هاشتاغ_ريم صالح
تتجه أنظار عشاق الساحرة المستديرة في العالم اليوم، الأحد، إلى ملعب لوسيل، الذي سيكون مسرحاً للمباراة النهائية في مونديال “قطر 2022″، بين منتخبي الأرجنتين وفرنسا.
مواقع التواصل الاجتماعي تعج بالتوقعات والتكهنات والتمنيات بفوز هذا الفريق على ذاك، وكلٍّ يغلف أمنياته ورغباته بأحقية فوز فريقه على الفريق الخصم.
مشجعون يتوقعون
يرى علي، وهو مشجع إيطالي، أن “فرنسا أفضل نسبياً، تشكيلتها أثبت ولم تتعرض لهزات، ولدى فرنسا – حسب قوله – عناصر قوة دفاع قوي وحارس ممتاز، في حين تملك الأرجنتين ألفاريز هو لاعب مهم، والأهم هو ليونيل ميسي.”
فيما يتوقع أدونيس، وهو مشجع هولندي أن تكون المباراة 50 ب 50، مع ميل الكفة بجهة الأرجنتين “وأتمنى ذلك، لأنهم يمتلكون دفاعاً قوياً، هم قادرون على تسجيل الأهداف، الأهم أن يبقى الدفاع متماسكاً” على حد قوله.
ويعول أيهم، مشجع أرجنتيني، على لقطة إعجازية من ميسي، مع استبسال الفريق من الناحية البدنية.
خبير يتحدث
وصول الفريقين إلى نهائي كأس العالم لم يكن محض صدفة أبداً، بل هو وصول منطقي حسب ما يقول المحلل الرياضي هاني سكر لموقع هاشتاغ،
ويوضح: امتلك الأرجنتين عناصر فردية كانت بالمستوى العالي جداً “ليونيل ميسي وجوليان ألفاريز”، بالمقابل كان منتخب فرنسا ممتاز بشكل جماعي خلال هذه البطولة، وأضاف سكر: “وصل الأفضل والأقل أخطاء لنهاية هذه البطولة.”
نقاط القوة والضعف
يمتلك المنتخبان عناصر قوة، وفي الوقت نفسه هناك نقاط ضعف قد تسبب عائقاً في وجه تحقيق اللقب.
وعن ذلك تحدث سكر، “النقطة الأهم لمنتخب فرنسا هي الثقة والخبرة التي يملكها هذا المنتخب، الذي كان في نهائي يورو 2016 ونهائي مونديال 2018 وتوج به كما فاز بدوري الأمم الأوروبية.”
ويكمل سكر، بالتالي هناك خبرة كبيرة أصبحت موجودة لدى مجموعة من اللاعبين، الذين أصبحوا القادة بالنسبة للمنتخب الفرنسي، ويلعبون بثقة عالية جداً في كل المباريات.
وأشار سكر، إلى أن منتخب فرنسا قوي جماعياً ودفاعياً، ويملك بالمرتدات أسلحة ممتازة مثل مبابي، وغريزمان “المايسترو” بالنسبة للمنتخب الفرنسي، أما مشكلة المنتخب الفرنسي في هذه البطولة، فهي أنه يبالغ أحياناً في الدفاع، خاصة حين يتقدم بالنتيجة، ويترك مساحات كبيرة للمنتخب الخصم كي يضغط من خلالها ويضيع فرص للعودة إلى اللقاء، لا يدرك المنتخب الفرنسي كيفية حسم المباراة بسهولة أكثر، كل المباريات دائماً تكون مجهدة للفريق.
أما عن نقاط قوة منتخب الأرجنتين، بيّن سكر، أنه يمتلك الأسلحة الهجومية الممتازة جداً، حتى دفاعياً لديه أسماء أفضل بكثير من المونديالات السابقة، على الأقل آخر 3 أو 4 بطولات، في حين تكمن مشكلة منتخب الأرجنتين بأنه لا يسيطر تماماً على كل المباريات، الأسماء الموجودة في الوسط معظمها بنزعة دفاعية باستثناء إينزو فيرنانديز، الذي يقدم بطولة ممتازة.
وأضاف سكر، إذا كان غريزمان هو مايسترو فرنسا ف فيرنانديز هو مايسترو الوسط بالنسبة للمنتخب الأرجنتيني، لكن تبقى لديه ذات المشكلة، إذا واجه وسط قوي، فمن الصعب جداً أن يسيطر على المباراة.
تكتيك المدربين
عادة ما تحسم الأمور في هكذا مباريات، تكتيكات المدربين والتفاصيل التي يرونها مناسبة. ويشير سكر إلى أن مواجهة سكالوني وديشامب هي من النمط الكلاسيكي للمواجهات، التي نتحدث فيها عن المدرب صاحب الخبرة الكبيرة، والمدرب صاحب التجربة الشابة الجديدة، لأن سكالوني لم يملك أي تجارب مميزة قبل تدريب الأرجنتين في كأس العالم، في الوقت الذي نتحدث فيه عن ديشامب، الذي كان قبل 18 عاماً يدرب فريق موناكو في نهائي دوري أبطال أوروبا، وموجود مع منتخب فرنسا منذ 10 سنوات.
ويتابع سكر، لكن إذا نظرنا بالسنوات الأخيرة، نجد أن كفة الشباب ترجح دائماً على كفة الخبرة، ديشامب ثابت جداً على تشكيلته وطريقة اللعب، في حين أن سكالوني غير طريقة اللعب عدة مرات خلال البطولة كان يلعب بثلاثي أو رباعي في الخلف، وكان يلعب بثلاث مهاجمين أو بمهاجمين اثنين.
ويضيف سكر، بالتالي هناك فارق في الثبات نوعاً ما لصالح ديشامب أكثر من سكالوني، بذات الوقت بالرؤية المتجددة التي أظهرها حتى الآن سكالوني، من الممكن بأن يكون منافساً قوياً جداً للمدرب الفرنسي في هذه المباراة.
ويرى سكر، أن أهم التفاصيل التي ستحسم المباراة، تكمن في كيفية التعامل مع ليونيل ميسي والمساحة التي يشغلها بانطلاقاته في العمق.
ويضيف، كان منتخب فرنسا أمام المغرب بغياب رابيو سيئاً جداً بعمق الوسط، خاصة في المنطقة التي كان يشغلها فوفانا للعب، فهو لم يتمكن أبداً من تعويض رابيو، ووجوده في هذه المباراة يمكن أن يمنح ميسي المزيد من المساحة، والمفتاح الأساسي لمنتخب فرنسا كي يفوز، هي أن لا يمنح ميسي الكثير من المساحات.
الجزئية الأصعب
ويكمل سكر، التعامل مع ميسي هو دائماً الجزئية الأصعب، لأنه من الصعب أن تلغي خطورة ميسي، الهدف الأساسي هو أن تحد من خطورته، أيضاً هناك جوليان ألفاريز لاعب مميز ومفتاح مهم بالنسبة لمنتخب الأرجنتين.
وأوضح سكر، أن المنتخب الأرجنتيني بالمقابل مطالب بالتعامل مع كيليان مبابي لأنه مفتاح الخطورة بالنسبة لفرنسا، وقبل 4 سنوات بمواجهة المنتخبين، كان مبابي هو من يحدد مسار المباراة، وبالتالي هو بحاجة لمواجهة لاعب من هذه النوعية، من هذه السرعة، وربما تكون طريقة اللعب بثلاثية من الخلف هي الأفضل، حتى يكون هناك مزيد من اللاعبين يواجهون مبابي من الجهة اليسرى بالنسبة للمنتخب الفرنسي.
التشكيلة الأمثل
وعن التشكيلة الأمثل، قال سكر: ستتحدد هذه التشكيلة بحسب وضعية اللاعبين الفرنسيين، سمعنا عن العدد الكبير من الإصابات داخل منتخب فرنسا بفايروس “MERS” أو ما يعرف بفايروس “الإبل”، هناك 5 غيابات حتى الآن عن التمارين ونحن بانتظار الساعات الأخيرة قبل بدء المباراة، حتى نعرف تماماً كيف سيكون شكل المنتخب الفرنسي.
أما عن المنتخب الأرجنتيني، أشار سكر، إلى إمكانية اللعب بذات التشكيلة التي كان فيها بمباراة نصف النهائي، سيكون هناك باريديس في الوسط، دي باول أيضاً، كما سيكون هناك إنزو فيرنانديز.
مواجهة المدربين
ويرى سكر، أن سكالوني يميل نوعاً ما إلى النزعة الواقعية من خلال هذه المواجهة، وفي حال كانت كل الأسماء جاهزة في منتخب فرنسا، أي في حال عودة رابيو إلى الوسط، يقول سكر: أتوقع أن يلعب ديشامب بطريقة “4 2 3 1” التي شاهدناها بكل مراحل البطولة، وتقريباً بذات الأسماء التي خاضت مباراة المغرب، ماعدا فقط عودة رابيو مكان فوفانا، وهي التشكيلة المفضلة بالنسبة لديشامب.
حكم المباراة
يدير دفة المباراة النهائية الحكم الدولي البولندي سيمون مارتشينياك الذي قام الفيفا بتعيينه لقيادة نهائي كأس العالم، فهل سيكون للاعتبارات القارية دور في هذه المباراة؟، عن ذلك تحدث سكر، إن اختيارات الحكام من المسائل المثيرة للجدل في كل البطولات.
مضيفاً، أعتقد أن الموضوع هنا ليس مشكلة قارية “كحكم أوروبي”، حيث شاهدنا الكثير من المرات السابقة، التي كان فيها حكم من قارة يحكم منتخب من ذات القارة في نهائي المونديال، بالتالي لا أعتقد أن الأمر سيؤثر بشكل كبير.
وأكمل سكر: الحكم هو أيضاً موظف، بالتالي يبحث دائماً عن تحقيق المعايير الوظيفية بشكل جيد، كما يتقن عمله ويحصل على علامات عالية كي يستمر دائماً بتحكيم المباريات الكبيرة، بالتالي هناك مصلحة شخصية وكبيرة جداً بالنسبة للحكم، وهو يخوض المباراة الأهم على مستوى العالم، نهائي المونديال، لذا لا أعتقد بأن الاعتبارات القارية تحمل أي تأثير في هذه المواجهة.
قضية بنزيما
وشهدت الساعات الأخيرة، احتمالات وتكهنات بعودة بنزيما لصفوف منتخب الديوك، ومشاركته في المباراة النهائية، إلا أن تعاطي ديشامب مع موضوع بنزيما أثار الجدل، ويصف سكر أسلوب ديشامب في التعامل مع قضية بنزيما ب”الغريب” بعض الشيء.
وبيّن سكر، أن المدرب قام بتحييد اللاعب تماماً عن المنتخب، ولم يعطِ أي أهمية لتواجده، ولا حتى كلاعب يساند الفريق معنوياً ونفسياً قبل نهائي البطولة.
وتابع، حتى حين سئل في المؤتمر الصحفي الخاص بالمباراة النهائية عما إذا كان سيستعين ببنزيما لدفع اللاعبين معنوياً قال بأنه ليست مهمته التفكير باللاعبين المصابين.
وأكمل سكر، يبدو أيضاً أن بنزيما متأثر بهذا الأمر، وهذا ما شاهدناه في العديد من المواقف على مواقع التواصل الإجتماعي، العلاقة بين ديشامب وبنزيما كانت أساساً متوترة لوقت طويل جداً، ويبدو أن التوترات القديمة مازالت حتى الآن موجودة بين الاثنين
لا وجود للحرب النفسية
ويستبعد سكر أن تكون الإصابات في منتخب فرنسا هي نوع من الحرب النفسية، قائلاً: كان هذا الأسلوب يستعمل بشكل كبير جداً في السابق، لكن في عصر السوشال ميديا قل أثر هذه المعطيات، حيث أصبحت المنتخبات تعرف أن كل شيء يسرب للإعلام، بالتالي لم يعد من الممكن إخفاء أي شيء.
وأكد سكر أنه كانت هناك تحذيرات كبيرة من فايروس “MERS” أو فايروس “الإبل”، قبل حوالي أسبوع أو 10 أيام، فهو بدأ بالانتشار بين بعض الجماهير، ويبدو أنه انتقل بسرعة ووصل للاعبي المنتخب الفرنسي.
وأشار سكر، إلى غياب لاعبين فرنسيين عن التدريب يوم الجمعة، ولا يعتقد أن هناك مدرب كان يتمنى أن يخسر لاعبيه قبل يومين فقط من المباراة الأهم نهائي كأس العالم، لذا في الغالب الأمر أكبر من موضوع حرب نفسية، منتخب فرنسا فعلاً يعاني من مشكلة كبيرة جداً قبل المباراة النهائية، على حسب تعبيره.
تأثير الجمهور
يعول الكثير من الأرجنتينيين على عامل اللاعب رقم 12 “الجمهور”، وهو ما أكده سكر خلال حديثه، مشيراً إلى أن معظم الإحصائيات تقول بأن نسبة جمهور فرنسا ستكون حوالي 10 بالمئة فقط، من الجمهور المتواجد في ملعب لوسيل.
وبالتالي، النسبة الكبيرة جداً ستأتي كي تؤازر ليونيل ميسي وتسانده في مباراته الدولية الأخيرة، وحلمه بتحقيق كأس العالم وختام مسيرته مع منتخب الأرجنتين بهذا اللقب.
ويشير سكر، إلى أنه خلال الأسئلة الصحفية للوريس قائد منتخب فرنسا، كان يسأل بشكل مستمر عن ميسي ومواجهة ميسي والضغوط الموجودة نتيجة هذه المواجهة، لذا يبدو بأن التأثير سيكون كبير على المنتخب الفرنسي.
ولفت سكر إلى سؤال وجهه لحديث أحد الصحفيين لحارس المنتخب الفرنسي لوريس، عندما قال له “أنتم تواجهون العالم، لأن العالم بأكمله يريد أن يتوّج ميسي باللقب”، بالتالي يرى سكر أن هذه الأمور بالتالي سيكون لها تأثير كبير جداً لتحفيز منتخب الأرجنتين، والضغط على فرنسا.
صعوبة التوقع
هل من الممكن التوقع أي من الفريقين سيحصل على اللقب؟، يقول سكر: هي مباراة يصعب التوقع بها، إلا أن معرفة تشكيلة منتخب فرنسا وكيف سيدخل هذه المواجهة، بالإضافة إلى الحالة الصحية بالنسبة للاعبين، من الممكن أن تجعل التوقع أسهل، على حسب تعبيره.
وأضاف: إذا كان المنتخب الفرنسي سينزل بتشكيلته الكاملة مع وجود رابيو وأوباميكانو وفاران بالخلف، أعتقد بأن الكفة تميل لفرنسا بعض الشيء، لكن إذا كان هناك غيابات، تحديداً لرابيو ولوكاس هيرنانديز، فالأمور ستكون صعبة جداً بالنسبة للمنتخب الفرنسي.
الألقاب الفردية
ومع تساوي ميسي ومبابي في عدد الأهداف المسجلة، كذلك ألفاريز وجيرو، فمن منهم سيكون قادراً على تحقيق الأرقام الفردية؟، قال سكر: ستنعكس المواجهة الجماعية بشكل كبير على الأرقام الفردية.
وأكمل: من سيتفوق منتخبه بهذه المباراة أعتقد بأنه سيقوده للتتويج، سواء ميسي أو مبابي، بالتالي يكون التتويج الفردي مرتبط بالجماعي.
مونديال ممتع
وأشار سكر، إلى أن مونديال قطر واحد من أفضل البطولات التي شاهدناها، لم نسمع أي شكوى تنظيمية من أي من المنتخبات، وشاهدنا أيضاً الفرصة بالنسبة للمشجعين لمتابعة مبارتين أو 3 مباريات في يوم واحد من أرض الملعب، نتيجة تقارب المسافات.
ومن الناحية الفنية، أشار سكر إلى أن هذا المونديال، أظهر أن لعب البطولة في الشتاء فرصة لنشاهد مستوى فني أعلى، لأن اللاعبين وصلوا البطولة بحالة بدنية ممتازة، عكس حالة نهاية الموسم، حين تكون العديد من الأندية قد توقفت قبل بطولة كأس العالم بفترة طويلة.
وأضاف، دخل اللاعبون هذه البطولة بجاهزية عالية، على الرغم من أننا خسرنا العديد من اللاعبين نتيجة الإرهاق والإصابات.
ووصف سكر مونديال قطر 2022، بأنه مونديال مُلبي للطموح، وممتع بمعظم مبارباته التي كان من الصعب حسمها، كما أن نسبة قليلة جداً فقط من المواجهات انتهت بفارق كبير، عكس العديد من المونديالات الماضية.
وبالتالي، فإن مونديال 2022 كان ناجح من الناحية الفنية بشكل أساسي، ونجحت قطر بأن تتفادى الصعوبات الكبيرة التي كانت تواجهها في تنظيم المونديال الحالي.