الشاملة للأوضاع حول سورية بناء على القاعدة المتينة المتمثلة في القرار 2254 لمجلس الأمن التابع للأمم المتحدة”.
وأضاف لافروف بحسب “روسيا اليوم”: “إننا ننطلق من ضرورة ترتيب حوار بناء بين الأطراف السورية خاصة في إطار اللجنة الدستورية والقيام بذلك بشكل ممنهج دون صرف الانتباه إلى التفاهات وبالتركيز على النقطة الأكثر أهمية والتي تكمن في حديث مباشر بين الأطراف السورية مع حضها على التوصل لتوافق بشأن قضية الإصلاح الدستوري دون التدخل من الخارج ودون تحديد أي أطر زمنية مصطنعة”.
وأفاد لافروف بأنه بحث مع المقداد “الأوضاع الإنسانية الخطيرة جدا في سورية”، مبينا: “نحن متفقون على أن الأهمية الأساسية تتمثل خلال المرحلة الراهنة في تقديم مساعدة دولية لدمشق لأغراض إعادة الإعمار في مرحلة ما بعد النزاع بما لا يشمل الرد في المجال الإنساني فحسب وإنما كذلك تنفيذ مشاريع إعادة الإعمار المبكرة للبنية التحتية الاجتماعية الاقتصادية، وهو ما يقضي به القرار 2585 الذي أقره بالإجماع مجلس الأمن للأمم المتحدة”.
وأكد لافروف أن الطرف الروسي يستنكر بشدة “العقوبات غير القانونية أحادية الجانب على سورية، التي تم فرضها من قبل الغرب وتؤدي إلى مزيد من المعاناة بالنسبة للشعب السوري”.
وشدد وزير الخارجية الروسي: “هذه الإجراءات التقييدية، وخاصة في زمن جائحة عدوى فيروس كورونا، غير طبيعية”.
وذكر لافروف: “نحن بالطبع أكدنا تصميمنا على مواصلة جهودنا وجهود من يلتزم بالموقف المشترك معنا لتعبئة دعم المجتمع الدولي لإعادة اللاجئين السوريين إلى ديارهم”.
وحمل وزير الخارجية الروسي الغرب مسؤولية إبطاء هذه الجهود، قائلا: “إننا نرى كيف تجري عرقلة هذه العملية من قبل الدول الغربية”.
وأشار لافروف إلى أن الطرف الروسي أعرب خلال المحادثات عن قلقه “من التهديد الإرهابي النابع عن مناطق البلاد التي لا تخضع لسيطرة الحكومة”.
وأوضح: “أصبح الهجوم الجريء لمسلحي داعش على سجن الحسكة في يناير هذا العام مثالا واضحا لمدى تدهور الأوضاع في المجال الأمني في منطقة الضفة الشرقية لنهر الفرات.
وشدد لافروف: “بالطبع من بالغ الأهمية، لكي تكون لدى الدولة السورية إمكانيات أكبر لصد الهجوم الإرهابي، المساعدة في تعزيز قدرات الجهات المعنية في الجمهورية العربية السورية وإنما كذلك وقف الضربات “الإسرائيلية” المستمرة على أهداف في الأراضي السورية، الأمر الذي نتابعه بشكل دوري”.
وأكد وزير الخارجية الروسي: “إننا نستنكر بشدة مثل هذه الإجراءات، لأنها تنتهك قرارات مجلس الأمن للأمم المتحدة بل قد تسبب تصعيدا حادا للأوضاع في نطاق المنطقة برمتها”.
وأشار لافروف إلى أنه تطرق مع المقداد إلى قضية عودة سورية إلى “أسرة الدول العربية”، موضحا: “أكدنا على أن هذه العملية تتخذ ديناميكية إيجابية”.
وتابع: “آمل في أن الجهود النشطة من قبل دمشق لتطبيع العلاقات مع دول الجوار العربية ستهيئ ظروفا لاستئناف المشاركة الكاملة لسوريا في جامعة الدول العربية في المستقبل القريب”.
من جانبه، اعتبر وزير الخارجية فيصل المقداد أن الاعتداءات “الإسرائيلية” على أراضي سورية تأتي في إطار مساعي “إسرائيل” للدفاع “عن حلفائها الإرهابيين في سورية”.
وشدد المقداد: “لن يتم التسامح مع الاعتداءات “الإسرائيلية” وسيعرفون أنه سيتم الرد عاجلا أم آجلا ونحن قادرون على أن نرد الصاع صاعين”.
كما قال المقداد إن الولايات المتحدة لا تدعم فقط الأجندات الانفصالية بل تواصل الاستثمار في الإرهاب حيث تنقل إرهابييها من سورية إلى مناطق أخرى في العالم لتنفيذ أجنداتها السياسية.