الخميس, ديسمبر 12, 2024
- إعلان -spot_img

الأكثر قراءة

الرئيسيةالواجهة الرئيسيةفي تركيا.. العنصرية تأخذ أشكالا جديدة: السوريون يهددون الأمن القومي و"الصفيحة العربية"...

في تركيا.. العنصرية تأخذ أشكالا جديدة: السوريون يهددون الأمن القومي و”الصفيحة العربية” تهدد “صفيحة الأناضول”

لم تكن الكارثة التي خلّفها الزلزال المدمّر في تركيا، خلال الأسبوعين الماضيين، كفيلةً بإسكات الأصوات المناهضة للاجئين.

 

وعلى العكس استغل سياسيون وأحزاب عرفت منذ زمن بهذا الجانب تفاصيل المآساة، لتستأنف خطابها بحملات استهدفت أولاً الوجود السوري، ومن ثم اتجهت لبث “جرعة مضاعفة” لم تقتصر على فئة دون غيرها.

 

في مقدمة هؤلاء السياسيين، أوميت أوزداغ الذي يتزعم حزب “النصر” المعارض.

 

وبينما زعم في الأيام الأولى للكارثة أن السوريين “يقدمون على أعمال سرقة ونهب” ويهددون “الأمن القومي” تجاوزت تغريدة “صادمة” لإحدى أفرع حزبه عبر موقع التواصل “تويتر” الحدود.

 

وجاء في التغريدة أن “سبب زلزال كهرمان مرعش هو الصفيحة العربية التي تدفع صفيحة الأناضول. كانت الصفيحة العربية تدفع صفيحة الأناضول منذ حوالي 10 ملايين سنة”.

 

ويشكل جنوب تركيا نقطة التقاء 3 صفائح تكتونية من قشرة الأرض هي الصفيحة العربية وصفيحة الأناضول وإلى الشرق الصفيحة الأوراسية.

 

وأضافت التغريدة بعدما نشرها فرع الحزب في مدينة بورصة: “من ناحية الغزاة السوريون ومن ناحية أخرى الصفيحة العربية. لسوء الحظ هذا قدر هذه الجغرافيا”.

 

ولسنوات عُرف أوزداغ وحزبه بمعاداته للاجئين في البلاد، وخاصةً السوريين، ومع ذلك أثارت الفكرة التي احتوتها التغريدة الأخيرة واللهجة الخاصة بها “صدمتين”، الأولى في الشارع التركي، والثانية لدى السوريين والعرب.

 

الصيد في الماء العكر

 

ويرى مراقبون أن الخطاب الذي أثاره الحزب وزعيمه خلال الأيام الماضية من الكارثة وبينما يقابله آخر مضاد يعتمد على دحض الروايات الكاذبة وملاحقة مثيري “الاستفزازات”، تقف وراءه “مخاطر وأهداف”.

 

في غضون ذلك أشار تقرير نشرته صحيفة “بيرغون”، يوم الأربعاء، إلى أن “الجماهير التي فُقِرت وحُرمت من المستقبل بسبب الأزمة وخاصة جيل الشباب، الذين يتم تسييسهم عبر الإنترنت، تستوعب بسهولة هذا الخطاب وتشكل الأساس الذي تقوم عليه الشعبوية اليمينية”.

 

ويضيف التقرير : “أوزداغ وحزبه يزورون الحقيقة باستمرار، وينتجون الأكاذيب بسرعة ويطرحونها في التداول. لا يهم كثيراً إذا تبين أن ما يقوله كذب. هناك شريحة من الجماهير تصدّق الكذبة لأنهم يريدون تصديقها”.

 

ينشط أوزداغ بشكل أساسي عبر موقع التواصل الاجتماعي “تويتر”، والذي يتابعه فيه قرابة مليوني مستخدم، بالإضافة إلى وسائل الإعلام ذات النفس المعارض، والتي باتت تستقبله بصورة كبيرة، خلال الأشهر الماضية، نظراً لحالة الجدل التي بات يثيرها بشكل شبه يومي.

 

وكان السياسي قد اتجه، خلال الأيام الماضية من كارثة الزلزال، إلى نشر تسجيلات مصورة من داخل شوارع المدن المنكوبة، وفي حين حاوّل إثبات الحضور على أرض الواقع.

 

وركّز على مزاعم تتعلق بالسوريين، وأنهم “يقومون بأعمال نهب وسرقة”، و”يتدفقون من الحدود”، وهو ما انعكس على كثيرين، وأسفر عن حوادث اعتداء.

 

وفيما يتعلق بتغريدة “الصفيحة العربية والغزاة السوريين” وبعدما أثارت جدلاً وصدمة أقدم فرع حزبه في بورصة على حذفها بعد ساعات، ونشر رداً جاء فيه: “لماذا يتم اتهامنا بالعنصرية؟ إنها حقيقة علمية أن (الصفيحة العربية) ضغطت الأناضول لملايين السنين وتسببت في الزلازل. هذا هو الاسم الدولي لتلك الصفيحة”.

 

وكان رئيس دائرة الاتصال بالرئاسة التركية فخر الدين ألطون قد حذّر في سلسلة تغريدات، قبل أيام من انتشار المعلومات المضللة عقب الزلزالين اللذين ضربا لواء إسكندرون “ولاية هاتاي” جنوبي تركيا، وسوريا

 

وقال ألطون إن هذه الأنشطة “تهدف إلى التأثير سلباً على مكافحة الكارثة”، داعياً المواطنين إلى عدم الاعتماد على الشائعات والمعلومات غير الموثوقة المنتشرة على مواقع التواصل الاجتماعي قبل التأكد من المعلومات الدقيقة منها عبر القنوات الرسمية.

 

وقبله خرج وزير الداخلية التركي، سليمان صويلو بخطاب قال فيه: “حين يحدث الزلزال تتهم المعارضة السوريين بالسرقة والاغتصاب والنهب. نحن كلنا هنا متضررون من الكارثة”.

 

كما أعلنت المديرية العامة للأمن في تركيا، في 13 شباط/فبراير الحالي، عن اعتقالها 14 شخصاً من مجموع 56 مطلوباً يُتهمون بنشر إشاعات حول الزلزال الأخير الذي ضرب سوريا وتركيا، مشيرةً إلى أن الشرطة تتعقب بقية المطلوبين.

 

وجاء في بيان صحفي نشرته المديرية عبر موقعها الرسمي أنها أطلقت “دوريات افتراضية” على الإنترنت على مدار الساعة وطوال أيام الأسبوع، لملاحقة هذا النوع من الجرائم الإلكترونية.

 

في المقابل يعتقد الباحث المختص بالشأن التركي، محمود علوش أن “تصاعد خطاب العنصرية ضد اللاجئين في تركيا ناجم بشكل أساسي عن حالة اجتماعية تتغذى من الاستقطاب السياسي بشكل كبير”، وأن “هذا الاستقطاب مرتبط بالانتخابات من جانب والظروف الاقتصادية من جانب آخر”.

 

ويقول علوش لموقع “الحرة”: “مما لا شك فيه أن خطاب العنصرية استفاد خلال السنوات الماضية من الاضطرابات الاقتصادية التي عانتها تركيا، بينما تم تحميل الوجود السوري جزء من المسؤولية”.

 

ويضيف أنه في الوقت الحالي “يستفيد هذا الخطاب من تداعيات الزلزال المدمر لتغذية النزعة العدائية ضد السوريين”.

 

ويضيف الباحث أن “الخطاب الإعلامي الذي تتبناه الشخصيات المناهضة للاجئين وإن كنا ننظر إليه أنه يبدو سخيفاً من حيث المحتوى، إلا أنه يلعب دوراً كبيراً في تعزيز الرأي العام المناهض للوجود السوري في تركيا”.

 

لتصلك أحدث الأخبار يمكنك متابعة قناتنا على التلغرام

مقالات ذات صلة