قال أستاذ أمراض القلب في كلية الطب بجامعة تشرين، ورئيس شعبة القثطرة القلبية الوعائية في مشفى تشرين الجامعي إياس الخيّر، إن نسبة إصابة الشباب الذين تقل أعمارهم عن 45 عاماً باحتشاء عضلة القلب تشهد ارتفاعاً واضحاً، حيث تتراوح نسبة المصابين ما بين 8 و15% وفق إحصائيات صادرة عن المستشفيات، مرجعاً ذلك إلى التدخين والحميات الغذائية السيئة، والضغط النفسي الشديد والوضع المادي المتردي.
وأوضح الخير أن النسبة تشير بشكل واضح إلى ازدياد وتيرة إصابة الشباب باحتشاء العضلة القلبية بشكلٍ تصاعديّ، وخاصة في العشرين سنة الأخيرة، بعد أن كانت هذه الأمراض مقتصرة إلى حدٍّ ما على من هم فوق سنة الستين.
وأشار إلى أن احتشاء العضلة القلبية طبياً هو تموّت جزء من القلب نتيجة انسداد أحد الشرايين المغذية لهذا الجزء، والذي يعتبر أحد أهم أسباب الوفاة عالمياً، وأن التدخين يأتي على رأس الأسباب المؤدية لحدوث هذا الاحتشاء، بالتوازي مع اضطراب شحوم الدم الناجم عن العادات والحميات الغذائية السيئة، من دون أن نغفل وجود قصة عائلية وراثية.
وتابع: “الضغط النفسي الشديد والوضع المادي السيئ، وما قد يرافقه من عزوف عن تناول الأدوية اللازمة والضرورية، كلها أسباب تلعب دوراً كبيراً في زيادة حدوث مثل هذه الاحتشاءات وبأعمار صغيرة، بسبب ما يرافقها من إفراز هرمونات الشدة والتقبض الوعائي الشديد، إضافة إلى النظام الغذائي السيئ الذي يفتقر للعناصر الأساسية لبناء الأوعية الدموية السليمة، التي تحافظ على سلامتها، والابتعاد عن ممارسة التمارين الرياضية الدورية والمنتظمة، إضافة إلى سبب مهمّ جداً وهو ظهور أمراض جديدة لم تكن موجودة في السابق، مثل وباء كورونا، الذي أدى لقفزة شديدة بالاحتشاءات القلبية والدماغية والوعائية والرئوية بشكلٍ عام، عند كل الأعمار، سواء الكبيرة أو المتوسطة أو حتى الصغيرة”.
وأضاف أنه “عند الأعمار الكبيرة فالإصابة تنجم بسبب ارتفاع ضغط الدم والسكري والكولسترول، إضافة لأسباب أقل شيوعاً كزيادة قابلية التخثر ونقص فيتامين B12 واضطراب وظيفة الأوعية الدموية الدقيقة وأخيراً التشوهات الوعائية”.