يعود شهر رمضان المبارك لهذا العام مع أوضاع اقتصادية تتجلى بغلاء معيشي؛ يجمع بين دول عربية عدة في الشرق الأوسط، حيث يعاني الكثيرون من التضخم وارتفاع أسعار السلع والمحروقات وغيرها من السلع الأساسية.
وتفاقمت حدة الأزمات، بعد الحرب الروسية الأوكرانية، والزلزال المدمر الذي ضرب تركيا وسوريا وأودى بحياة أكثر من 52 ألف شخص، في شباط/فبراير الماضي.
سوريا
يحل شهر رمضان على السوريين هذا العام مع مؤشرات اقتصادية خطيرة، تعكس حالة الفقر والتشرد والجوع التي يعاني منها أبناء البلد؛ الذي مزقته الحرب والتدخلات الخارجية.
وحسب منظمات عالمية، فإن أكثر من نصف عدد السكان في سوريا يعانون من انعدام الأمن الغذائي.
كما يغطي متوسط الأجر الشهري حالياً نحو ربع الاحتياجات الغذائية للأسرة فقط.
بالإضافة للانخفاض المستمر بقيمة الليرة السورية.
وأشار برنامج الأغذية العالمي، في آذار/مارس الحالي، إلى أن نحو 12.1 مليون شخص في سوريا أي أكثر من نصف عدد السكان، يعانون من انعدام الأمن الغذائي.
وقال “ما يجعلها من بين البلدان الستة التي تعاني من أعلى معدلات انعدام الأمن الغذائي في العالم”.
لبنان
ويسجل لبنان الذي يعاني سكانه من أزمة معيشية منذ عام 2019، تدهوراً متواصلاً في قيمة الليرة.
في حين تجاوز سعر صرف الدولار في السوق الموازية عتبة المئة ألف ليرة، وهو رقم قياسي.
ويتزامن ذلك مع أزمة سيولة حادة وتوقف المصارف عن تزويد المودعين بأموالهم بالدولار.
كما يزيد الشلل السياسي الوضع سوءاً، في ظل فراغ رئاسي منذ أشهر تدير خلاله البلاد حكومة تصريف أعمال عاجزة عن اتخاذ قرارات ضرورية.
العراق
وفي العراق، يشتكي كثيرون من الأوضاع السيئة ومن غلاء المعيشة.
ويرجع المستشار الاقتصادي، علي جبار، أحد أسباب زيادة أسعار المواد الغذائية، إلى ارتفاع قيمة الدينار العراقي والتفاوت بين السعر الرسمي لصرفه وسعره في السوق الحرة مقابل الدولار.
الأردن
في الأردن، يخيم ارتفاع الأسعار على مظاهر شهر الصيام، مثل “مونة رمضان” وولائم الإفطار.
وبحسب بيانات دائرة الإحصاءات العامة الأردنية، فإن معدل التضخم في شباط/فبراير الماضي ارتفع إلى 4.25 في المئة على أساس سنوي.
مصر
وفي مصر، يحل شهر رمضان في وقت يعاني فيه السكان أيضاً من انهيار قيمة الجنيه مقابل الدولار، وارتفاع كبير في الأسعار.
وتقول “رويترز”، إن الكثير من المصريين يعتمدون على الدفع بالتقسيط لمواجهة التضخم.
وتسارع التضخم في مصر إلى أعلى مستوياته في خمس سنوات، بعد أن عصفت الحرب الروسية الأوكرانية بالأوضاع المالية، وهوت قيمة العملة بنحو 50 في المئة منذ آذار/مارس 2022.
اليمن
وفي اليمن تطغى أزمة غاز الطهي على المشهد، وتخنق اليمنيين مع حلول شهر رمضان.
وألقت الأزمة بظلالها على حياة المواطنين مع شح المعروض من غاز الطهي، واختلال في حصص التوزيع.
إضافة إلى ارتفاع قياسي في الأسعار في محطات تعبئة الغاز الخاصة بنسبة 100 في المئة.
السودان
أما في السودان، فيحل شهر رمضان هذا العام في ظل وعد بعصر سياسي جديد، حيث تم تشكيل حكومة انتقالية جديدة قبل نهاية رمضان.
ووسط حالة عدم اليقين تلك، يشترك الكثير من السودانيين في الشكوى من ارتفاع تكاليف المعيشة.
كما لا تزال الكثير من الدول العربية تعاني من التداعيات الاقتصادية للحرب الروسية الأوكرانية.
تونس
وجعل ارتفاع الأسعار في سوق باب الفلة، الذي كان مكتظاً يوماً ما بتونس العاصمة، المتسوقين غير قادرين على شراء الطعام في رمضان كما كان الأمر في السنوات الماضية.
وقال خبراء إن جائحة كورونا وارتفاع الأسعار أثرا كثيراً خلال الفترة الماضية.
بالإضافة إلى الكوارث الطبيعية والمشاكل المناخية المتزايدة.