هاشتاغ-باسم المحمد
لكن المفاجأة القاتلة التي اكتشفها بعد دفعه العمولات وتكاليف السفر، كانت تعرضه لعملية نصب جعلته يخسر ثمن عيادته وسيارته.
يروي أحد أقاربه أن الطبيب، بعد فترة وجيزة، أصابه احتشاء عضلة قلبية وفارق الحياة.
يتحدث أحد العاملين في مكتب متخصص بتأمين فرص العمل لـ”هاشتاغ”، مفضلا أن نسميه “أبو طالب”، عن أن العراق وأربيل هما أكثر الوجهات طلباً بالنسبة للشباب السوري, ويؤكد أن المكتب الذي يعمل فيه يؤمن عشرات فرص العمل والسفر إلى أربيل والعراق.
ويبين “أبو طالب” أن أربيل أولاً لأن كلفة السفر إليها أقل مقارنة ببغداد, حيث تصل كلفة الفيزا السياحية إلى ٢٥٠ دولاراً, إضافة إلى ٢٢٥ دولارا لتذكرة الطيران، ليدخل بعدها الشاب إلى بغداد تهريباً مقابل ٤٠٠ دولار تكاليف نقل وإقامة لمدة يومين، وبعدها يتجه إلى منظمة الأونروا المعنية باللاجئين، لتؤمن له تصريح عمل في العراق لفترة محددة (لا تجدد عادة)، فيما تكاليف الفيزا وتذكرة الطيران إلى بغداد مباشرة تصل إلى حوالى ٢٥٠٠ دولار.
ويضيف أبو طالب أن أكثر المهن المطلوبة في العراق تتعلق بالعمل في الفنادق والمطاعم حيث يصل مستوى الأجر إلى ٤٠٠ دولار للشاب و٣٠٠ دولار للفتاة، وقد يحصل أصحاب المهن المهرة على ألف دولار شهرياً، ومقابل ذلك يتقاضى المكتب راتب شهر بشكل مسبق من الذكور فيما تقتطع عمولة من رواتب العاملات بعد العمل.
وقال أبو طالب إنه لم يسمع عن حصول عمليات احتيال في العراق، لكن سمع بحوادث من هذا النوع في “كردستان” وذلك بسبب استغلال بعض أصحاب العمل الوضع غير القانوني للعاملين، موضحا أن العمل في المطاعم والفنادق يوفر على العاملين تكاليف السكن والطعام, وهذه تكاليفها مرتفعة مقارنة بالدخل الذي يهاجرون لأجله.
وزارة الشؤون.. لا شأن لها
للاستفسار عن دور وزارة الشؤون الاجتماعية والعمل في مراقبة عمل هذه المكاتب والرقابة عليها، قال مصدر في الوزارة إنه لا علاقة لهم بهذا الموضوع، وأن مسؤوليتها تنحصر فقط في مكاتب استقدام الخادمات الأجنبيات!!.
من جهته، يقول الخبير الإداري، الدكتور إياس الحمدان إن البحث عن فرص عمل في دول الخليج والعراق أصبح حلما لمعظم الشباب السوري، وذلك بسبب ارتفاع تكاليف المعيشة المستمر في بلدنا مقابل انخفاض الدخول. إضافة إلى محاولات الشباب الهروب من الخدمة الإلزامية والاحتياطية التي تأكل من عمرهم سنين طويلة.
ونصح الحمدان من يفكرون بالسفر؛ لاسيما خريجي الجامعات بأن يطوروا مهاراتهم ويهتموا باللغة الإنكليزية، لأن بيئة العمل خاصةً في دول الخليج أصبحت متطورة وليست كما كوّنا عنها مفهوما قبل عقدين من الزمن, فأغلب الشركات والمؤسسات تتبع النظم الغربية في أسلوب العمل، وهناك منافسة شديدة من قبل طالبي العمل من دول أخرى، وإلا سيعملون بأجور منخفضة لا تكفيهم لإعالة أنفسهم، فتكاليف المعيشة والسكن مرتفعة لا سيما في دبي، وبعد تطوير الإمكانيات يتوجب عليهم أن يأخذوا وقتهم في البحث عن فرص العمل وأن يسافروا بعد معرفة أدق التفاصيل عن العمل والأجر وتكاليف السكن والمعيشة وغيرها، ويفضل أن يتواصلو مع من سبقهم إلى هناك.
الحمدان أوضح أن هجرة الشباب تشكل نزيفاً دائماً لسورية، خاصة من أصحاب الشهادات العليا كالأطباء من ذوي الاختصاصات النادرة والمهمة، وهذا باعتراف نقابة الأطباء، وكذلك مهندسي وفنيي النفط الذين استقطبتهم الكثير من الدول النفطية وخسرت سورية ما أنفقته عليهم في دراستهم وتدريبهم.