لم تنأى أسعار القبور بنفسها عن مجمل جنون الأسعار الذي يعم الأسواق السورية، ووجدت الملايين طريقا جديدا للكسب حتى نحو “المثوى الأخير” للمواطن.
هاشتاغ_ فلك القوتلي
الذي بات بعد معرفته أسعار القبور “يخشى الموت” تبعا للتكاليف العالية.
قبور ودروج!
خلال جولة ل”هاشتاغ” على عدد من مقابر دمشق، تراوح سعر القبر الواحد في مقبرة الدحداح وسط العاصمة بين 13 مليون إلى 15 مليون ليرة سورية، في حين وصل سعر القبر الواحد في مقبرة باب شرقي إلى مايقارب 3 مليون ليرة سورية القبر الكامل، ومليون ليرة سورية للدرج الواحد في المدفن.
أما ثمن القبر الواحد في مقبرة باب الصغير يترواح ما بين 10 مليون ليرة إلى 12 ليرة علماً أن شراء القبور فيها متوقف منذ عام 2017 بسبب الاكتظاظ الكبير بالقبور، أما مقبرة الشيخ رسلان فقد تجاوز سعر القبر 17 مليون ليرة سورية، والسبب في ذلك يعود إلى “موقعها الاستراتيجي”!.
حتى تجارة الموت.. مربحة!
يبدو ان “السمسمرة” وصلت حد المقابر، وباتت
تجارة الموت مُربحة لدى الكثيرين، بعد انتشار سماسرة القبور ودخولهم إلى السوق السوداء الخاصة بالأموات، حيث يوجد مجموعة كاملة من التجار يشترون عشرات القبور، لاستغلال كل مشتر على حسب وضعه المادي، خصوصاً أن القبر في سورية بات بسبب أسعاره العالية بمنزلة عقار “يؤدي إلى الدار الآخرة”!.
واسطة حتى القبر!
لم يقف موضوع المتاجرة في القبور حد استغلال اسعارها، بل وصل إلى “واسطة” تأمينه عند العجز عن ذلك، حسب شروط أهل المتوفى وقدرتهم المادية.
ويقول باسم سليمان، أحد تجار القبور في تصريح خاص ل”هاشتاغ” إنه يستطيع توفير قبر لمن يود الشراء في مدة قصيرة، ف”الدمشقيون يتواصلون معنا من كل مكان لحجز القبور، قبل نفاذها أو ارتفاع سعرها أكثر، ويتم إرسال البيانات المطلوبة عبر شبكة الإنترنت، وبالشحن السريع”، حسب قوله.
ومن أجل تخفيف التكاليف الباهظة لشراء قبر يعمد بعض الأهالي إلى بناء قبر من طابقين يُمَكّنهم من دفن متوفىً آخر من العائلة.
وهذا الطابق له تكاليفه أيضاً، وهي ليست بالقليلة، حسب الأسعار التي استطلعها “هاشتاغ”.
قبور الريف “عم تشوف حالا”!
بالانتقال إلى ريف العاصمة، تبدو أسعار القبور مقبولة إلى تاريخه على الرغم من ارتفاع الأسعار مقارنة بأسعار القبور في العاصمة؛ حيث يصل سعر القبر في مقابر الغوطة الشرقية إلى 700 ألف ليرة سورية، ومقبرة نجها هي الأرخص، والتي يدفن فيها أبناء العاصمة وريفها على السواء موتاهم بتكلفة لا تتجاوز 100 ألف ليرة منها 75 ألف ثمن شرائه، وأما بقية المبلغ فتكفي للبناء والشاهدة وفق أسعار المنطقة، وزينة القبر وفق الإمكانيات المالية لأهل المتوفى.
ورغم ذلك، يصر أهالي ريف دمشق، على الاعتراض على أسعار القبور فيها، بسبب بعدها عن مركز العاصمة، والقدرة المادية للأهالي هنام، والتي تمنعهم في كثير من الأحيان من سدادها.
ضغط قبور!
يذكر أن عدد القبور الموجودة ضمن مدينة دمشق بحسب أرقام محافظة دمشق يبلغ نحو 130 ألف قبر، حيث أن المساحة الحالية لم تعد تتسع للمزيد، ما يضطر القائمين على مدافن العاصمة إلى إزاحة القبور الطابقية عن بعضها البعض بمقدار 50 سنتيمترًا كي تتسع للمزيد من الموتى.