هاشتاغ _ يوسف الصايغ (بيروت)
أرخى تفشي فيروس الكوليرا بظله على كاهل القطاع الصحي في لبنان، والذي يشهد معاناة لا مثيل لها في ظل الأزمة الاقتصادية الخانقة التي يشهدها لبنان.
ويترافق ذلك مع اتهامات من بعض المسؤولين الصحيين اللبنانيين للاجئين السوريين ومخيمات اللجوء والمناطق الحدودية مع سوريا بأنها مصدر الكوليرا في لبنان!
ويعاني قطاع الاستشفاء بشكل كبير، لجهة عدم قدرة الدولة ممثلة بوزارة الصحة على تأمين متطلبات القطاع بسبب انهيار قيمة الليرة اللبنانية، والنقص في التجهيزات والمعدات الطبية في المستشفيات”.
ومع ظهور الكوليرا بات السؤال ملحاً عن مدى قدرة القطاع الصحي في لبنان على الصمود والمواجهة في ظل الامكانيات المتواضعة.
قد يتحول إلى وباء..
رئيس لجنة الصحة النيابية، النائب بلال عبدالله يشير في تصريح لـ”هاشتاغ” إلى أن “لبنان سيكون في مواجهة خطر تفشي فيروس الكوليرا وتحوله إلى وباء إن لم يتم اتخاذ الخطوات الوقائية المطلوبة واللازمة لمواجهته”.
وحول قدرة القطاع الصحي على المواجهة مع ظهور فيروس الكوليرا، يشير عبدالله إلى “أننا واجهنا تفشي وباء كورونا باللحم الحي، واليوم سنواجه فيروس الكوليرا بالطريقة نفسها وسنتخذ إجراءات لحفظ صحة الناس ضمن الامكانيات المتوافرة”.
إجراءات وقائية.. على الحدود
ويشير رئيس لجنة الصحة النيابية إلى إجراءات وقائية للحد من انتشار الكوليرا لا سيما على الحدود بين لبنان وسوريا.
لافتا إلى أن إنتشار الفيروس بشكل كبير سيمنع سفر اللبنانيين إلى الخارج”.
ويختم عبدالله قائلا: ” إن منظمة الصحة العالمية تواكب خطواتنا، وقد زارت مع وفد وزارة الصحة منطقة الشمال التي سجل فيها حالات إصابة بالكوليرا، وهي ستقوم بإجراءاتها”.
أما على صعيد المدارس، فيلفت عبدالله إلى أن “وزير التربية يقوم بالخطوات المطلوبة منه على هذا الصعيد”.
مخيمات اللاجئين.. متهمة!
من جهتها تشير رئيسة لجنة الطب الوقائي في وزارة الصحة د. عاتكة بري في تصريحات خاصة ل”هاشتاغ” إلى أن “التحدي الاهم على صعيد انتشار الكوليرا في لبنان، يتمثل بالظروف البيئية إن كان من خلال مخيمات اللاجئين السوريين التي دخلت الكوليرا عبرها إلى لبنان حسب قولها، أو عبر شبكات الصرف الصحي ومياه الاستخدام، حيث يتم الاعتماد على صهاريج المياه بظل عجز مصالح المياه عن توفير المياه للمواطنين بسبب انقطاع الكهرباء.
أما على المستوى الصحي في المستشفيات، فتقول بري أن الأدوية موجودة وكذلك مراكز لإحالة المرضى.
وتؤكد “أننا نعمل مع منظمة الصحة العالمية لتأمين الإجراءات اللازمة للتخلص من الصرف الصحي الناجم عن المرضى، لأنه يحتاج إلى أساليب معالجة خاصة وتعقيمها والتخلص منها بالشكل المطلوب”.
وتشير إلى أن “السبب الرئيسي لتفشي الكوليرا في المجتمعات هو تردي الخدمات الصحية من ماء وصرف صحي، والمسؤولية هنا ليست على عاتق وزارة الصحة، كما أن أوضاع مخيمات النازحين الرديئة تفاقم المشكلة”.
بين الكوليرا و”كوفيد19″
وتؤكد بري “هناك فارق بين الكوليرا والكوفيد 19، حيث أن 80 بالمئة من حالات الكوليرا تكون بدون عوارض أو عوارضها بسيطة، ولا تحتاج إلى دخول المستشفى، وهناك حوالي 20 بالمئة يحتاجون الى دخول المستشفيات، بسبب تعرضهم للتجفاف، ما يتطلب تزويدهم بالأمصال، وهناك نسبة 5 بالمئة التي قد تحتاج إلى العناية الفائقة، بحال تفاقم وضعهم الصحي.”.
وبشكل عام – كما تشرح بري- فإن التقاط عدوى هذا المرض في مراحلها الأولى يمكن معالجتها عبر أمصال الشرب، وهي عبارة عن ماء وملح وسكر ويمكن تحضيره منزلياً، اما في حال التفشي الكبير فعندها نكون بحاجة إلى الاستشفاء”.