ذكرت تقارير غربية إن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين يركز اليوم على التهديد الأكثر قلقاً بالنسبة للغرب الأوروبي، والمتمثل بموجات اللاجئين.
فبعد التقرير الذي أوردته صحيفة “بيلد” الألمانية قبل عدة أيام، وكشفت فيه عن خطة بوتين التي تقضي بدفع موجة جديدة من اللاجئين باتجاه دول الاتحاد الأوروبي عبر الأراضي الروسية؛ ذكرت المصادر الروسية أن بوتين أوعز للحكومة ووزارتي الخارجية والداخلية وجهاز الأمن الفيدرالي بإعداد مقترحات لإنشاء نظام لدخول الأجانب إلى روسيا من دون تأشيرات.
قائمة تعليمات
وبحسب وكالة “تاس” الروسية، فقد ورد في قائمة التعليمات التي أعقبت اجتماع هيئة رئاسة مجلس الدولة أمس الأربعاء: “إعداد وتقديم مقترحات لإنشاء نظام لدخول مواطنين أجانب من دون تأشيرة إلى روسيا للسياحة والأعمال التجارية والأغراض التعليمية، وكذلك للمشاركة في الألعاب الرياضية والأحداث الثقافية (بصرف النظر عن مبدأ المعاملة بالمثل)”.
وجاء في القائمة أيضاً أن الرئيس الروسي أمر “بإعداد وتقديم مقترحات لتجديد التأشيرة الإلكترونية لمواطني الدول الأجنبية غير المدرجة في قائمة الدول غير الصديقة التي ترتكب أعمالاً غير ودية ضد روسيا والكيانات القانونية والأفراد الروس”.
وأضافت الوكالة الروسية أن بوتين أوعز للحكومة أيضاً، إلى جانب وزارة الخارجية ووزارة الداخلية وجهاز الأمن الفيدرالي، بالنظر في زيادة حركة الطيران مع الدول غير المدرجة في قائمة الدول غير الصديقة.
الى أوروبا عبر كالينينغراد
وقالت صحيفة “بيلد” الألمانية في تقريرها إن بوتين بصدد تشكيل موجة جديدة من اللاجئين ودفعهم نحو أوروبا عبر مدينة كالينينغراد في شمال غربي روسيا.
تلك المدينة التابعة للاتحاد الروسي وتحيط بها كل من بولندا ولتوانيا وبحر البلطيق.
وبحسب التقرير، فقد تم بالفعل فتح مطار (خرابروفو) في المدينة المذكورة أمام الرحلات الجوية من جميع أنحاء العالم منذ مطلع تشرين الأول/أكتوبر الجاري، وفقًا لهيئة الطيران الروسية.
ورأت الصحيفة الألمانية أن فتح المطار يعني السماح للطيران من دول “صديقة” مثل تركيا وسوريا وبيلاروسيا بالهبوط الآن في كالينينغراد الملاصقة لغربي أوروبا.
ونقل التقرير عن الخبير الروسي في مركز الأبحاث البولندي “الاستراتيجية والمستقبل”، ماريك بودزيس، قوله إن “روسيا تحضّر العديد من الأدوات التي يمكن استخدامها ضد الاتحاد الأوروبي”.
وزعم أن الخطوة الأولى تتمثل بالتهديد الصاروخي الحالي ضد المواطنين الأوكرانيين، بهدف إطلاق موجة جديدة من الهجرة من أوكرانيا إلى بولندا.
كما أضاف: “إذا تمكنا من إطلاق موجة أخرى من كالينينغراد إلى بولندا في الوقت نفسه، فإن روسيا يمكنها أن تزيد الضغط”.
من جهته، قال خبير الأمن البولندي وخبير كالينينغراد في جامعة (وارميا-ماسوريا) في أولشتين، البروفيسور كرزيستوف أوغوتا: “أمرت هيئة الطيران الروسية بفتحات إضافية للرحلات الجوية إلى كالينينغراد من الشرق الأوسط وأفريقيا، مثل إثيوبيا أو السودان”.
وأضاف: “كالينينغراد لا يمكن أن تكون جذابة للسياح من هذه البلدان. لذلك ليس لدي أدنى شك في أن روسيا تستعد لحركة هجرة جديدة من كالينينغراد إلى الاتحاد الأوروبي”، وفق التقرير.
في حين يحذر بودزيس من أن “الحدود بين بولندا وكالينينغراد طويلة وسهلة العبور، حيث يتمركز معظم حرس الحدود البولنديين على الحدود البيلاروسية. هناك حفرة مفتوحة على الحدود مع كالينينغراد”.
وقال إن معظم اللاجئين يرجح أن يأتوا من سوريا وتركيا، التي تعمل كمركز لجميع لاجئي البحر الأبيض المتوسط.
بينما يصف البروفيسور أوغوتا بأن “الحدود الروسية البولندية طبيعية جداً وقليلة الغابات”.
مضيفاً: “يمكننا أن نلاحظ الظروف الجيدة للهجرة غير الشرعية هناك. السياج على الحدود البولندية الروسية ليس بجودة السياج الجديد على الحدود البولندية البيلاروسية”.