هاشتاغ_ إيفين دوبا
توفي 41 شخصاً على الأقل جراء مرض الكوليرا، الذي يسجّل انتشاراً في سوريا منذ الشهر الماضي، وفقاً لحصيلة جديدة لوزارة الصحة السورية. في وقت طمأن مسؤول سوري من أن اقتراب موعد فصل الشتاء سيخفف من انتقال عدوى الكوليرا.
وأفادت وزارة الصحة السورية بأن العدد الإجمالي التراكمي للإصابات المثبتة بلغ 757 إصابة موزعة على 11 محافظة من إجمالي 14 في البلاد، العدد الأكبر منها في محافظة حلب (شمال).
وسجّلت الوزارة 41 حالة وفاة، 34 منها في حلب، وسجّلت دمشق بداية الأسبوع الحالي حالة وفاة واحدة. موضحة أنّ “معظم الوفيات ناتجة عن التأخّر في طلب المشورة الطبية المبكرة أو لأشخاص يعانون أمراضاً مزمنة”.
الشتاء والإنقاذ
وقال عضو الفريق الاستشاري لمواجهة فيروس كورونا، الدكتور نبوغ العوا إن “وضع أعداد الإصابات المثبتة بالكوليرا لا يزال حتى الآن تحت السيطرة”.
ولفت في تصريحات خاصة لـ”هاشتاغ” إلى أن وضع المناخ سيسهم في عدم تحويل انتشار المرض إلى وباء “كوننا مقبلين على فصل الشتاء ولو كنا في الصيف لكان الوضع كارثي”.
وقالت ممثلة منظمة الصحة العالمية في سوريا، إيمان الشنقيطي، حسب ما نقلت سكاي نيوز عربية بشأن أسباب ظهور إصابات بالكوليرا، إنه كان لتغير المناخ تأثير عالمي، وسوريا واحدة من البلدان المتضررة.
وبالإضافة إلى ذلك، أدى انخفاض تدفق نهر الفرات، والنقص الكبير في الوقود لتشغيل محطات الطاقة، فضلاً عن هشاشة البنية التحتية للمياه التي دُمر الكثير منها أو تضرر أثناء الأزمة السورية. خاصة في المناطق الريفية، ما أدى إلى الاعتماد على مصادر مياه بديلة وغير مأمونة في كثير من الأحيان لتلبية احتياجات فئات من السكان من المياه، وفق الشنقيطي.
بدوره، أشار المسؤول السوري “العوا” إلى ان الوضع شمال البلاد مختلف عن المناطق الواقعة تحت السيطرة الحكومية ناحية انتشار الكوليرا.
وقال العوا، إن لجفاف نهر الفرات وقلة الوعي الصحي لدى أغلبية سكان تلك المناطق سبباً مهماً في زيادة الاصابات بالكوليرا فيها.
علماً أنّ إحصاءات الوزارة لا تشمل الإصابات والوفيات في مناطق خارجة عن سيطرة الحكومة.
“العلة” من الشمال
في الخامس من شهر تشرين الاول/ أكتوبر الحالي، قالت منظمة الصحة العالمية إنه كان هناك أكثر من أربعة عشر ألف حالة يشتبه بإصابتها بالكوليرا في المناطق خارج السيطرة الحكومية السورية، 884 حالة مؤكدة. كما تمّ الإبلاغ عن 63 حالة وفاة في عموم البلاد.
ولفت “العوا” إلى أن المنطقة الشرقية والشمالية الشرقية من سوريا كانت سبباً في وصول الكوليرا الى باقي المحافظات. إذ سجلت العاصمة دمشق أول إصابتين بالمرض لشخصين قادمين من حلب.
وقال المتحدث الرسمي، ستيفان دوجاريك إنه في الشمال الشرقي يستمر الإبلاغ عن النقص الحاد في المياه. وفي محافظة الحسكة، لا يمكن للسكان الوصول إلى المياه عبر محطة علوك للمياه، والتي توقفت عن العمل منذ 11 آب/أغسطس.
فيما تتواصل حملات التوعية بالصحة العامة، يحتاج الشركاء بشكل عاجل إلى 34 مليون دولار على مدار الأشهر الثلاثة المقبلة لتغطية الاستجابة للصحة والماء والصرف الصحي في الأشهر الثلاثة المقبلة، بحسب المتحدث الرسمي.
بروتوكول
في العاشر من تشرين الأول/ أكتوبر، كشف نقيب الأطباء في سوريا غسان فندي أنه تم التعميم على الأطباء باتباع البروتوكول العلاجي الذي وضعته وزارة الصحة السورية أثناء معالجة المرضى الذين يراجعون عياداتهم ويتبين إصابتهم لالكوليرا. مؤكداً أن الأدوية واللقاحات متوافرة ولا يوجد مشكلة في هذا الموضوع.
وشدد فندي على ضرورة اتباع قواعد النظافة العامة والابتعاد عن المأكولات المشبوهة وعن المياه الملوثة وعدم الشرب من مصادر مياه غير موثوقة.
وتشهد سوريا منذ أيلول/ سبتمبر، الماضي، تفشياً للكوليرا وهو عدوى حادة تسبب الإسهال وتنجم عن تناول الأطعمة أو شرب المياه الملوّثة بضمات بكتيريا الكوليرا في محافظات عدة، وذلك للمرة الأولى منذ عام 2009. وأدى النزاع المستمر منذ عام 2011 الى تضرر قرابة ثلثي عدد محطات معالجة المياه ونصف محطات الضخ وثلث خزانات المياه، وفق الأمم المتحدة.
ويظهر وباء الكوليرا عادة في مناطق سكنية تعاني شحاً في مياه الشرب، أو تنعدم فيها شبكات الصرف الصحي. وغالباً ما يكون سببه تناول أطعمة أو مياه ملوثة، ويؤدي إلى الاصابة بإسهال وتقيؤ.
ويقول المسؤول السوري “العوا” إن تعويض السوائل أهم من تناول الادوية في حال الإصابة بالكوليرا. إذ حتى لو قام المريض بتناول الدواء الخاص بالكوليرا دون تعويض السوائل فسيؤدي حتماً إلى القصور الكلوي أو التجفاف وكلاهما مميتان.