الأحد, ديسمبر 22, 2024
- إعلان -spot_img

الأكثر قراءة

الرئيسيةأخبارالفيلق الأفريقي الروسي.. ما علاقته بـ "فاغنر" ودوره في القارة؟

الفيلق الأفريقي الروسي.. ما علاقته بـ “فاغنر” ودوره في القارة؟

يشهد التوسع الروسي السياسي والعسكري في أفريقيا ازدهارا غير مسبوق، أكده تصريح حكومة النيجر بأنها قطعت علاقاتها مع واشنطن، بعد أن طالبتها بقطع العلاقات مع موسكو.

وأجرى وفد أميركي رفيع المستوى، يرأسه كريستوفر ماير، مساعد وزير الدفاع للعمليات الخاصة، الأربعاء، وفق بيان لوزارة الدفاع “البنتاغون”، محادثات مع القادة العسكريين في النيجر لبحث انسحاب القوات الأميركية.

ويأتي سحب القوات الأميركية، وعددها 1,000 شخص، من النيجر، بعد سحب القوات الفرنسية التي طالبتها السلطات الجديدة، التي تسلّمت الحكم بعد الانقلاب الذي وقع 26 تموز/يوليو الماضي، بالانسحاب، إثر رفض باريس الاعتراف بالحكم الجديد.

ومما تستند إليه سلطات النيجر في إبعاد القوات الأميركية والفرنسية، هو أن تحل محلها قوات روسية، ممثلةً حاليا في “الفيلق الأفريقي” الذي شكّلته موسكو في كانون الثاني/يناير 2024.

روسيا في النيجر

يوم الثلاثاء، قال رئيس وزراء النيجر علي الأمين زين، في حديثٍ مع صحيفة أميركية، إن واشنطن هي السبب في اتخاذ بلاده قرار قطع العلاقات معها، ومطالبتها بسحب قواتها من النيجر.

وأوضح علي الأمين زين أن مولي في، مساعدة وزير الخارجية الأميركي للشؤون الأفريقية، حثت بلاده خلال زيارة لها في آذار/مارس الماضي، على الامتناع عن التعامل مع روسيا وإيران، إذا أرادت الحفاظ على العلاقات الأمنية مع واشنطن.

ووفق زين، فإنه اعتبر هذا “محاولة إملاء” على النيجر فيما يخص سياستها الخارجية، تم الرد عليه بقرار قطع العلاقات، خاصةً أن “الأميركيين بقوا على أرضنا، ولم يفعلوا شيئا، بينما كان الإرهابيون يقتلون الناس ويحرقون البلدات”.

وفي نيسان/أبريل الماضي، أعلنت وسائل إعلام روسية أنّ خبراء روسيين وصلوا إلى النيجر لتدريب القوات الأمنية المحلية في مجال محاربة الإرهاب، وأن الفيلق الإفريقي سيُساعد في تشكيل وتدريب جيش النيجر.

ويربط محللون سياسيون، على هذه التطوّرات، بين “الفيلق الافريقي” وشركة “فاغنر” الروسية المسلّحة الخاصّة، وأن الفيلق ما هو إلا تطوير مؤسسي لها، للتغلب على نقاط ضعف وسوء سُمعة تعرّضت له خلال الأشهر الأخيرة.

“فاغنر” بـ حلة جديدة

الدكتور محمد تورشين، الأكاديمي والخبير في الشؤون الأفريقية، يشير إلى أن”الفيلق الإفريقي” تسمية جديدة لمجموعة “فاغنر” المنتشرة في عدة دول بمنطقة الساحل ووسط أفريقيا.

ويكشف “كانت البداية في جمهورية أفريقيا الوسطى؛ حيث تمكنت فاغنر بالتعاون مع القوات الحكومية من طرد المعارضة المسلّحة من تخوم العاصمة بانغي إلى حدود دول الجوار، كما يوجد حضور لقوات روسية في موزمبيق وموريشيوس”.

ويضيف تورشين: نظرت الأنظمة التي تسلمت الحكم بعد انقلابات عسكرية في مالي وبوركينا فاسو بإعجاب لهذا النموذج، وقرّرت التعاون مع “فاغنر”، بحسب ما نقله عن موقع “سكاي نيوز عربية”.

ويوضح أن الوجود الروسي في القارة يشكل تهديدا لنفوذ القوى الكبرى التقليدية التي بدأت في التراجُع أمام المد الروسي.

ويبين الخبير، أن القارة تحولت إلى ساحة لتصفية الخلافات بين الدول الكبرى، مما يشكل خطورة كبيرة عليها، ويعيد أجواء الحرب الباردة.

 الوجود الروسي في أفريقيا

لكن تيمور دويدار، المحلل السياسي الروسي، يرى أن الوجود الروسي في أفريقيا يتم وفق اتفاقيات تعقدها موسكو مع حكومات هذه البلاد، مثل مالي وبوركينا فاسو، أي أنه وجود رسمي وفق القانون الدولي، حيث تستعين هذه البلاد بالقوات الروسية في محاربة الإرهاب.

مخاطر محتملة

من جهته، يُركّز تشارلز أسيجبو، الباحث في شؤون غرب أفريقيا، على ما يراها مخاطر التغلغل الروسي في القارة، خاصة مع وجود عسكري، ممثلا في “الفيلق الروسي”، ومنها حسب قوله:

– يأتي ضمن التنافس الدولي بين المعسكرين الغربي والشرقي، حيث تعمل روسيا التي لا تملك إرثا استعماريا في القارة على استبدال الوجود الفرنسي المتراجِع، وسط ترحيب من شباب أفريقي يرى أن باريس هي السبب الرئيسي في غياب التنمية في بلادهم.

– روسيا ستدعم الأنظمة العسكرية التي وصلت للحكم بالانقلابات العسكرية بكل الطرق، وهذا سيؤثر على فترات الحكم الانتقالية التي قد تطول، ما يُؤثّر على عودة الحكم المدني.

– ربما تعمل موسكو على زعزعة استقرار الدول التي لا تراها حليفة لها في المنطقة، عبر دعم الجماعات المعارضة، ومساعدتها للوصول إلى السلطة إن كانت تخدم مصالحها.

– روسيا تسعى للحصول على قواعد عسكرية في جنوب ليبيا وفي أفريقيا الوسطى، من أجل تثبيت وجودها في المنطقة ومد نفوذها نحو مناطق أخرى.

ويتابع: إذا، على الدول الأفريقية إدراك أنها جزء مِن صراع كبير بين الغرب وروسيا، وأن استبدال الوجود الغربي بوجود روسيا لن يكون الحل، لكن الحل هو اتخاذ سياسة خارجية لا تخدم سوى مصالحها.

ويضيف الباحث: على الدول الأفريقية أن تكون حذرة في العقود الاستثمارية التي تبرمها مع الحكومة الروسية، والتأكد من أنها تخدم مصالح شعوبها، لأن الوضع الاقتصادي عليه عامل كبير في تحقيق الاستقرار.

مقالات ذات صلة