بينما يستمر الجيش الإسرائيلي في عملياته العسكرية في شمال غزة، يُثار الجدل حول أهداف تلك العمليات وتكتيكاتها.
وفي الوقت الذي يسعى فيه الجيش إلى إخلاء المنطقة وفرض حصار على جباليا، تتصاعد المخاوف بشأن تدهور الأوضاع الإنسانية مع عدم وصول المساعدات وازدياد عدد الضحايا.
خطة الجنرالات
تشير تقارير إعلامية إلى أن العمليات العسكرية التي بدأها الجيش الإسرائيلي في شمال قطاع غزة تستهدف إخلاء المنطقة وإعادة احتلالها، مع تنفيذ ما وصفته التقارير الإعلامية بـ”خطة الجنرالات”.
ومع ذلك، يرى خبراء عسكريون أن ما يجري حتى الآن هو قصف عشوائي دون وجود خطة واضحة.
تكثيف العمليات العسكرية
خلال الأيام القليلة الماضية، كثف الجيش الإسرائيلي عملياته الجوية والبرية في شمال غزة، حيث قامت قواته بتطويق مدينة جباليا والمناطق المحيطة بها.
كما أغلقت الطرق وواصلت القصف المكثف، مما حال دون وصول المساعدات الإنسانية إلى المناطق المتضررة، وفقًا لجهاز الدفاع المدني في القطاع المحاصر.
وتتمثل الأهداف المعلنة للجيش الإسرائيلي في تدمير “القدرات العملانية” لحركة “حماس”، بعد أن أشار إلى أن الحركة تحاول إعادة تجميع قواتها في جباليا بعد معارك مستمرة منذ عام.
وعلى هذا الأساس، طلب الجيش من السكان إخلاء المنطقة للابتعاد عن المواجهات.
الحصار على جباليا
نقلت وكالة الصحافة الفرنسية عن محللين قولهم إن الجيش الإسرائيلي يسعى لفرض حصار كامل على جباليا حتى استسلام مقاتلي حماس.
وقد بدأ الجيش الإسرائيلي تطويق المدينة منذ الأحد، وشملت العمليات أحياء مجاورة.
وذكرت المصادر أن الوحدة 162 التابعة للجيش الإسرائيلي تقوم بعمليات مصادرة أسلحة واشتباكات مع المقاتلين الفلسطينيين.
وفي هذه الأثناء، أعلن الدفاع المدني في غزة أن القصف الجوي المستمر أسفر عن استشهاد عشرات الأشخاص، فيما زعم الجيش الإسرائيلي أنه قتل 20 مقاتلاً على الأقل.
رد المقاومة الفلسطينية
في المقابل، أكدت “كتائب القسام”، الجناح العسكري لحركة حماس، أن عناصرها يشتبكون مع القوات الإسرائيلية في مخيم جباليا ويستهدفون الجنود والدبابات.
كما أعلنت كتائب المقاومة الفلسطينية الأخرى أنها تواصل استهداف الجنود الإسرائيليين في محاولات لصد الهجوم.
إخلاء السكان وتفاقم الأوضاع الإنسانية
في إطار العمليات المكثفة، أصدر الجيش الإسرائيلي تحذيرات على وسائل التواصل الاجتماعي لسكان بلدات بيت لاهيا وجباليا وبيت حانون بضرورة إخلاء منازلهم والانتقال إلى جنوب غزة.
وقال المتحدث باسم الجيش إن العمليات العسكرية تزداد شدة في تلك المناطق.
في غضون ذلك، أصدرت وزارة الصحة في غزة نداءً عاجلاً إلى المجتمع الدولي لإرسال وقود إلى القطاع، محذرة من أن المستشفيات قد تتوقف عن تقديم الخدمات بسبب نقص الوقود.