ارتفعت أسعار المستهلك الأوروبي بمعدل سنوي تجاوز الـ8 في المئة، وهو أعلى بكثير من هدف البنك المركزي الأوروبي البالغ 2%.
وأشارت صحيفة “إيكونوميست” الاقتصادية، إلى أن هذا الارتفاع يشير إلى صدمة الطاقة الحادة التي يعاني منها الاقتصاد الأوروبي، الأمر الذي قد يتطلب الصبر.
العودة لرفع الفائدة
رجّحت الصحيفة أن يُعيد أعضاء البنك المركزي الأوروبي التأكيد على ضرورة خطوة رفع أسعار الفائدة قريباً في اجتماع السياسة النقدية المُقرّر في 9 حزيران/ يونيو.
موقف صعب
ولفتت الصحيفة إلى أن “المركزي الأوروبي يجد نفسه في موقف صعب، ليس فقط في مواجهة ارتفاع الأسعار، الأمر الذي قد لا يستدعي فقط زيادات سريعة في الأسعار، ولكن أيضاً آفاق نمو أكثر تشاؤماً، الأمر الذي قد يتطلب الصبر”.
السبب: أسعار الطاقة
واعتبرت الصحيفة أن السبب الجذري لكلا التطورين هو صدمة أسعار الطاقة الشديدة، إذ أن “أسعار النفط والغاز الطبيعي كانت في ارتفاع فعلي قبل الحرب الروسية على أوكرانيا، والتي أدت إلى ارتفاع الأسعار”.
وقد لعبت أسعار السلع المرتفعة هذه “دوراً أكبر بكثير في دفع تضخم أسعار المستهلكين في أوروبا إلى الارتفاع مقارنة بأميركا، حيث كان التحفيز سخياً”، وفق الصحيفة.
وبحسب بنك “غولدمان ساكس”، فإن أسعار الطاقة في منطقة اليورو، التي ارتفعت بمعدل سنوي ضخم بلغ 39% في أيار/ مايو الماضي، تسهم بنحو أربع نقاط مئوية في التضخم الرئيسي، مقارنة بنقطتين في الولايات المتحدة.
تأثيرات التضخم
وأوردت الصحيفة أن تأثيرات التضخم بدأت تطال أسعار المستهلكين الأخرى، إذ “ارتفع التضخم الأساسي، الذي يستثني أسعار الغذاء والطاقة، بسرعة أكبر في منطقة اليورو في أيار/ مايو أكثر مما توقعه الاقتصاديون”.
وقالت الصحيفة إن إحدى نتائج صدمة الطاقة تتمثّل في انخفاض دخل الأسرة بالقيمة الحقيقية.
وقد ارتفع نمو الأجور بشكل متواضع في جميع أنحاء المنطقة، لكنه لا يزال وراء التضخم، وفق الصحيفة.