أبدت فرنسا استعدادها للمساعدة على فك الحصار عن ميناء أوديسا، في اوكرانيا.
ومن أهم تلك العوائق إقناع روسيا بتخفيف حصارها على الموانئ الأوكرانية، وإقناع كييف بإزالة الألغام التي زرعتها،
ثم إقناع شركات الشحن والتأمين بأنّ الممرات آمنة للاستخدام.
الحرب وشبح الأزمة
وأدت الحرب الروسية_ الأوكرانية في شباط/ فبراير، إلى توقف صادرات الحبوب الأوكرانية عبر البحر الأسود،
ما أثار شبح أزمة غذاء عالمية.
وقال مستشار للرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون: “نحن في تصرف الأطراف لبلورة عملية تتيح الوصول إلى ميناء أوديسا
في شكل آمن، أي تمكين السفن من العبور رغم وجود ألغام في البحر”.
وقالت منظمة الأغذية والزراعة التابعة للأمم المتحدة (الفاو) إن أزمة جوع مزمنة قد تؤثر على نحو 19 مليوناً آخرين
حول العالم على مدى العام المقبل بسبب نقص صادرات القمح وسلع غذائية أخرى من أوكرانيا وروسيا.
عقبات الموافقة!
ورغم العرض الفرنسي، هناك عقبات كبيرة تقف في طريق إتمامه وإتمام خطة للأمم المتحدة لشحن الحبوب من أوكرانيا.
وكانت تركيا قالت، الأسبوع الماضي، إنّ خطة الأمم المتحدة لإقامة ممر بحري لصادرات الحبوب الأوكرانية، تشرف عليه أنقرة، “معقولة”.
لكن الأمر يتطلب مزيداً من المحادثات مع موسكو وكييف لضمان سلامة السفن.
وتريد الأمم المتحدة من الجانبين، وكذلك من جارتهما في الحدود البحرية بالبحر الأسود، تركيا العضو في حلف شمال الأطلسي، الاتفاق على ممر.
وتضيق المساحة الزمنية وينفد الوقت مع عدم وجود مساحة تخزين كافية لموسم الحصاد القادم في أوكرانيا ابتداء من نهاية تموز/ يوليو.
خطة الأمم المتحدة
وصف وزير الخارجية التركي مولود جاويش أوغلو اجتماع الأربعاء الماضي مع نظيره الروسي سيرغي لافروف بأنه مثمر، لكنه قال إن هناك حاجة لمزيد من المحادثات.
وقال لافروف إن مسؤولية حل مشكلة شحن صادرات الحبوب الأوكرانية تقع على كييف من خلال تطهير موانئها من الألغام.
وأضاف أنها إذا فعلت ذلك، فستضمن روسيا ممراً آمناً للشحن بمساعدة تركيا.
لكن كييف تقول إنها بحاجة إلى “ضمانات أمنية فعالة” قبل أن يكون ممكناً لها بدء أعمال الشحن، معربة عن مخاوفها من أن موسكو قد تستخدم الممر المحتمل في مهاجمة ميناء أوديسا.
وقال مدير اتحاد الحبوب الأوكراني، سيرهي إيفاشينكو، الأربعاء، إن إزالة الألغام الموجودة في موانئ أوكرانيا على البحر الأسود هي عملية قد تستغرق ما يصل إلى شهرين أو ثلاثة أشهر.
كما أنه ينبغي مشاركة القوات البحرية التركية والرومانية فيها.
عقبات أخرى
حتى إذا تم التوصل لاتفاق، فمن المرجح أن تكون تكلفة التأمين لأي سفينة تعبر في ممرات الشحن بالبحر الأسود مرتفعة للغاية، حسبما تتوقع “رويترز”.
وأصبح الوضع أشد إلحاحاً بسبب نقص مساحة تخزين الحبوب في أوكرانيا.
ومن الممكن لمحصول 2021 استنفاد ما يصل إلى 35 في المئة من إجمالي سعة التخزين في أوكرانيا البالغة 61 مليون طن عندما يحل موعد الحصاد الجديد اعتبارا من تموز/ يوليو، وفقاً لمركز الأبحاث “إيه.بي.كيه-إنفورم”.
الشحن براً.. مستحيل؟
تعمل منظومة السكك الحديدية الأوكرانية بمعايير ومقاييس مختلفة عن الجيران الأوروبيين مثل بولندا.
لذلك يتعين نقل الحبوب إلى قطارات مختلفة على الحدود التي لا يوجد فيها كثير من مرافق النقل أو التخزين.
وتكثف كييف أيضاً جهودها للشحن عبر ميناء كونستانتا الروماني على البحر الأسود.
لكن، اعتباراً من منتصف أيار/ مايو، لم يمر سوى حوالي 240 ألف طن من الحبوب أي واحد بالمئة من الكمية العالقة في أوكرانيا.
وتتضمن إعادة توجيه الحبوب إلى رومانيا النقل بالسكك الحديدية إلى الموانئ على نهر الدانوب.
بالإضافة إلى تحميل الشحنات على المراكب للإبحار نحو كونستانتا، وهي عملية معقدة ومكلفة.
الحبوب العالقة في أوكرانيا
الحبوب واحدة من الصناعات الرئيسية في أوكرانيا، حيث بلغ إجمالي قيمة صادراتها 12.2 مليار دولار عام 2021،
وتمثل ما يقرب من خُمس صادرات البلاد.
وقبل الحرب، كانت أوكرانيا تصدر 98 في المئة من الحبوب والبذور الزيتية عبر البحر الأسود، بمعدل يصل إلى ستة ملايين طن شهرياً.
وقال النائب الأول لوزير السياسة الزراعية والغذاء في أوكرانيا، تاراس فيسوتسكي، إنه مع إغلاق الموانئ.
وعدم قدرة منظومة السكك الحديدية على حمل الكميات الإضافية، لن تتمكن البلاد إلا من تصدير مليوني طن كحد أقصى من الحبوب شهرياً.
وفي أيار/ مايو، زادت صادرات أوكرانيا من الحبوب والبذور الزيتية والزيوت النباتية بنسبة 80 في المئة على أساس شهري إلى 1.74 مليون طن.
لكن تلك الصادرات لا تزال أقل بكثير من مستويات أيار/ مايو 2021، بحسب بيانات رسمية.