تسعى عواصم عربية الى اعادة ترتيب ساحاتها خوفاً من تمدّد الأزمات. ولا يمكن ان يتم الترتيب من دون دمشق.
وكانت جمهوريّة مصر من الدول التي أبقت خيوط التواصل مع السوريين، ودولة الإمارات لم تقطع علاقاتها مع دمشق، والمملكة الهاشمية الأردنية حافظت على تنسيق أمني مع السوريين خلال سنوات مضت بعد إقفال غرفة الموك. لكنهم قرروا أن يتقدموا علناً في تطوير علاقاتهم مع الجمهورية العربية السورية، ويتصدروا الدول العربية في إعادة إحتضان دمشق بكل اتجاه سياسي وإقتصادي.
يُمكن القراءة في حجم الخطوات التي تشهدها الامارات العربية المتحدة حالياً: توقيع اتفاقيات مع هيئات اقتصادية سوريّة، اقامة يوم سوري في “إكسبو دبي”، نشاط الرحلات الجويّة بين دمشق ودبي التي تقل رجال اعمال سوريين وإماراتيين.
كما يمكن الإستناد الى حجم المشاريع التي تخطط اجراءها أبو ظبي في دمشق، وقد ظهر منها مشروع بناء محطة كهربائية. فماذا سيظهر بعد؟ هناك مصلحة سورية-خليجية مشتركة لاعادة اعمار سوريا. سبق وردّدت عواصم دولية كلاماً مفاده ان الدول الخليجية وحدها قادرة على المساهمة في اعادة اعمار ما هدّمته الحرب في سوريا.
توحي كل المؤشرات بحسب موقع النشرة أنّ دولاً عربية قررت التوجه حصراً الى سوريا، وإعتبار لبنان تحصيل حاصل نتيجة قناعة عربية تكوّنت “أن ضبط اوضاع لبنان يتم عبر دمشق”.
فهل الهدف هو بإعادة التجربة الماضية في ادارة السياسة اللبنانية عبرها؟ لا يحتاج الأمر الى تواجد سوري في لبنان، بل الى تفويض عربي للسوريين لضبط الساحة اللبنانية.
لكن دمشق لم تبدِ أي رغبة بلعب دور في لبنان.
تركّز هي على معالجة ازماتها الميدانية والاقتصادية بعد حرب طويلة وشاقة، وتتفرّغ حالياً لإستعادة أراضيها شمالاً وشرقاً حيث تتوافر موارد الدولة هناك في الزراعة والثروات الطبيعية التي تشكّل استعادتها نهضة اقتصادية للدولة السورية.