تستعد الدول الغربية لخوض أول اختبارٍ من شأنه أن يحدد مدى استعداد الناس لتأجيل تشغيل التدفئة، في محاولةٍ لتوفير الطاقة وتخفيض ميزانيات الأسر.
الاختبار الذي تحدثت عنه تقارير إعلامية يتمثل بهبوب رياح القطب الشمالي، التي ستهب عبر أوروبا هذا الأسبوع، وفقاً لما ذكرته وكالة “بلومبرغ”.
هذه الموجة “الباردة”، لن تكون الانطلاق الرسمي لموسم التدفئة في القارة العجوز، والذي سيبدأ رسمياً في شهر تشرين الأول/أكتوبر القادم.
وبينت التقارير أن ذلك سيمثل اختباراً واقعياً لنظام استهلاك الطاقة في المنطقة، حيث تحاول الحكومات خفض استخدام الطاقة في جميع جوانب الاقتصاد.
البرد قادم
وتشير التقارير إلى أن درجات الحرارة ستنخفض بشكلٍ كبير، حيث ستكون في لندن أقل من المتوسط بحوالي 5 درجات مئوية.
كما ستنخفض 6.5 درجة مئوية بين عشيةٍ وضحاها يوم 27 أيلول/سبتمبر الجاري.
التقارير ذكرت أن درجات الحرارة ستنخفض أيضاً في مدينة فرانكفورت بألمانيا، أقل من معدلاتها بحوالي 3.5 درجة مئوية في اليوم نفسه.
في حين ستواجه أجزاء من فرنسا وإسبانيا أيضاً درجات حرارة أقل، بمقدار 3-4 درجات عن المعدل الطبيعي لدرجات الحرارة في هذا الوقت من العام.
خطط بديلة
في المقابل، أشارت التقارير إلى أن مشغلي شبكات الطاقة وضعوا بعض الخطط لتجاوز أزمة هذا الشتاء.
لكن مع عدم القدرة على استبدال الحد الأقصى المطلوب استبداله بدلاً من المصادر الروسية، فإن العبء يقع على خفض الطلب من قبل المواطنين، على مصادر الطاقة.
واعتبرت التقارير أن ذلك سيتم طواعيةً من قبل المستهلكين، من الناحية المثالية.
ولكن إذا لم يكن الأمر كذلك فهناك العديد من الخطوات التي يمكن أن تتخذها شركة شبكة الكهرباء.
التقارير كشفت أن أكثر تلك الخطوات تطرفاً هي عمليات إغلاق منظمة، أي “التقنين”.
والذي يتخوف منه الأوروبيون منذ اندلاع الحرب في أوكرانيا ووقف إمدادات الغاز الروسي.
تقنين مرتقب
وبحسب تقاريرٍ سابقة، منها ما نشرته صحيفة “التايمز” البريطانية، فإن دولاً أوروبية قد تطبّق تقنين الكهرباء على نحو 6 ملايين أسرة، بمعدل 8 ساعات يومياً.
ذلك التقنين الذي مهّدت له وسائل الإعلام الغربي من المرجّح له أن يستمر طويلاً.
متسبباً في ارتفاع أسعار الطاقة بشكلٍ أكبر، وترك الناتج المحلي الإجمالي للبلدان أدنى من المتوقع.
كما توقّعت تلك التقارير، التي نُشر معظمها في نيسان/أبريل الماضي، أن يكون الشتاء المقبل عصيباً جداً للمستهلكين والحكومات الأوروبية.
معتبرةً أن التطورات الأخيرة تشير إلى أن أزمة الكهرباء في أوروبا ستكون أكثر صعوبة، خاصةً في ظل حالة عدم اليقين المحيطة بإمدادات الغاز.
تفاقم أزمة موارد الطاقة وتعريض أمن الطاقة الأوروبي للخطر، مخاوف خلقتها الأزمة الأوكرانية من خلال توقف الإمدادات الروسية بسبب العقوبات الغربية.
وتسببت الحرب في أوكرانيا بوقف إمدادات الطاقة الروسية إلى أوروبا، حيث لجأت بعض حكومات الدول الغربية للاعتماد على مصادر من دول أخرى.
في حين بدأ بعضها بالتحضير لاستراتيجياتٍ جديدة توفر لهم مخزوناً لموسم الشتاء المقبل.
ونتيجةً لذلك، تواجه أوروبا نقصاً حاداً في إنتاج الكهرباء ربما يتطور إلى كارثة خلال الشتاء.
كما ارتفعت فواتير الكهرباء إلى الضعف في بعض الدول، مقارنةً بما كانت عليه نفس الفترة من العام الماضي.