هاشتاغ-زياد شعبو
تتضح ملامح مشروع كرة القدم السعودية شيئاً فشيئاً، فقد انتقل من مرحلة الأحلام إلى حيز الواقع عبر استثمار فائض المال في اللعبة الشعبية بالمملكة في إطار رؤية متجددة تتجسسد بمشاريع اقتصادية واجتماعية وثقافية ورياضية ونهضة متنوعة تشهدها المملكة العربية السعودية في كافة النواحي.
لماذا إذاً كرة القدم ؟
الإجابة على هذا التساؤل تعني الجانب الاقتصادي والاستثماري الذي يميز كرة القدم المعاصرة بوصفها قطاع إنتاجي يضيف للدخل القومي مكاسب اقتصادية كبيرة، كما هو الحال في الدوري الإنكليزي الممتاز أو الدوري الإسباني ومجمل الدوريات الأوروبية بشكل عام.
هذا تحديداً ما تحاول صناعته السعودية في إطار توجه استراتيجي لتنويع مصادر الدخل القومي والتقليل من الاعتماد على النفط ،، وجزء اساسي من هذه الاستراتيجية كانت كرة القدم المحلية بواجهة الدوري المحلي هناك، لتكون قمية مضافة لقطاعات أخرى كالسياحة والصناعة وغيرها من مصادر الدخل المتنوعة.
اقتباس وتطوير التجربة الصينية..
الفكرة الأساسية التي بنى عليها السعوديون مشروعهم هي تدرج منطقي بدأ بإنجاز بنى تحتية متقدمة وأخرى قانونية تتماشى مع الهدف الأساسي وصولاً لتأسيس رابطة الدوري السعودي للمحترفين سنة2008 .
وتعمل هذه الرابطة باستقلالية إدارية ومالية كاملة، وتحمل جميع الحقوق التجارية لمسابقات الدوري بفئته الممتازة، ما أتاح مساحة عمل حرة وبيئة وحاضنة احترافية مبكرة،
ويكفي التركيز على الأهداف التأسيسية المعلنة للرابطة منذ 16 عاما وهي:
– الوصول بالدوري السعودي للمحترفين إلى المراكز العشرة الأولى في العالم فنياً وتسويقياً ومالياً وإعلامياً.
– المساهمة مع الأندية في إيجاد رعاة لها وتنفيذ الخطة التجارية الخاصة بها.
– تطوير الإعلام الإلكتروني والمادة الإعلامية لنشاطات الرابطة.
– المحافظة على الحقوق التجارية للأندية ومنع استغلال شعارات الأندية.
وصولاً إلى إعلان الأندية بحد ذاتها كيانات وشركات مستقلة.
هذا التدرج الذي كان ينقص التجربة الصينية بقفزاتها المباشرة، بالتوقيع مع لاعبين ومدربين بأرقام خيالية ونسخ القواعد القانونية و الإعلامية من الدوريات الأوروبية من دون أي أهداف استراتيجية، وصل بالأندية لمرحلة الإفلاس الفني والمالي وهجرة اللاعبين المحترفين دون تحقيق أي إضافة تذكر، فيما أنجزت السعودية نقلتها بالتدرج بنوعية النجوم وصولاً لليوم الذي نشاهد فيه كريستيانو رونالدو في الملاعب السعودية وكل من سيلتحق بركب الكرة السعودية قادماً.
واجب علينا صنع مستقبل الكرة السورية والتعلم من تجربة السعودية ولو كانت البداية بخطوات صغيرة تجاه مستقبل لابد منه.
وبعيداً عن الوفرة المالية، فإن المواهب في سوريا متاحة، والخبرات موجودة، لتبقى الرغبة والإرادة والتفكير بمستقبل الكرة السورية .