هاشتاغ_ خاص
لم تهدأ نار الحرائق في قلوب المزارعين الذين تضررت أراضيهم ومحاصيلهم العام الماضي، حتى عادت واشتعلت في اليوم نفسه للذكرى السنوية لاشتعال الحرائق في سورية، وسط استمرار التحذيرات من ارتفاع مؤشرات الحرائق حتى الخميس القادم.
المخاوف والتحذيرات التي تم إطلاقها ما قبل إشعال النار، خففت إلى حد كبير من اتساع رقعة النيران، حسب قول قائد فوج إطفاء اللاذقية الرائد مهند جعفر، ومع ذلك فقد شهدت المحافظة أكثر من 150حريق خلال 40 يوما في عموم المحافظة التي نالت حسب قوله النصيب الأكبر من الحرائق في غابات سورية.
واشار الرائد جعفر في تصريحات خاصة ل”هاشتاغ” الى أن رجال الاطفاء يقضون ساعات من العمل المتواصلة بين ألسنة اللهب يصلون ليلهم بنهارهم، ويعملون لتخفيف الأضرار، كما يواجهون منحدرات صخرية وجروف صعبة اضافة إلى وجود ألغام وقذائف من مخلفات المجموعات المسلحة انفجر بعضها اثناء عمليات الاخماد.
وذكر الرائد جعفر أنه تم إخماد 8 حرائق خلال هذا الأسبوع في المحافظة، منوّهاً إلى أن فوج الإطفاء أخمد حريقان صباح السبت، اندلعا في مناطق رويسة حبيب في منطقة سلمى وجبل العذرة بريف القرداحة بين قرى مسيت وبيت زنتوت والبور على طريق اللاذقية جوبة برغال، مؤكداً أنهما كانا أكبر حريقان اندلعا في غضون الشهر الفائت.
كما شهدت المحافظة يوم الجمعة 8 حرائق، أولها لعدد من الكابلات ضمن خزان كهربائي، في حي الغراف ضمن منطقة الرمل الجنوبي، والحريق الثاني نشب ضمن سكن الشباب في حي الدعتور، والحريق الثالث اندلع بعدد من أشجار الزيتون والسنديان والغار ومساحة من الأعشاب في ناحية الدالية، والحريق الرابع بعد ناحية الدالية بمنطقة الجديدة التي تتبع لمدينة بانياس، أما بالنسبة للحريق الخامس كان ضمن أراض زراعية تحوي على أشجار الليمون والسرو ومساحات من الأعشاب والقصب بمنطقة المتركية بريف القرداحة، كما نشب الحريق السادس المشروع العاشر، وأخر حريقان وأكبرها كان خلال الشهر الفائت حتى تاريخه كان مساء الجمعة، في رويسة حبيب وجبل العذرة.
وأكد الرائد جعفر أن أخطر حريق نشب في صهريج للبنزين ضمن محطة محروقات الاكسبريس في القنجرة، في 5 تشرين الأول الجاري، مشيراً إلى أن النيران اشتعلت بشاحنتين قاطرة ومقطورة وضمن مضخة البنزين في المحطة.
هذا، وشهدت محافظات اللاذقية، طرطوس، وحمص حرائق كبيرة خلال اليومين الماضيين، استدعت استنفار كامل من قبل الجهات المعنية لإخمادها والسيطرة عليها.
وأعلنت منصة الغابات ومراقبة الحرائق في وقت سابق ارتفاع عام في مؤشرات الحريق حتى تاريخ اليوم، في معظم أراضي شمال غرب سورية، لتكون بذلك ضمن مستويات الخطورة الشديدة والمرتفعة.
وأكدت رئيس منصّة الغابات ومراقبة الحرائق، الدكتورة روزة قرموقة، أن مؤشرات الحرائق للأيام الثلاثة الماضية كانت الأعلى منذ بداية الموسم.
وقالت إن مستويات خطورة الحريق تعبر بشكل كبير عن حجم وسرعة انتشار الحرائق، وبالتالي درجات صعوبة السيطرة عليها وإخمادها، كذلك مؤشرات الطقس اليومية من سرعة الرياح وانخفاض الرطوبة وارتفاع درجات الحرارة، يضاف إلى ذلك أنواع الغطاء النباتي ودرجة جفافه حسب المواسم وخاصة غطاء الأعشاب الأرضية، والذي يتسم بالخطورة الشديدة في ظروف مناطق غاباتنا.
وأكدت قرموقة أن بعض الأجزاء الجنوبية من مناطق الغابات في كل من طرطوس وحمص ستعود للتأثّر بمستويات خطورة عالية جداً الأربعاء القادم، كما تتسع مساحة هذه المستويات لتشمل أيضاً بعض غابات شمال اللاذقية يوم الخميس.
وأكّدت أنه بشكل عام فإن توقعات مؤشرات خطورة الحريق تشير إلى استمرار مستوياتها المرتفعة على أغلب أراضي الغابات لعدة أيام قادمة، الأمر الذي يحتاج كثير من الوعي والحذر.