هاشتاغ _ ريم صالح
تُوّج نادي الفتوة بلقب الدوري السوري الممتاز لكرة القدم بنسخته الـ52 في موسم 2022-2023، بعد انتظار دام “32 عاماً” على آخر ألقابه.
وسبق للفتوة أن حقق اللقب في موسم 1990-1991، إضافة إلى 4 ألقاب في مسابقة كأس الجمهورية خلال الأعوام بين “1988 و1991″، وكأس السوبر السوري في عام 1991.
مشوار الدوري
وعن مشوار الفريق في الدوري، قال الكابتن عمار الشمالي مدرب نادي الفتوة ل”هاشتاغ”: “كان مشوار الدوري صعباً جداً، خصوصاً أنه استمر لمدة ما يقارب “11 شهراً”، استُنزف فيها اللاعبون نفسياً، لاسيما أن كل المباريات كانت أشبه ما تكون ب(كسر العظم)”.
وأضاف، “لعبنا مع فرق الصدارة المنافِسة؛ كما لعبنا مع فرق مهددة بالهبوط، فكانت كل المباريات صعبة ولايمكن هدر نقاطها أبداً، بسبب خسارتنا لنقاط كثيرة في مرحلة الذهاب، ما حتّم علينا عدم إهدار أي نقطة، لأن ذلك يعني خسارة الدوري”.
عوامل النجاح
وعن العوامل التي ساهمت في تحقيق اللقب، بيّن الشمالي: “بجهود الجميع؛ الإدارة والكادر الفني واللاعبين، كان الفريق يلعب بشخصية البطل، وسجل نتائج تاريخية غير مسبوقة خصوصاً في مرحلة الإياب، إذ حققنا الفوز في 8 مباريات من أصل 10، ما جعلنا نحتل صدارة الترتيب تقريباً منذ منتصف مرحلة الإياب”.
وتابع: “تمسكنا بالصدارة سبع مباريات متتالية، وهذا الشيء أعطانا الأفضلية بأن نكون أبطال الدوري، بالإضافة إلى ذلك، تمكّنا من تحقيق الفوز على جميع المنافسين المباشرين؛ (الجيش، الوثبة، جبلة، والاتحاد)، وهذا الشيء يثبت أننا نستحق بطولة الدوري”.
إقرأ أيضا: الرئيس السوري بشار الأسد يستقبل فريق نادي الفتوة بطل الدوري لكرة القدم
أما عن أهم العوامل المساعِدة، أضاف الشمالي: “لعبت الصلاحيات المطلقة المعطاة لي من قبل رئيس النادي مدلول عبد العزيز، دوراً كبيراً في ذلك، الأمر الذي ساعدني على فرض حالة انضباطية في الفريق، بالإضافة إلى أن الفريق برمته كان على قلب واحد”.
الصعوبات التي واجهت الفريق
ونوّه الشمالي إلى الصعوبات التي واجهت الفريق أثناء اللعب، قائلاً: “كانت الفرق تلعب ضدنا بتنظيم دفاعي عالي لإغلاق المناطق الخلفية، لذا تم التركيز على اللعب حتى آخر لحظة بكل المباريات”.
وأكمل: “تعلمنا الصبر في المباريات، كما نعلم أن اللاعب في آخر ربع ساعة من المباراة ونتيجة للجهد والتعب يقل تركيزه، فعملنا على تجهيز اللاعب للإنجاز فيها، وغالباً ما كنا نحسم مباريات هامة جداً بهذه الطريقة”.
التشكيك بنزاهة الدوري
وإبان فوز “الآزوري” باللقب، شكك البعض بنزاهة الدوري، وردَّ الشمالي مدافعاً عن فريقه: “حدثت في هذا الموسم أخطاء تحكيمية كثيرة تضرر منها الجميع، إلا أننا قادرون على إثبات أننا أكثر فرق الدوري تضرراً من تلك الأخطاء، من خلال الإثباتات والفيديوهات”.
وأضاف: “علاوة على ذلك، نرد على جميع المشككين، بأننا استطعنا الفوز على كل المنافسين المباشرين على اللقب، وهو ما يعد إثبات كبير على أحقيتنا بالبطولة”.
حضور جماهيري
كما استنكر رواد مواقع التواصل الاجتماعي تواجد أعداد كبيرة من جماهير الفتوة على المدرجات في المباراة النهائية، متجاوزين بذلك قرار اتحاد الكرة؛ الذي حدد 25 شخصاً فقط من جماهير كل فريق للحضور.
وبرّر الشمالي ذلك، بالقول: “اقتحمت الجماهير الملعب في المباراة الأخيرة، ولقد تفاجأنا بذلك، دخولهم كان خارج إرادتنا، وخارج إرادة اتحاد الكرة، وخارج إرادة نادي المجد”.
وأكمل: “تعامل اتحاد الكرة مع هذا الموقف بذكاء، إذ اعتبر أنها جماهير تفتقد للقب منذ (32 عاماً)”.
اللعب خارج الأرض
وتابع: “نادي الفتوة هو النادي الوحيد الذي يلعب خارج أرضه، ومن الطبيعي في مباراة بطولة مصيرية، ألا تكون الجماهير قادرة على حضور المباراة من خارج الملعب كما كانت تفعل في المباريات الأخرى، ودخلوا إلى الملعب، وكان ذلك أمراً واقعاً بالنسبة للجميع”.
وأضاف: “جميع المباريات التي لعبناها، كانت ذات الجماهير تتابعنا من الخارج، كنا نسمع أصوات هتافاتهم من خارج أسوار الملعب مع كل فرصة؛ إذ كانوا يتابعون المباريات عبر وسائل التواصل الاجتماعي ويتفاعلون مع اللاعبين”.
وعبَّر الشمالي عن فخره بجماهير الفتوة، “إنها جماهير عظيمة وتستحق التحية، لم نشاهد جماهير في سوريا مثل جماهير نادي الفتوة”.
وأضاف “كانوا يساندوننا من خارج أسوار الملعب حتى تنتهي المباراة، هو أمر يستحق أن نفتخر به دائماً”.
كأس الاتحاد الآسيوي
وعقب فوز الفتوة ببطولة الدوري، أصدر اتحاد كرة القدم قراراً بتحديد فريقي تشرين والفتوة للعب المباراة الفاصلة؛ لحجز المقعد المباشر إلى بطولة كأس الاتحاد الآسيوي، لموسم 2023-2024.
وأثار القرار حفيظة عدد من فرق الدوري السوري.
كما دافع الشمالي عن أحقية الفتوة: “نستطيع الحديث عن أحقية فريق حقق بطولة الدوري عام 2023، بأن يشارك في بطولة الاتحاد الآسيوي عام 2024، هذا الأمر بديهي، كما أن الموضوع هنا قانوني بحت”.
وأضاف، “لكن كما سمعنا، هناك جدل كبير حول هذا الأمر، كما توجد اجتهادات كثيرة، وبالنهاية سنفعل ما ترتأيه إدارة نادي الفتوة لمصلحة النادي، فيما يخص هذا الموضوع”.
زيارة دير الزور
وبعد حصوله على بطولة الدوري، و نتيجة لمطالب جماهير النادي في محافظته الأم، زار الفريق ممثلاً بكل كوادره معقل النادي محافظة دير الزور.
كما كان الاحتفال ذو زخم شعبي وجماهيري.
ووصف مدرب “الآزوري” الزيارة: “كان استقبال أهل دير الزور استقبالاً مميزاً؛ شعرنا أننا في مكان لم تمر عليه الحرب، فالجميع في الشوارع لاستقبالنا: كبار، نساء، أطفال، شيوخ وشباب”.
بطولة لجماهير سوريا
وأضاف: “شاهدنا لهفة غير مسبوقة على وجوه الجماهير، رأينا نسوة يبكين من الفرحة، لقد استقبلونا بالزغاريد”.
وتابع “الجميع كان يهتف باسم نادي الفتوة، كل ذلك ترك أثره في قلوبنا وحمّلنا مسؤولية كبيرة. كان الاستقبال في دير الزور شعبي ورسمي”.
ووجّه الشمالي شكره لرئيس الاتحاد الرياضي العام فراس معلا.
كذلك لرئيس وأعضاء اتحاد الكرة، ولكل الأندية التي باركت للفتوة هذا الإنجاز.
وختم قائلاً: “شكراً للجماهير السورية، لقد شعرنا أن بطولة الدوري لم تكن لنادي الفتوة ومحافظة دير الزور فحسب؛ وإنما هي بطولة لسوريا، وللجماهير السورية أجمع”.