تعتبر القراءة من الهوايات الأكثر شيوعًا في العالم، وتتميز هذه الهواية بأنه يمكن للمرء ممارستها بمفرده وفي أي وقت أو مكان، وفقا لما نشره موقع Neuroscience News .
واكتشف فريق من الباحثين في معهد بيكمان للعلوم والتكنولوجيا المتقدمة سببًا آخر لحب هواية القراءة هو أنه يمكن أن يساعد في الحفاظ على مهارات الذاكرة مع التقدم في العمر.
الذاكرة العرضية وذاكرة العمل
قالت ليز ستاين مورو، الباحثة في معهد بيكمان وكبيرة الباحثين في الدراسة، إن إحدى القدرات العقلية التي تعززها هذه الهواية، هي الذاكرة العرضية.
وشرحت “أو ذاكرة الأحداث، والتي تسمح للشخص بتذكر ما حدث في الفصول السابقة من الكتاب وفهم القصة المستمرة.
وأشارت مورو إلى أن القدرة الأخرى هي الذاكرة العاملة والقدرة على الاحتفاظ بالأشياء في ذهن المرء بينما ينخرط في عمليات عقلية أخرى.
وأوضحت أن ذاكرة العمل تساعد على تتبع الأشياء التي حدثت في الفقرات الأخيرة بينما يواصل القراءة.
التقدم في العمر
وأضافت مورو أن كلا من الذاكرة العرضية والذاكرة العاملة تميل إلى التدهور مع التقدم في العمر.
لكن القراء العاديين يمارسون هذه المهارات بشكل روتيني في سياقات مختلفة.حسب تعبيرها.
وقالت إن “هناك أدبيات قوية للغاية تُظهر أن هناك علاقة بين الذاكرة العاملة وفهم اللغة والذاكرة طويلة المدى”.
وتابعت “يبدو أن ذاكرة العمل تتراجع مع تقدم العمر، ولكن هناك الكثير من الاختلافات، خاصة بين كبار السن”.
العلاقة السببية
إن اللغز المحيط بالعلاقة بين القراءة والذاكرة هو ما إذا كانت القراءة تساعد على تحسين الذاكرة أو إذا كانت قدرات الذاكرة العاملة القوية تحسن مهارات فهم القراءة.
وإن معرفة اتجاه السببية سيكون له آثار مهمة على أنواع العلاجات التي يمكن أن تساعد في الحفاظ على الذاكرة طوال حياة الفرد.
وأجرت الدكتورة مورو وفريق من الباحثين دراسة لاختبار العلاقة السببية بين هذه الهواية والذاكرة وتحديد أيهما يساعد الآخر.
دقيقة 5 أيام 8 أسابيع
وقام الباحثون باختيار مجموعة من الكتب الشيقة وتوزيعها على كبار السن عبر أجهزة الكمبيوتر اللوحية تم إعارتها لهم طوال مدة الدراسة.
وتم تحميل أجهزة الكمبيوتر اللوحية مسبقًا بتطبيق مخصص يسمح للمشاركين بتتبع تقدم قراءتهم والإجابة على استبيانات إضافية.
وقام المشاركون بقراءة لمدة 90 دقيقة في اليوم، خمسة أيام في الأسبوع، لمدة ثمانية أسابيع.
وأكملت مجموعة تحكم نشطة منفصلة ألغاز الكلمات على الأجهزة اللوحية بدلاً من القراءة أثناء تتبع تقدمهم باستخدام نفس التطبيق المخصص.
نتائج مشجعة
قالت الدكتورة مورو إن الذين قاموا بممارسة هذه الهواية لمدة ثمانية أسابيع أظهروا تحسينات كبيرة في الذاكرة العاملة والذاكرة العرضية.
وبعبارة أخرى، أوضحت الدراسة أن القراءة المنتظمة والمتفاعلة عززت مهارات الذاكرة لدى كبار السن.
ويفتح الارتباط السببي بين القراءة والذاكرة عدة طرق جديدة للعلاجات المستقبلية لحالات مثل مرض الزهايمر.
كما يمكن أن يستكشف العمل البحثي المستقبلي الفوائد طويلة المدى للقراءة.
إضافة الى إمكانية تكييف علاج القراءة حسب الذوق الشخصي للفرد في الكتب.