في حال كنت تشعرين بالقلق والتوتر والإحباط بدون سبب معلوم، وإذا كنت كذلك تشعرين بالذنب بسبب شهيتك المفرطة وتناولك لأطعمة معينة، وخاصة أصناف الحلويات والمعجنات في الفترة التي تسبق الطمث، فاعلمي أنك لست الوحيدة بل يشاركك ملايين النساء نفس المعاناة.
تعاني معظم النساء من عرض واحد على الأقل من بين الأعراض الكثيرة التي لها علاقة بشكل مباشر بتغير الهرمونات في الفترة التي تسبق الدورة الشهرية.
بعض هذه الأعراض خفيفة وأخرى شديدة، وفي حالات أخرى، يكون الأمر أكثر خطورة ويحتاج إلى علاج طبي.
أعراض متلازمة ما قبل الطمث
تختلف الأعراض التي تعاني منها النساء ومدى شدتها من امرأة إلى أخرى.
فقد تأتي على شكل تقلب في المزاج لدى البعض، أو الشعور بالضيق والتعب والقلق المفاجئ أو الانفعال في أبسط المواقف.
وهناك نوع آخر من الاضطراب الذي يحدث قبل الدورة الشهرية يكون أكثر حدة من متلازمة ما قبل الطمث، يسمى “اضطراب ما قبل الطمث الاكتئابي.
وتتراوح أعراضه الجسدية بين التعب البدني العام إلى الصداع النصفي.
بينما تتضمن أعراضه النفسية التقلب الحاد في المزاج والقلق والعصبية، مما يحرم اللواتي يعانين منه من ممارسة حياتهن اليومية بشكل طبيعي
وفي بعض الحالات، تتطور تقلبات المزاج لتتحول إلى اكتئاب.
وتشير التقديرات إلى أن واحدة من بين كل 20 امرأة تتأثر باضطراب ما قبل الطمث الاكتئابي (PMDD).
الذي يمكن أن يسبب القلق والاكتئاب الشديد لسنوات طويلة ما لم تعالج المشكلة.
وقالت 140 امرأة إنهن شعرن برغبة في الانتحار في الأيام التي سبقت الدورة الشهرية.
وأشارت دراسات إلى أن متلازمة ما قبل الطمث لها علاقة بعوامل وراثية وقد تنتقل من الأمهات إلى بناتهن.
وحام الدورة الشهرية
من المعروف أن الحامل تتوحم وتشتهي تناول أطعمة معينة أثناء فترة الحمل.
ولكن لا يؤمن كثيرون بوحام الحيض أو وجوده أساساً، علماً أنه لا يختلف كثيراً عن وحام الحامل، والمتهم هو واحد: الهرمونات.
ووفقاً لبحث اجرته مجلة البحوث النفسية الجسدية (Journal of Psychosomatic Research)، إذا كنت من بين اللواتي يعانين من دورة شهرية غير منتظمة، فقد تكونين أكثر عرضة للإفراط في تناول الطعام.
وتفسر وسام شعيب، أخصائية أمراض النساء، لموقع ” سي إن إن ” بأنه لكي تبدأ الدورة الشهرية، يجب أن يمر الجسم بثلاث مراحل.
أولها مرحلة تكوين البويضة التي تستغرق بين 4 إلى 15 يوماً، في هذه المرحلة يزداد هرمون الاستروجين المسؤول عن تكوين البويضة.
ثم تبدأ مرحلة الإباضة، التي تدوم مدة 48 ساعة فقط، وفي حال عدم الإخصاب، يبدأ هرمونا الأستروجين والبروجسترون بالإنخفاض، بسبب عدم وجود هرمونات داعمة لهما، فتزول بطانة الرحم السميكة على شكل دم الحيض.
وتضيف شعيب إنه “بسبب الانخفاض الحاد في تلك الهرمونات، يزداد هرمون الدوبامين لدى المرأة، والذي يسبب تغيراً في المزاج واكتئاباً وشعوراً بالإنفعال والعصبية، الأمر الذي يدفعها إلى تناول أطعمة تساعد في زيادة الهرمونات المنخفضة، حتى تلك التي قد لا تستغيسها”.
ازدياد الرغبة بتناول الطعام
أظهرت دراسة أجرتها مجلة ” FASEB ” أن ازدياد رغبة النساء في تناول أطعمة بعينها قبل أو أثناء الدورة الشهرية، تتأثر بالتغييرات في هرمون الستيرويد (مادة كيميائية تزيد من الشعور بالسعادة) الذي يزيد من الرغبة في تناول الكربوهيدرات والسكريات.
ولكن، قد لا تكون هرموناتك هي السبب أوالدافع الوحيد وراء رغبتك في تناول كل الأطعمة التي تقع عينيك عليها، بل علامة من علامات اضطراب ما قبل الحيض الاكتئابي (PMDD)، الذي يحتاج إلى علاج طبي كما يقول الخبراء.
تعويض الحديد المرافق لغزارة الطمث
كما أن الأطعمة الغنية بالحديد اللحوم والخضراوات ذات الأوراق الداكنة والمكسرات والبذور، و الأطعمة التي تحتوي على فيتامين سي، مثل الحمضيات وبعض الخضار، تساعد على امتصاص الحديد عند تناولها جنباً إلى جنب مع الأطعمة الغنية بالحديد.
وتنصح الدكتورة وسام شعيب، بتناول الخضار والفواكه والشوفان التي تعد مصادر جيدة لإمداد الجسم بالطاقة من أجل رفع نسبة الغلوكوز والكربوهيدرات التي يحتاجها الجسم في فترة الحيض، دون الوقوع في فخ السكر الأبيض والحلويات المصنعة.
وتقول شعيب إن أولئك اللواتي يعانين من نقص حاد في الحديد قد يتناولن أشياء غريبة مثل الطين أو الثلج أو الصابون وغيرها من الأشياء.
وذكرت أن إحدى مريضاتها كانت تتناول الخشب والزجاج، مما تسبب لها في انسداد معوي الأمر الذي كان بحاجة إلى علاج فوري.
وتضيف شعيب: “هناك حالات يجب على النساء زيارة الطبيب مثل تورم الحلمتين وخروج إفرازات منها.
وفي هذه الحالة، يقوم الطبيب بإجراء بعد الفحوصات الطبية لها مثل تحليل هرمونات الإباضة (LH ) و ( FSH)، وفي حال وجود خلل ما، تُعطى مضادت حيوية للتخلص من تلك الأعراض أو مسكنات ألم للحالات الأخف”.