هاشتاغ _زاهر محمد
لم يكن خالد المقيم في دمشق يتوقع بأن مغادرته لمعايدة أهله وأقاربه في محافظة دير الزور ستكلفه قرابة المليون ليرة سورية”ذهابا وإيابا”، فهذا المبلغ كان كافيا لاقتناء سيارة موديل”سنتها” قبل الحرب. وأضاف خالد أنه أضطر الى بيع قطعة ذهب من مصاغ زوجته، كما أعلمنا أنه سيدفع هذا المبلغ لقاء استقلال عدة تكاسي في دمشق ودير الزور وأنه سيسافر بباص بولمان عادي، وليس بسيارة أجرة مصطحبا زوجته وثلاثة أولاد.
المواطن ماهر ورغم أنه ميسور الحال لكنه لم يفكر باقتناء سيارة خاصة لغاية اليوم، قال ل”هاشتاغ” وبالحرف الواحد: “اتفقت مع سيارة أجرة ستأخذني من دمشق إلى منزل أهلي القاطنين في مدينة حلب لقاء نصف مليون ليرة ذهابا ومثلها عند الإياب، وجرت العادة بأن استقل ذات التكسي وذات الطلب في السنوات الماضية وفي كل عام تزداد الأجرة اذ أذكر أنه ومنذ عدة أشهر وبالتحديد خلال عطلة عيد الأضحى أخذ مني السائق ذهابا وايابا مبلغ 500 ألف ليرة ، معتبرا أن هذه الأسعار أمر منطقي في ظل وجود صعوبات تعترض السائقين عند تأمينهم البنزين لاسيما وأنهم يشترونها بأسعار مرتفعة من السوق السوداء، هذا ناهيك عن ارتفاع تكاليف الاصلاح.
“كوملبيه”
ولعل قصة خالد تشبه قصص الكثيرين الذين أرادوا السفر الى محافظاتهم في وسط أزمة نقل خانقة تسبب الشح في المحروقات، ورغم أن فترة عطلة عيد الفطر طويلة، لكن الكثير من المواطنين السوريين فضلوا إلغاء فكرة السفر الى محافظاتهم، والبقاء في منازلهم لتجنب تكاليف السفر المرتفعة جدا ،سواء أكان السفر عبر سياراتهم الخاصة أو عبر البولمانات أو الهوب هوب أو الفانات أو حتى عبر سيارات الأجرة الخاصة.
فالمواطنون الذين يملكون سيارات خاصة لاتكفيهم بالأساس مخصصات المحروقات التي يحصلون عليها بالسعر المدعوم عبر البطاقة الذكية، إذا فكروا بالسفر سيضطرون لشراء البنزين من السوق السوداء بأسعار مرتفعة جدا علما أن ليتر البنزين يباع اليوم بما يزيد عن 7 آلاف ليرة سورية، في حين أن الحجز للسفر عبر شركات البولمان توقف منذ عدة أيام فلا مقاعد شاغرة، ومن استطاع الحجز قبل عطلة العيد سافر. كما ان الحجز عبر الفانات لم يكن بأفضل حالا ، طبعا ان كان من حيث تعرفة الركوب، أو الحجز فإن وجد مقعدا شاغرا فالتعرفة أصبحت ثلاثة أضعاف مع “بوسة يد” سائق الفان.
“هاشتاغ” تواصلت مع إحدى شركات نقل الركاب بالبولمانات لاستطلاع حالة الحجوزات الشاغرة لديهم، ليؤكد لنا الموظف بأنه لاشواغر لديهم، وأن جميع الرحلات محجوزة طيلة الأيام القادمة.
بلا سفر
ابو صالح موظف يمتلك سيارة قبل الأزمة بسنوات قال ل”هاشتاغ” عدلت عن فكرة السفر إلى قريتي في جبلة كون البنزين قليل، وما أحصل عليه بالسعر المدعوم بالكاد يكفيني للتنقل بين دمشق وحرستا يوميا، علما أن أحد الأشخاص عرض علي أن يؤمن لي “٢٠ لتر بنزين بسعر ٢٥٠ ألف ليرة سورية، “ففضلت صاغرا أنا وعائلتي بأن نقضي عطلة العيد في المنزل”.
في حين قالت لنا سماهر استباقا للازدحام على الحجز الذي يحدث بالعادة قبل أيام من عطلة العيد قمت ومنذ أيام بحجز مقعدين لي ولشقيقتي في باص “هوب هوب” وكان الاتفاق معه بأن موعد السفر هو اليوم لأفاجأ باتصال سائق الباص ليعتذر مني بأن الرحلة ألغيت لعدم استطاعته تأمين المازوت للباص، مضيفة، إما أن السائق صادق ولم يجد مازوت أو أنه وجد ركاب يدفعون له أكثر مما دفعنا له.
لاحجة في المحروقات
عضو المكتب التنفيذي لقطاع المحروقات والثروة المعدنية في محافظة ريف دمشق ريدان الشيخ أصر على أن جميع وسائط النقل العامة بما فيها باصات السفر بين المحافظات تحصل على مخصصاتها من المحروقات دون نقص يذكر، لافتا إلى أن عدد طلبات التعبئة للكازيات لم تختلف لغاية تاريخه فيتم يوميا تلبية 9 طلبات في المحافظة، ومخالفاً جميع ادعاءات وروايات”الشوفيرية” وأصحاب السيارات الذين أكدوا أن معظم وقودهم”حر”.
ضبط التسعيرة
أما مدير حماية المستهلك، في وزارة التجارة الداخلية، الدكتور حسام نصرالله، فأكد بأن تعرفة النقل بين المحافظات لم تطرأ عليها اي زيادة تذكر، لافتا إلى أن عناصر مديريات حماية المستهلك في جميع المحافظات مستنفرة لمراقبة مدى التزام وسائط النقل بتسعيرتها الرسمية المحددة، مفنداً بذلك ما سمعناه من روايات تؤكد وجود أسعار كاوية في “نقليات العيد”!.
رحلات متعددة ولكن
وحول ما سمعناه عن ندرة الرحلات والباصات والفانات أجابنا مدير هندسة المرور والنقل في محافظة دمشق المهندس سامر حداد بأنه يتم يوميا تسيير مئات الرحلات من مركز انطلاق البولمان بالقابون في دمشق الى المناطق والمحافظات، لافتا الى أنه تم خلال اليومين الماضيين تم تسيير 407 رحلات إلى مختلف المحافظات.