عاد الهدوء النسبي إلى العاصمة السودانية، الخرطوم، بعد تجدد الاشتباكات التي أضنت البلاد منذ أكثر من شهرين.
ويسيطر هدوءاً نسبياً على أم درمان غربي الخرطوم بعد اشتباكات أمس، وفقاً لما أفادت به “العربية”.
كما أن الجيش السوداني يقوم حالياً بعمليات تمشيط في أم درمان.
وكانت العاصمة السودانية قد استيقظت يوم جديد من الاشتباكات بين الجيش وقوات الدعم السريع في العاصمة، حيث اندلعت اشتباكات عنيفة في أم درمان مع تحليق مكثف للطيران الحربي.
تجدد التوترات في نيالا
إلى ذلك، تجددت التوترات في نيالا أيضاً بإقليم دارفور غرب البلاد، حيث سمع دوي انفجارات بأحياء وسط وشمال نيالا، عاصمة ولاية جنوب دارفور، التي شهدت على مدى الأسابيع الماضية اشتباكات بين الطرفين المتقاتلين.
إضافة إلى انتهاكات رهيبة أعادت إحياء المخاوف من اندلاع حرب عرقية في هذا الإقليم الزاخر بذكريات اقتتال أليمة.
فمنذ انطلاق الصراع بين الجيش والدعم السريع في منتصف نيسان/أبريل الماضي، تصاعدت المخاوف من تفجر الوضع في دارفور، لاسيما أن الإقليم شهد خلال السنوات الماضية اشتباكات قبلية متقطعة.
حرب أهلية طاحنة
ويزخر هذا الإقليم الشاسع الذي تسكنه قبائل عدة عربية وإفريقية، والمشهور بالزراعة، وتعادل مساحته فرنسا تقريباً، بذكريات أليمة من الحرب الأهلية الطاحنة التي امتدت سنوات، مخلفة آلاف القتلى، فضلاً عن مجازر كبرى بين القبائل، قبل عقدين من الزمن.
فقد اندلع الصراع فيه عام 2003 حينما وقفت مجموعة من المتمردين في وجه القوات الحكومية المدعومة من ميليشيات الجنجويد التي اشتهرت في حينه بامتطاء الخيول، وأدت أعمال العنف إلى مقتل نحو 300 ألف شخص، وتشريد الملايين.
ورغم اتفاقيات السلام العديدة، لا يزال التوتر مستمراً منذ ذلك الوقت كالجمر تحت الرماد، ينتظر شرارة لإيقاظه.
وقد تصاعد العنف بالفعل خلال العامين المنصرمين بشكل متقطع قبل أن يهدأ نسبياً، ليعود إلى الاشتعال ثانية إثر النزاع الذي اندلع بين الجيش والدعم السريع قبل شهرين.