هاشتاغ – رهام كوكش
يعد تناول قضايا المثلية الجنسية في الإعلام من المسائل الإشكالية في الدول العربية والإسلامية، فبينما يعتبره البعض واجباً إعلامياً لمعالجة مشكلة موجودة. يقول آخرون إن هذا التناول وبطرق سطحية تصل أحياناً لدرجة الترويج خطر يهدد مستقبل المجتمعات المحلية.
ويرى مراقبون أنه في الآونة الأخيرة لم يعد الإعلام العربي يطرح القضية كحرية شخصية وخيار فردي فقط، وإنما تعدى ذلك إلى الترويج للمثلية والدعاية لها.
وحول هذه النقطة، يرى الأكاديمي الإعلامي أحمد شعراوي أن: “المثلية ليست ظاهرة في البلاد العربية بل تعد حالات نادرة أو قليلة، لذا لا فائدة من تسليط الضوء عليها”.
ويقول “شعراوي” الذي يحاضر في كلية الإعلام بجامعة دمشق: “مهما روج لها يبقى الموضوع استثنائي ولايشكل ظاهرة بالنسبة لنا، لذلك الحديث عنه سواء بالترويج أو عدم الترويج لن يكون مفيداً، لأنه يخالف عاداتنا وتقاليدنا وثقافة المجتمع”.
وفي السياق ذاته يرى الصحفي السوري إبراهيم شير، أنه في البداية يجب أن نكون على علم بأن فكرة “الشذوذ الجنسي محرم في جميع الأديان السماوية، وبالتالي أي ترويج لها ضرب في صلب الدين”.
ويقول: “للأسف الإعلام العربي حتى الآن، لا يمتلك هوية خاصة به أو منهج حقيقي يسير عليه وبالتالي هو مقلد لكل ماهو غربي خصوصاً إذا كان فرنسي أو بريطاني أو أميركي”.
ألعاب الأطفال
يرى الصحفي أسعد نخلة في حديث لـ”هاشتاغ أن: “الإعلام مهد منذ سنوات للمثلية من خلال المقابلات والبرامج، لكن عصر السوشيال ميديا سلط الضوء على الأمر بشكل واضح من خلال استضافة مثليين أو طرح أسئلة تتعلق بتقبل المثليين أم لا”.
أما فيما يتعلق بالترويج للمثلية عبر الألعاب الالكترونية وبرامج الأطفال يقول نخلة إن “استهداف المجتمع يبدأ من الأطفال وذلك لإنشاء جيل متقبل لهذه الأفكار”.
ويقول الصحفي “شير” إن “الهيئات والمؤسسات التي تدعم المثليين تظهر فقط في الدول الضعيفة مركزياً، حتى لا تستطيع الدولة لجم هذه المؤسسات وأفكارها، وقد نشاهد دولاً أخرى ضعيفة المركز تتبنى مثل هذه الأفكار بحجة مواكبة التطور والحضارة وكل ذلك طمعاً في المساعدات المالية الغربية”.
وأشار إلى أن “دعم فكرة الشذوذ الجنسي، يجعل من المشكلة أمراً طبيعياً في المجتمع، لكنها فكرة تؤسس لنتائج مدمرة”.
ويرى أنه: “بات لزاماً على الأهالي انتقاء القنوات الفضائية الجيدة التي يتابعها الأبناء وتحذير الأطفال وتوعيتهم من أن ليس كل فنان أو عمل فني هو قدوة ويجب تقليده”.
كيف يمكن التعامل؟
وفي ذات السياق يقول الصحفي أسعد نخلة إن: “منظمات أو فرق أو مجموعة أشخاص ظهروا على السوشيال ميديا يدعون لمعاملة المثليين معاملة عدم تمييز أو تفرقة”.
ويضيف: “المثلية بحاجة لاهتمام ورعاية من الحكومات نفسها كونها نابعة من المجتمع وبالتالي فهي بحاجة للتوعية إما عن طريق الحملات أو الندوات أو بإقامة مراكز علاج لهم”. وتساءل: “هل يعقل تهميش هذه الفئة؟”
وبين أن الهدف الأساسي من حماية المثليين “هو حماية الإنسان دون النظر لميوله الجنسية”.
ويقول: “قد يكون المثلي مخترع أو موسيقي عالمي أو قد يكون شخصاً مهماً وملهماً في جزء ما من الحياة، ولكن بسبب ميوله الجنسية يتعرض للظلم والاضطهاد وهذا يعارض مبدأ الإنسانية في العالم”.
التواصل الاجتماعي مجدداً
يقول محمد علي وهو خبير في قطاع السوشيال ميديا إن: “وسائل التواصل الاجتماعي بكافة منصاتها تعد الأساس الأول في انتشار فكرة المثلية الجنسية، وخاصة بين الأطفال لأن الجيل الجديد يعد الهدف الأول في تثبيت هذه القواعد في ظل تراجع متابعة التلفاز بالنسبة للأجيال التي استفاقت على أجهزة التاب و الموبايل”.
ويعتبر اليوتيوب من أخطر هذه المنصات، يستطيع من خلاله الطفل الدخول عبر انتقاء فيديو ذو محتوى هادف والانتقال إلى فيديو آخر دون المستوى المطلوب، وذلك بسبب خوارزميات اليوتيوب ودعمه للفيديوهات المقترحة التي تساعد في التسهيل في عملية الدخول لهذه الروابط أو الفيديوهات.
وهنا تجدر الإشارة إلى “أهمية متابعة الأطفال والانتباه لما يشاهدونه”بحسب علي.
ويقول الخبير: “سياسة منصات التواصل الاجتماعي ممنهجة نحو تثبيت فكرة المثلية الجنسية على اعتبارها حق من حقوق الإنسان ويتم دعمها مؤخراً حتى في فرق كرة القدم.”
ويتابع: “يلاحظ في الفترة الأخيرة التروبج من خلال ألعاب الأطفال أيضاً عبر الإنترنت أو عن طريق الأفلام من خلال إظهار مشهد أو مشهدين لفتاتين أو شابين في وضع مخل للأداب، وتكرار الأمر بهدف اعتياد العين على رؤية مثل هذه المشاهد”.
من جانبه يشدد الصحفي أسعد نخلة على أن “مواقع التواصل الاجتماعي خطر حقيقي بسبب عدم وجود ضوابط لطبيعة عملها ولطبيعة الطرح وكذلك لطبيعة التوجه وكيفية سير أو إدارة المحتوى”.
ولذلك يرى الكثيرون أن أبرز سبل الوقاية هي المراقبة من الأهل، والتعريف بخطورة ما يحدث عبر وسائل الإعلام.
وأيضاً أن يكون هناك خطاب إعلامي قريب من لغة المراهقين حتى يتم توعيتهم من هذه المخاطر.