رجّح خبراء أن ترتفع درجات حرارة الكوكب أكثر من 1.5 درجة مئوية فوق المستويات قبل فترة التصنيع وحذروا من أن العالم سيشهد درجات حرارة قياسية جديدة في السنوات الخمس المقبلة.
وبحسب تقرير للمنظمة العالمية للأرصاد الجوية، أنه يمكن أن يكون لتجاوز عتبة 1.5 درجة مئوية “عواقب وخيمة” على الإنسان .
منطقة مجهولة
وحذرت الوكالة الأممية من أن تجاوز عتبة 1.5 درجة مئوية سيمثل تسارعا ملحوظا في التأثيرات البشرية على نظام المناخ العالمي.
كما أنه سيرسل العالم إلى “منطقة مجهولة”. حسب الوكالة.
على أساس مؤقت
وبموجب اتفاقية باريس للمناخ لعام 2015، تعهدت البلدان بمحاولة إبقاء درجات الحرارة العالمية أقل عن 1.5 درجة مئوية فوق مستويات “ما قبل الصناعة.
إقرأ أيضا: دراسة جديدة يمكنها منع مئات آلاف الوفيات المرتبطة بالحر في الشرق الأوسط وشمال إفريقيا
وقال بيتيري تالاس، الأمين العام للمنظمة العالمية للأرصاد الجوية: “هذا التقرير لا يعني أننا سوف نتجاوز بشكل دائم 1.5 درجة مئوية المحددة في اتفاقية باريس، ومع ذلك، تدق المنظمة ناقوس الخطر بأننا سنتجاوز هذا المستوى على أساس مؤقت”.
ولم يسبق لمتوسط درجات الحرارة السطحية العالمية أن تجاوز عتبة 1.5 درجة مئوية.
وكان أعلى متوسط في السنوات السابقة 1.28 درجة مئوية فوق مستويات ما قبل مرحلة التصنيع.
هطول أقل للأمطار
ووجد التقرير، الذي نُشر اليوم الأربعاء، أن هناك احتمالا بنسبة 66 في المئة لتجاوز عتبة 1.5 درجة مئوية في عام واحد على الأقل بين 2023 و2027.
ورجح أيضا أن يكون هناك هطول أقل للأمطار هذا العام في منطقة الأمازون وأميركا الوسطى وأستراليا وإندونيسيا.
ووصفت الصحيفة البريطانية الوضع بالقول: “هذه أخبار سيئة بشكل خاص لمنطقة الأمازون”.
ووفقاً للصحيفة فإن قلق قلق العلماء تزايد من أن حلقة مفرغة من ارتفاع درجات الحرارة وإزالة الغابات يمكن أن تدفع المنطقة من الغابات المطيرة إلى ظروف شبيهة بـ “السافانا” (السهول العشبية الأفريقية).
وتم تسجيل درجات حرارة قياسية جديدة في العديد من المناطق حول العالم خلال موجات الحر، في العام الماضي.
ظاهرة النينيا
وبحسب التقرير هذه الارتفاعات قد تكون البداية فقط، حيث يجتمع انهيار المناخ وتأثير ظاهرة “النينو” لتخلق موجات حر في جميع أنحاء العالم.
وتعد ظاهرة النينو جزءا من نظام مناخي متذبذب يتطور في المحيط الهادئ.
وعلى مدى السنوات الثلاث الماضية، كان العالم يمر بمرحلة ما يعرف باسم “النينيا”.
وبحسب العلماء، كان لها تأثير أخف على ارتفاع درجات الحرارة في جميع أنحاء العالم.
انتهاء “النينيا” وتطور “النينو”
وجد العلماء أنه مع انتهاء ظاهرة “النينيا” وتطور ظاهرة “النينو” الجديدة، فإن هناك احتمالا بنسبة 98 في المئة أن تكون واحدة على الأقل من السنوات الخمس المقبلة هي الأكثر سخونة على الإطلاق.
وحذر تالاس قائلا: “من المتوقع أن يتطور ارتفاع درجة حرارة النينو في الأشهر المقبلة وسيتحدد هذا مع تغير المناخ لدفع درجات الحرارة العالمية إلى منطقة مجهولة”.
كذلك قال إن ذلك ستكون له تداعيات بعيدة المدى على الصحة والأمن الغذائي وإدارة المياه والبيئة، ثم مضى محذرا “نحتاج أن نكون جاهزين”.
ليس رقما عشوائيًا ولا سياسياً
وفي نفس السياق حذر مدير معهد بوتسدام لأبحاث تأثير المناخ وأحد أبرز علماء المناخ في العالم يوهان روكستروم من أن هدف 1.5 درجة مئوية ليس مثل المفاوضات السياسية الأخرى التي يمكن المساومة بشأنها.
إقرأ أيضا: الشتاء “الغريب”.. العالم يرصد تقلبات كبرى في درجات الحرارة
وقال في حديث لصحيفة الغارديان البريطانية إن “ارتفاع 1.5 درجة مئوية ليس رقماً عشوائياً وليس رقماً سياسياً.
كما أوضح “أنها حدود كوكبية.. كل جزء من الدرجة أكثر خطورة”.