هاشتاغ-رأي زياد شعبو
صدمة جديدة تطال جسد كرة القدم الوطنية من بوابة منتخب الناشئين، بعد ثلاث خسارات متتالية وخروج من دور المجموعات المؤهل لكأس آسيا للناشئين (السعودية 2025).
الصدمة هي بنوعية هذا المنتخب بوصفه مجموعة وأفراد كان المأمول أن تتجاوز هذه المجموعة الصعبة ولو بحسابات المركز الثاني بما نمكله من تنوع في المواهب والحالة المعنوية المحصلة من الفوز بكأس غرب آسيا للناشئين.
المنتخب قدم مباراة أولى أمام الأردن فيها كل ما كنا نحلم به من لعب جماعي وسرعات متناسقة وتعاون واضح ومهارات فردية وظفت باللحظة المناسبة، ولكن كلمة السر لخروجنا وانهيار المنظومة هي الخسارة القاسية بهدفين مقابل هدف في الثواني الأخيرة أمام منتخب يمكن أن نصنفه أنه من أفضل منتخبات آسيا في هذه الفئة العمرية ألا و هو كوريا الديمقراطية.
هذه المباراة غيرت مسارنا في البطولة تماما ولم يستطع الكادران الفني والإداري احتواء النتيجة وأثرها، وخاصة مع فئة عمرية حساسة لمفهوم الخسارة وما يتبعها من آثار جانبية على مستوى المجموعة وتقاذف المسؤولية فيما بينهم كلاعبين.
في المباراة الثالثة، خسارة أمام المنتخب الإيراني الذي طالما هُزمنا أمامه نفسيا قبل المباراة فما بالك والمنتخب بهذه الوضعية، واكتمل المشهد الأخير في مباراة هونغ كونغ، المنتخب المتواضع الذي هُزم من كل منتخبات المجموعة وتلقت شباكه أهدافاً من كل الوضعيات والزوايا لينتهي الحلم مبكراً بسبب مباراة واحدة.
كرة القدم بهذا العمر هي معايشة لفترات طويلة بين اللاعبين والفنيين، هي مرحلة تحضير طويلة ومعسكرات شبه دائمة مستمرة على مدار العام لتمكين المنتخب من بناء شخصيته الجماعية وأيضا لمساعدة الكادر الفني على التقاط نقاط الضعف والقوة النفسية والذهنية لكل لاعب.
كوريا الشمالية من دون معسكرات خارجية ومن دون مباريات ودية تنجز وتبتعد، ومن المتوقع أن تصل إلى ما بعد كأس آسيا، وعلى كل مستويات منتخباتهم حتى النسوية.
كرة القدم هناك بما يشبه ظروفنا هنا، لكن الفرق يكمن أنهم يدركون أن كرة القدم لعبة لمراكمة النجاح وليس الفشل.