كشفت صحيفة “فايننشال تايمز” البريطانية، عبر تقرير مسرّب، أنّ “إسرائيل” شنت 12 هجوماً على قوات الأمم المتحدة في لبنان، مضيفةً أنّ 15 من “قوات حفظ السلام” أُصيبوا بمادة الفوسفور الأبيض.
ونقلت الصحيفة أنّ الجيش الإسرائيلي اقتحم بالقوة قاعدة للأمم المتحدة تحمل علامات واضحة، ويُشتبه في أنه استخدم مادة الفوسفور الأبيض المحرقة على مسافة قريبة بما يكفي لإصابة 15 من قواتها.
وأكد التقرير السري، الذي يوثق عشرات “الحوادث الأخيرة” التي هاجم فيها الجيش الإسرائيلي قوات دولية في لبنان، كيف استهدفت القوات الإسرائيلية قوات اليونيفيل في مناسبات متعددة، وألحقت أضراراً بعدد من المرافق وأصابت القوات المتمركزة في مراكز حدودية.
وذكر التقرير، الذي أعدته دولة تسهم في اليونيفيل، أنّ الجيش الإسرائيلي بدأ إطلاق النار مباشرة على قواعد “قوات حفظ السلام” الدولية منذ الثامن من تشرين الأول/أكتوبر 2023.
وأشار التقرير إلى إصابة اثنين من “قوات حفظ السلام” عندما أطلقت دبابة “ميركافا” إسرائيلية النار على برج مراقبة في مقر القوة الدولية في الناقورة، الأمر الذي أدى إلى إصابته بصورة مباشرة، في الـ10 من تشرين الأول/أكتوبر 2023.
وبشأن هذا الاعتداء، أظهرت صورة في التقرير وجود حفرة دائرية كبيرة في البرج، وقد أكد الباحث البارز في شؤون النزاعات والأسلحة في منظمة “هيومن رايتس ووتش” العالمية أنها تتسق مع النيران المباشرة.
وسجّل التقرير عدوناً إسرائيلياً آخر وقع في اليوم نفسه، وحينها أطلق الجيش الإسرائيلي النار على ملجأ للأمم المتحدة اتجه إليه جنود “حفظ السلام” من الجنسية الإيطالية في بلدة اللبونة الجنوبية.
وأوضح التقرير أن “قصف مدخل الملجأ جاء بعد أن نفذت القوات الإسرائيلية عمليات مراقبة بطائرات من دون طيار ودمرت كاميرات الموقع في اليوم السابق. وتُظهر الصور الواردة في التقرير كومة كبيرة من الحطام”.
يُذكر أنّه منذ أن وسّع الاحتلال الإسرائيلي عدوانه على لبنان، في الـ24 من شهر تشرين الأول/أكتوبر 2024، نفذ الجيش اعتداءات مباشرة على “قوات حفظ السلام” الدولية ومواقعها عند الحدود، الأمر الذي أثار انتقاداً داخلياً وخارجياً.
من جهتها، ندّدت دول أوروبية بالاعتداءات الإسرائيلية على اليونيفيل في لبنان، مؤكدةً أنّه “تجاوز للخطوط الحمر”.